الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

زواحف الصيف على الابواب .. هل "شهد" اخر الضحايا؟

نشر بتاريخ: 19/05/2011 ( آخر تحديث: 19/05/2011 الساعة: 21:44 )
جنين - معا - رائد عمر و رائد أبو بكر – بعد أن شهد الصيف الماضي عدة حالات وفاة ناجمة عن لدغات تعرض لها مواطنون كانت في معظمها لدغات عقارب أدت بعضها لوفاة المصابين نتيجة لعدم توفر الأمصال الخاصة بهذه الإصابات تمكنت وزارة الصحة هذا العام من إدخال كميات منها إلى المشافي الفلسطينية.

توجهنا الى الدكتور عمر النصر مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية لنستفسر منه عن سبب نقص هذه الامصال في المشافي الفلسطينية . بين أن عدم توفر الامصال يرجع الى كون الشركة المصنعة له في جمهورية مصر كانت قد توقفت عن العمل لفترة بسبب أعمال صيانه ما دفعنا إلى طلبها من الجانب الإسرائيلي الذي ابلغنا انه يتوجب طلب هذا النوع قبل فترة لتوفيره كون الشركات المصنعة لا تقوم بصناعة كميات كبيرة من هذا النوع إلا حسب الطلب.

ففي العام الماضي وفي محافظة جنين كانت الطفلة شهد سائد أبو بكر ثلاثة أعوام على موعد مع الموت عندما أصيبت بلدغة خلال جلوسها في حضن والدها أمام منزلهم.

يقول والد الطفلة " كنت ومجموعه من الأصدقاء نتسامر وكانت شهد على حضني وإذ بها تصرخ وتقول شيء لدغها توجهت بها فورا إلى احدي العيادات الطبية في بلدة يعبد جنوب غرب مدينة جنين ليعطيها إبرة على ما اعتقد انها مسكن أو مضاد وطلب مني الطبيب التوجه بها فورا إلى مستشفى جنين الحكومي لان السم تفشى في جسدها كافة ونبضات القلب بدأت تنخفض رويدا رويدا".

ويضيف "فور وصولي إلى المستشفى دخلت إلى الطوارئ وكانت حالة استنفار كامل من قبل الطاقم الطبي الذي حقنها عدة ابر لا اعرف ما هي وادخلوها العناية المكثفة لأكثر من 15 ساعة."

وشاهد ووصف أبو بكر انتفاخا في كافة انحاء جسدها وتعان ضعفا في نبض القلب وهبوطا حادا في ضغط الدم كما توقف قلبها مرتين وحاول الأطباء إنعاشها وكانت في حالة ميئوس منها.

وأشار انه طالب طاقم الأطباء لتحويلها إلى إحدى المستشفيات داخل أراضي 48 إلا أن جواب الطبيب ان حالتها لا تسمح بنقلها عبر سيارات الإسعاف كونه لا يستطيع إزالة الأجهزة التي ركبت عليها منها جهاز التنفس الاصطناعي وأكياس دم وجلوكوز وأجهزة أخرى لان حالتها كانت حرجة جدا.

وتابع قائلا"سألت عن الأمصال المضادة للدغات العقارب والأفاعي السامة قال لي الأطباء أن مستشفيات الضفة كافة تنقصها هذه الأمصال لان الجانب الإسرائيلي يمنع إدخال هذه الأمصال الى المستشفيات لأسباب غير معروفة".

واضاف"وفي اليوم التالي بدأ التحسن يظهر على شهد وكأنها استيقظت من اجل وداعنا ولم تكتمل الفرحة عندنا بتحسنها فورا بدأت بعمل الإجراءات اللازمة بالإضافة إلى إدارة المستشفى من اجل تحويلها إلى مستشفى في العفولة في أراضي 48 لكن الموت كان الأسرع من إكمال علاجها.

وأوضح أن المستشفى من إدارة وطاقم بذلوا جل جهودهم لإنقاذ شهد وإبقائها على قيد الحياة لكن مشيئة الله كانت الأسبق في اخذ روحها إليه محملا سائد المسؤولية للجانب الإسرائيلي أن صدق كلام الأطباء لمنعها من إدخال الأمصال إلى مستشفيات الضفة والمراكز الصحية .

ذات القصة كانت مع الطفلة تقوى عماد ميتاني خمسة أعوام لكن مشيئة الله أرادت ان تبقيها حية وتم اخذ العبرة من الطفلة شهد يقول والدها عماد تقوى جاءت الى المنزل تبكي وتقول أن عنكبوتا كبيرا لدغها توجهت بها مباشرة إلى إحدى العيادات الطبية في بلدة يعبد ليحقنها بإبرتين وطلب مني التوجه إلى إحدى المستشفيات لتكون وجهتي إلى مستشفى الرازي التخصصي التي حولتها إلى مستشفى جنين الحكومي لعدم وجود أمصال خاصة للدغات العقارب والأفاعي السامة.

