الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

امنة من دون شهادات علمية تدير مصنعا لانتاج مواد طبية وتجميلية طبيعية

نشر بتاريخ: 18/05/2011 ( آخر تحديث: 18/05/2011 الساعة: 17:09 )
جنين- تقرير معا- رائد ابوبكر– في مكان متواضع في قرية مسلية جنوب مدينة جنين حولت امنة ابو انعيم "ام الامين" 45 عاما منذ ثماني سنوات مخزنا صغيرا بجانب منزلها الى مصنع مصغر بأدوات بسيطة جدا تنتج قائمة طويلة من الاصناف والمستلزمات الطبية والتجميلية تبدأ في تصنيع الصابون الطبي لحل مشاكل البشرة مرورا بالكريمات المصنوعة من الاعشاب البرية وصولا الى انتاج مواد لعلاج الامراض الجلدية ومشاكل اخرى من زيوت مستخرجة من اعشاب طبيعية وشمع العسل.

وتقول ام الامين بدأت الفكرة بايماني بأهمية الاعشاب الطبيعية في علاج الامراض كالسكري والحصى وامراض الظهر "الديسك" وخاصة عندما سمعت عدة قصص من اناس مختلفين بعدم استفادتهم من العلاجات الطبية في المستشفيات والعيادات الطبية ولجوئهم الى الطب العربي وتناولهم الاعشاب البرية الطبيعية.

واضافت ان من هواياتي جمع الاعشاب البرية وغليها بالماء وشربها في حال اصابتي او احد افراد العائلة بمرض ما كالزكام مثلا بالاضافة الى مشاهدة جدتي التي كنت اساعدها في سن الثانية عشرة تعالج المرضى بالاعشاب واتعلم منها بعض الاشياء والتي استفدت منها لاحقا خلال عملي.

واوضحت ان كل هذه الامور ساعدتني في اخذ الدورات المكثفة في بيت لحم ورام الله وجنين والتي تهتم بالعلاج بالاعشاب الطبيعية والبرية ما شجعني لافتتاح مشروع مصنع الصحة والجمال عام 2002.

والجميل في الأمر ان ما تنتجه لم تتعلمه في الجامعات لأنها لم تتجاوز الصف التاسع الاساسي رغم تفوقها في المدرسة بسبب العادات والتقاليد التي تمنع أي فتاة من اكمال الدراسة وتقول ": برايي الشخصي الشهادة الجامعية ليس كل شيء مادام الطموح والمثابرة عند الانسان فهو سيبدع في كل شيء وسيصل ولا علاقة هذا الشيء بالشهادات" وتضيف "بقيت اتابع واجرب الخلطات واتواصل مع اناس من ذوي خبرة في هذا المجال واخذ توجيهاتهم والحمد لله نجحت في المشروع".

واضافت ان من اسباب نجاحها في المشروع تواصل المسيرة باتجاهين اولهما البحث عن مزيد من الدراسة والخبرة والتعلم الذاتي عبر البحث في الكتب والمجلدات اما الاتجاه الثاني الانتاج وتطويره ومضاعفته حيث لم اتردد في البداية في تحويل المخزن الى مصنع وبدأت بالانتاج والتوزيع والتطوير رغم الصعوبات التي واجهتها واولها الوفرة المادية وايضا من اسباب النجاح نسج علاقات مع جهات متعددة في المجتمع بحثا عن الخبرة والتوسع في السوق وحصولها على ترخيص رسمي من مديرية الصحة والغرفة التجارية بالاضافة الى مشاركتها بدورات التصنيع وتقديم افكار جديدة من عدة مؤسسات تهتم بهذا الموضوع.

وشاركت ام الامين في عدة معارض في رام الله وبيت لحم وجنين مشيرة الى ان اقبالا مستمرا على منتجاتها ومشاركاتها في المعارض الا ان مشكلة واحدة تواجهني هو ان عددا من الجهات سواء كانت شخصية او مؤسسية مازالوا يشككون لعدم حصولنا على الشهادات الجامعية والتخصصية.

الزائر للمكان المتواضع يتفاجأ بما حققته ام الامين من انجاز وتطور وابداع بالاضافة الى ان منتوجاتها المصنوعة من مواد طبيعية تزرع الثقة والاطمئنان لدى المواطن وتقول ام محمد احدى الزائرات "المنتوجات رائعة ومفيدة والانسان لازم يستخدم اشياء طبيعية ومفيدة وما نعرف من شو مصنوعة وكمان هاي الاشياء مجربة".

وتفخر ام الامين بما حققته من تغيير في حياتها الشخصية وفي ابراز دور المرأة الفلسطينية وقدراتها على الابداع والمشاركة والانتاج وتقوم حاليا بتدريب ابنها طلال البالغ من العمر 22 عاما ويدرس المحاسبة في جامعة القدس المفتوحة وتؤكد ام الامين انها تواصل السعي نحو المزيد من التطور وتقول اتمنى ان تصل منتوجاتي الى الدول العربية وتوسيع المشروع لتحقيق منتجات منافسة للشركات الكبرى لتحظى بثقة المستهلك العربي مشيرة انها استطاعت تسجيل منتجاتها باسمها كماركة مسجلة.