الصحافة الاسرائيلية وخطاب اوباما الرئاسي
نشر بتاريخ: 20/05/2011 ( آخر تحديث: 20/05/2011 الساعة: 14:10 )
القدس - معا - افردت الصحف الاسرائيلية مساحات واسعة لتغطية الخطاب الرئاسي الذي القاه الرئيس الامريكي باراك اوباما مساء امس الخميس، واشبعته تحليلا ودراسة لا تخلوا من الانتقادات الحادة تجاه اوباما وخطابه كما تجاه سياسات نتنياهو التي ادت الى خطاب التقسيم ما اسمته صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية في عددها الصادر اليوم الجمعة.
وتناولت الصحيفة الخطاب تحت عنوان كبير "خطاب التقسيم" مشبهة ما جاء فيه بقرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة والذي قسم البلاد الى دولتيين فلسطينية لا زالت تنتظر واسرائيلية لا زالت تصارع حق وجودها وتحقيق الاعتراف الاقليمي والعربي فيها.
واعتبرت الصحيفة الخطاب عملية انتقامية امريكية ردا على سنتين من الفشل السياسي ومناورة نتنياهو المتمثلة بالخطاب المزمع امام الكونغرس الامريكي بهدف ممارسة ضغوط على سيد البيت الابيض وتجاوز الادارة من ناحية مجلسي النواب والشيوخ.
وفيما يتعلق بالعنصر الفلسطيني الاسرائيلي الذي جاء نهاية الخطاب اعتبرت الصحيفة الاسس التي اوردها الرئيس ضمن الاشياء المعروفة سلفا والتي لا تحتاج الى الكثير من الفهم والادراك للتأكد بأنها سترد في الخطاب، مضيفة :" ما جاء في الخطاب حول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني امرا مفهوما ومعروفا سلفا وكل طفل صغير يعرف ان الحل سيستند على مثل هذه الاسس مع اضافات وزيادات هنا وهناك".
وجامل اوباما نتنياهو في نقطتين هامتين هما: مطالبته الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل دولة يهودية ما يعني نهاية الصراع، والثانية موقفه الحاسم ضد الذهاب الى الامم المتحدة واعلان الاستقلال من طرف واحد ولكن وانطلاقا من هذه الروح تجرأ على القول والنطق بالرقم 1967 وعلى هذا لن يسامحونه مطلقا.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتنياهو قولهم بأن الاخير مستعد لمواجهة الرئيس الامريكي فيما يتعلق بالمواضيع الحيوية مدعين " ان اوباما لم يقدم ما هو مطلوب ومتوقع منه ونسي شروط اللجنة الرباعيه التي وقع عليها وفيما يبدو ان اوباما منفصل عن الواقع ولا يفهم الوضع الحقيقي في الشرق الاوسط وهو لم يستجب لاي طلب من طلبات نتنياهو مؤكدين بأن اسرائل لن تتنازل عن الكتل الاستيطانية وستخاف على وجودها العسكري على طول نهر الاردن".
ومن ناحيتها اهتمت صحيفة "هآرتس" بإبراز نص البيان الصادر عن مكتب نتنياهو ردا على الخطاب والذي اكد رفض اسرائيل الانصياع لاهم مطلب امريكي "الانسحاب الى حدود 1967" باعتبار انها حدودا لا يمكن الدفاع عنها.
وفي باب الغمز والمز، اظهرت الصحيفة نتنياهو بصورة غير العارف بمجريات الامور اخل حكومته والمغيب عن تصرفات وزرائه خاصة في ضوء اهتمام اربعة وزراء بحضور "احتفالية" تدشين احياء استيطانية جديدة في راس العامود وغيرها من احياء القدس المحتلة وذلك اثناء تواجد نتنياهو في الولايات المتحدة.
ولم تخرج صحيفة "معاريف" عن الاتجاه العام الذي اتخذته الصحف الاسرائيلية الرئيسية واهتمت بجملة واحدة من الخطاب " 1967 " متحدثة كما الصحف الاخرى عن رؤية اوباما الجديدة دولتين اسرائيلية وفلسطينية منزوعة السلاح على اساس حدود 1967 وهو الرقم الذي عمل نتنياهو مدعوما بكل ادوات القوة الاسرائيلية والصهيونية داخل وخارج الولايات المتحدة لعد ظهوره في خطاب الرئيس الامريكي دون جدوى الى ان نزل على نتنياهو ومكتبه نزول الصاعقة مدعين بانهم لم يكونوا على علم او معرفة وفقا للصحيفة.
واهتمت معاريف بابراز ردود الفعل العربية والفلسطينية اكثر مما اهتمت بتناول ردود الفعل الاسرائيلية مدعية بأن الخطاب الامريكي ارضى حركة فتح واغضب حماس اضافة لتصريح الخارجة المصرية الذي اعتبر الخطاب خطوة قد تقرب حقيقة الاعتراف بفلسطين المستقلة.