وأضاف في المستشفى الحكومي قام الأطباء باللازم وتم حقنها بعدة ابر حتى تحسنت حالتها حيث كانت تقوى قد أصيبت بانتفاخ في جسدها كافة وتحول لون بشرتها إلى اللون الأحمر وهبوط في نبضات القلب وفي ضغط الدم.

وتابع يقول :أن إدارة المستشفى قامت بالإجراءات اللازمة لتحويلها الى مستشفى العفولة في إسرائيل ليتم نقلها عبر سيارة الإسعاف إلى معبر الجلمة ومن هناك كانت سيارة إسعاف إسرائيلية تنتظرنا وتم نقلها إلى المستشفى لترقد في غرفة العناية المركزة لمدة ثلاثة ايام وكانت حالتها قد ساءت خلال تنقلها من جنين إلى العفولة وتم تحقينها بالأمصال المضادة لسم العقارب والأفاعي.

وخلال توجيه سؤال لعماد لماذا لم تحقن في مستشفى جنين الحكومي قال ان المستشفى يفتقر الى هذه الأمصال والسبب لا يعرفه أو ربما أن المستشفى لم يستطع علاج حالة ابنتي لكن الله سلم والحمد لله ابنتي بألف خير.

ومتابعة لهذا الموضوع حاولنا ومع بداية هذا الصيف الذي تكثر فيه الزواحف ما يعرض المواطنين إلى لدغات تعرض لها أناس من قبل في الأعوام الماضية حيث توجهنا إلى بعض المشافي الحكومية في شمال الضفة الغربية فكانت الإجابة أن هذه الأمصال وصلت منذ شهرين.

الا ان الدكتور محمد عابد المدير الطبي في مستشفى الرازي التخصصي بجنين قال ان المستشفى لا تملك الإمكانية في معالجة من تلدغه الأفاعي خاصة لعدم وجود أمصال خاصة مضادة لسم الأفاعي.

وقال أن عدة حالات تأتينا إلى مستشفى الرازي ونقوم بتحويلها إلى مستشفى جنين الحكومي التي بدورها تقوم بتحويله إلى إحدى المستشفيات في إسرائيل وخاصة مستشفى العفولة.

وأشار إلى أن لدغة العقارب ليست خطيرة مقارنة بلدغة الأفاعي وقال أن لدغة العقارب يمكن تأثيرها على الأطفال وكبار السن اما بالنسبة للدغة الأفعى فأكد على خطورة سمها وخاصة الأفعى التي تطلق عليها الأفعى الفلسطينية.

وحول سؤال وجه له عن مدى الخطورة التي سيمكث فيها المريض الملدوغ من وقت تحويله من مستشفى جنين إلى العفولة قال أن سم الأفعى تأخذ وقت أربع ساعات تقريبا حتى تأخذ مفعولها في الجسم وتدخل حالة الخطر في جسم الملدوغ وربما يكون وقت كافي لينتقل المريض إلى العفولة لكن إن تم التأخير فربما يؤثر السم على القلب وإيقافه عن النبض.

وأكد عابد على ضرورة تواجد الأمصال المضادة لسم الزواحف في كافة المستشفيات في فلسطين مرجحا الاعتقاد عن سبب سماح إسرائيل بإدخال الأمصال إلى مستنشفيات الضفة للكسب المادي لإجبار من خلال تحويل مستشفيات الضفة المرضى إلى مستشفى العفولة وتكليف السلطة تكاليف العلاج.

الدكتور حسام الطنيب مدير مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم قال إن الأمصال متوفرة لدينا في المستشفى والى الان بفضل الله لم تصلنا اية حالات.

وأشار الطنيب انه في السابق كان المستشفى يواجه صعوبة في علاج الأشخاص المصابين بلدغة الأفاعي والعقارب لمنع الجانب الاسرائيلي توفير هذه الأمصال في المستشتفيات والمراكز الصحية.

وقال ان الجانب الإسرائيلي كان يتحجج بعدم توصيل الأمصال الى مستشفيات الضفة لحاجتهم لها وتوفيرها لمرضاهم حتى ان بعض انه تم محاولة ادخال الامصال الى المستشفيات عبر الحدود الاردنية الا ان اسرائيل صادرتها منهم .

واشار الى انهم كانوا يواجهون صعوبة فمثلا العام الماضي جاءتنا 5 حالات من طولكرم مصابين بلدغات افاعي قمنا بتحويلهم الى مستشفى العفولة لاخذ العلاج اللازم لكن في الاونة الاخيرة تم توفيرها في المستشفيات في الضفة

اما الدكتور حاتم ملاك مدير مستشفى الزكاة في مدينة طولكرم قال" ان المستشفى لا يتوفر فيه الامصال بسبب ان الامصال متوفرة في المستشفيات الحكومية وغير متوفرة في المستشفيات الخاصة والسبب ان مثل هذه الحالات تتجه الى المستشفيات الحكومية وفي حال وصول أي حالة. الى المستشفيات الخاصة يتم تحويلها مباشرة الى الحكومية مؤكدا على ضرورة توفير هذه الامصال في المستشفيات الخاصة .