الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض يدعو المجتمع الدولي التدخل الفاعل لإنهاء الاحتلال

نشر بتاريخ: 18/05/2011 ( آخر تحديث: 18/05/2011 الساعة: 13:53 )
رام الله- معا- أفرد رئيس الوزراء د.سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي للحديث عن ذكرى النكبة والتحديات الماثلة أمام الشعب الفلسطيني لتجسيد هويته ونيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة، والجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لتحقيق ذلك على الأرض.

وقال فياض، "طوى شعبنا قبل أيام، ثلاثة وستين عاماً على مأساة تشريده من وطنه وتهجيره في منافي الشتات ودول اللجوء، إن حلول ذكرى النكبة إذ يذكرنا بمعاناة التشرد ومحاولات تذويب وطمس الهوية الفلسطينية، إلا أنه وفي الوقت ذاته يُشكل محطةً هامة لتعزيز الالتفاف حول البرنامج الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، والهادف إلى إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل أرضنا الفلسطينية التي احتُلت عام 1967 في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها في القدس، العاصمة الأبدية لهذه الدولة".

وأكد رئيس الوزراء أن ذكرى النكبة تُشكل بالنسبة لنا مناسبةً يُجدد فيها شعبنا إصراره على الصمود والتمسك بحقوقه كافة، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة.

وقال: "فنحن لا نتكئ على مصائبنا بالرغم من كل ما تحمله من ألم ومعاناة، وطريقنا لم تكن يوماً مفروشةً بالورود، وما تجاوزناه من صعاب منذ النكبة وسنوات التشرد، لم يزدنا إلا صموداً وإصراراً على إيصال مشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية والمتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من نيل حريته واستقلاله".

وشدد فياض على أن شعبنا سطّر في مخيمات وقرى ومدن وخرب ومضارب بدو فلسطين، وحتى أقصى مكان على هذه الأرض، ثلاثة وستين عاماً من الكفاح والصمود والعمل الجاد لاستعادة الهوية الفلسطينية.

وقال: "فقد نهض شعبنا من حطام هذه المأساة موحداً لصون هويته الوطنية وتعميقها، ومصراً بعناد على إنجاز حقوقه المشروعة كما عرفتها الشرعية الدولية"، وأضاف: "فها نحن، نحيي ذكرى النكبة، وقد استكملنا جاهزيتنا الوطنية لإقامة الدولة، الأمر الذي سيعززه التنفيذ السريع لاتفاق المصالحة، وبما يضمن الإسراع في تجسيد وحدة الوطن، والتقدم نحو إقامة دولة فلسطين دولةً لكل أبنائها، كما حلُم بها الزعيم الراحل أبو عمار، وشاعرنا الكبير محمود درويش في وثيقة إعلان الاستقلال".

وحول إحياء فعاليات ذكرى النكبة، أكد فياض إنه يؤكد تجذر الإرادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني وإصراره على مواصلة كفاحه المشروع لنيل حقوقه الوطنية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والتي حولت مأساة المعاناة واللجوء إلى عنوان للكفاح الوطني. وقال: "في هذه المناسبة فإنني أحيي كافة أبناء شعبنا في مخيمات الشتات واللجوء، وأترحم على الشهداء الذين سقطوا خلال إحياء فعاليات ذكرى النكبة من أجل حرية شعبنا وحقوقه المشروعة، وأتمنى الشفاء العاجل لكافة الجرحى، وأقول لهم لن تتمكن النكبة وما ولدته من معاناة من كسر إرادة شعبنا أو طمس هويته الوطنية، وسيبقى شعبنا دوماً موحداً في التفافه حول خطة السلطة الوطنية لترسيخ الحقائق الايجابية على الأرض وصولأً إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام "1967.

وأكد فياض أن الجهود إنصبت خلال الأعوام الماضية على استكمال وتعزيز الجاهزية الوطنية وتقوية مؤسسات السلطة الوطنية لتكون قادرةً على تكريس قيم المواطنة والانتماء، ورعاية مصالح المواطنين، وتقديم أفضل الخدمات لهم، وبما يمكنهم من الصمود والثبات، والقدرة على متابعة إنجاز مهام التحرر الوطني وبناء مؤسسات الدولة.

وقال: "وبإقرار العالم بتحقيق هذه الجاهزية، يبقى العائقُ الوحيد الماثل أمامنا الآن هو الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يستدعي التدخل الفاعل من المجتمع الدولي لضمان إنهاء الاحتلال عن كامل أرضنا المحتلة، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية" وتابع: "فعلى الرغم من معاناة النكبة والظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، إلا أن رغبته في تحقيق السلام العادل لم تتراجع ولن تتراجع، وكما قال شاعرنا الكبير محمود درويش في رسالته للعالم قبل عشرة أعوام، إن أيدينا الجريحة ما زالت قادرةً على حمل غصن الزيتون اليابس، من بين أنقاض الأشجار التي يغتالها الاحتلال، إذا بلغ الإسرائيليون سن الرشد، واعترفوا بحقوقنا الوطنية المشروعة، كما عرفتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق العودة والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، وبحق تقرير المصير في دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس، فالسلام لا يمكن أن يتحقق بين سادة وعبيد.."

واستذكر رئيس الوزراء الأوائل من قادة ومفكري شعبنا الذين أسهموا في حماية الذاكرة والهوية، وقال: "واذ نحيي هذه الذكرى فإننا نقف بكل الاجلال والوفاء للاوائل من قادة ومفكري شعبنا الذين أسهموا في حماية الذاكرة والهوية وزرعوا بذور انتصار المشروع الوطني وجذّروا الوعي بحقوق شعبنا الوطنية، نتذكر محمود درويش، وابو سلمى، واميل توما، واميل حبيبي، وتوفيق طوبي، وتوفيق زياد، وجورج كتن ومصطفى الدباغ وعبد الوهاب الكيالي وعبد الرحيم محمود، وخليل السكاكيني وعارف العارف وادوارد سعيد وابراهيم ابو لغد، ومي زيادة".

كما استذكر عبد القادرة الحسيني وعز الدين القسام وابراهيم طوقان، والثلاثية الحمراء ورموزها محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، واستذكر أيضاّ معين بسيسو وغسان كنفاني، واسماعيل شموط، وفدوى طوقان، ومحمد البطراوي، وقال: "نتذكر القادة الشهداء وفي مقدمتهم الرئيس الخالد أبو عمار ونقف إجلالاً لارواحهم وارواح كل الشهداء الذين حملوا قضية شعبنا وذاكرته بأرواحنا، لهم الخلود جميعا كما ونقف باعتزاز امام تضامن ومساندة الملايين من شعوب الارض مع شعبنا وحقوقه وعدالة قضيته".

وفي نهاية حديثه الإذاعي قال فياض: "لا يسعني إلا أن أتوجه بكل الإجلال والإكبار أمام أسرى الحرية، وفي مقدمتهم الأسيرات والأشبال، وأؤكد لهم أن حريتهم هي جزء لا يتجزأ من حرية الشعب والوطن".

وتابع: " كما وأقف بكل تقدير أمام الجدات وكهول شعبنا في مخيمات اللجوء في الوطن والشتات الذين ما زالوا يحكون الرواية، ويزرعون الأمل، لهؤلاء جميعاً، ولكل من غرس زيتونة أو وضع غرزة في مطرزة تراثية نقول إن الوفاء لمعاناة اللاجئين وحقوقهم بالنسبة لنا الآن يعني تعزيز الصمود والبقاء في مواجهة التشريد والاقتلاع، ويعني لنا مواصلة الكفاح لإنهاء الاحتلال, وتحقيق الاستقلال, وضمان الوصول إلى حلٍ عادل لقضية اللاجئين وفقاً للشرعية والقانون الدوليين، وخاصة القرار الأممي 194. فطريق العودة هو طريق الصمود وترسيخ الهوية".