"الامال المتكسرة"... تجديد جواز السفر..رحلة عذاب بددت امال مامون في الوصول الى المانيا لحضور معرض للصور الفوتوغرافية
نشر بتاريخ: 22/09/2006 ( آخر تحديث: 22/09/2006 الساعة: 15:22 )
الخليل-معا- تكسرت امال المصور في وكالة معا الاخبارية في الخليل مأمون وزوز في الوصول الى المانيا للمشاركة بمعرض للصور يقام في العاصمة الالمانية .بعد ان منيت جهوده الحثيثة لاستصدار الجواز من مكاتب الداخلية . واليكم الحكاية من البداية :
يقول مامون " في يوم الجمعه الموافق 25/8 وردني اتصال من وكاله معا الاخبارية ، يخبرني باختياري للسفر الى المانيا ، ولدي اسبوع واحد لتحضير جواز سفري وكافة معاملاتي وتزامن هذا الاتصال اثناء وجودي في مشفى محمد علي المحتسب ، لعيادة شقيقتي التي رزقت بطفلة للتو ، فعم الفرح اروقة قسم الولادة ، لتصبح الفرحه فرحتان فرحه بقدوم " يارا " والثانية سفري الى المانيا لحضور المعرض الدولي للصور الفوتوغرافيه , انتشر هذا الخبر كانتشار النار في الهشيم بين الاهل والاحبه بهذا الخبر الصار والذي طال انتظاره , بدأت التهاني تنهال علي من كل صوب وحدب مهنئنين مباركين .
ويتابع بالقول "بت ليلتي فرحا شارداً وزوجتي نحلم في المانيا ومعرض الصور الفوتوغرافية .. بدات باجراء اتصالاتي لمعرفة كيفية تجديد جواز السفر والمدة الزمنية التي يستغرقها لذلك ، فطمأني صديق لي يعمل في وزارة الداخلية , واخبرني بأنه سيكون جاهزاً في غضون 72 ساعة ليس أكثر وربما اقل من ذلك ".
ويقول "في اليوم التالي جهزت معاملات الجواز وتوجهت صوب مديرية الداخلية بالخليل برفقة زميلي في العمل ، استقبلنا المدير بحفاوة بالغة نظرأ لكوننا نعمل في الصحافة ، وبعد استلامه للمعاملات اخبرنا بانه سيكون جاهزاً خلال 3-4 ايام ان شاء الله" .
واستطرد مأمون قائلاً " بعد مضي ثلاثة ايام راجعت مديرية الداخلية لآخذ الجواز ، فأبلغوني بأنه لم يستكمل الاجراءات بعد ، وغداً سيكون جاهزاً ، لكن غداً لم يأتي ، فجوازي مسافر إلى رام الله ، وعلى ما يبدو اعجبه المكان هناك ، فقرر إن يستقر فيه. دون جدوى ، سألت عن الحل ،فموعد ارسال الجواز للسفارة الالمانية يقترب ومديري يحدثني كل يسألني عن الجواز ، نصحني الجميع بالذهاب لرام الله فهناك دائرة اصدار الجوازات" .
على ابواب دائرة الجوازات :
توجهت بتاريخ 30/8 وعند وصولي لدائره جوازات رام الله فوجئت بوجود اضراب تمهيدي للاضراب المفتوح فعدت بخفي حنين الى الخليل ...
صبيحة اليوم التالي ذهبت لدائرة جوازات الخليل ، وقام مديرالجوازات بارسال فاكس الى مكتب جوازات رام الله ،و يتضمن اسم صديقي الاعلامي الذي أوكلته لاستلام الجواز نيابة عني .
ذهب صديقي الاعلامي لاستلام الجواز بعد استنفاذ كافة " الواسطات " للدخول الى مكتب مدير جوازات رام الله ولم يستغرقه الامر الا أربع ساعات ، فكيف لا وهو يريد المدير وعن طريقة وصوله لمكتب المدير حدث ولا حرج ."
وعن طريقة وصوله لمكتب مدير الجوازات ، حدثنا هذا الاعلامي :" انتظرت في الطابور مثل بقية المواطنين ، اجريت بعض الاتصالات ، حتى وصلت الباب المفضي لداخل المديرية ، وهناك تطلب الامر مني اجراء اتصالات اخرى ، لاتمكن من الدخول ،دخلت واذا بشخص يصيح في وجهي :" انت مين وكيف وصلت لهون " .
لم أكن اعلم بانني اقف في حضرة مدير الجوازات شخصياً الا بعد " بهدلته لعشرة اشخاص امامي ، ابرزت له بطاقة الصحافة ، فبدأ يشكو لي ويندب حظه السيء الذي ساق به الى هنا ."
الى سلة المهملات :
واستطرد قائلاً " أخبرته بانني اريد استلام جواز سفر مأمون وزوز ، و عن الفاكس المرسل من الخليل ، طلب من السكرتيرة البحث عن الفاكس الذي لم تجده وسط عشرات المعاملات المرسلة بالفاكس وانتهى بها الامر الى سلة المهملات ، لا توجدمشكلة حتى الان ."
وأشار هذا الاعلامي الى بعض الجوازات التي صدرت عن في نفس الوقت الذي كان ينتظر هو في الدور ، ويضيف قائلاً " اتصلت بمأمون وطلبت منه ارسال الفاكس مرة أخرى وهكذا ينتهي الامر ، لكن عليه احضار " واسطة وزنها ثلاثة أرطال ، لان وزني رطل ولم أخدمه في شيء .."
خياره الاخير كان السفر لمدينة رام الله ، بعد ورود أنباء عن وجود لجنة طوارئ و بعد ان ضاعت كل جهوده وجهود أصدقائه ومعارفه هباء منثورا ، حتى " الواسطات الثقيلة" لم تجد نفعاً .
توجه مأمون وزوز عند الساعة السابعة صباحاً الى موقف سيارات رام الله في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل ، وما هي الا لحظات حتى امتلأت السيارة بالركاب ، وانطلقت صوب رام الله .
وقال مأمون بأستهزاء " ففوجئت بافواج المواطنين امام مكتب الجوازات ولكن مش مشكله سابذل جهدي واتصلت ببعض الاصدقاء (الواسطه) للتدخل علهم يفلحو في فعل شيء وبعد انتظارخمس ساعات طوال في طابور الجوازات في الزحمه وبلا رحمه ، تمكنت من تسليم وصل استلام الجواز ، حراس المكتب اخبرونا بأن الموظفين مصرون على اتمام جميع المعاملات قبل ان انتهاء الدوام .
جوازك بدو توقيع :
بعد ساعة ونصف اخرى من شد الاعصاب عاد الشرطي يمشي على استحياء وبيده الوصل وقال لي آسف وأضاف بصوت مطبق بعد صمت مقلق" بصراحه جوازك جاهز بس ما بدو الا توقيع المدير بس...
يعني بصراحه ما بدو يوقع على تسليم جوازك ،اصابني نوع من التحدي وقررت بان احاول مقابلة هذا المدير وفعلا دخلت ويا للعجب لم اكن اتوقع ما حصل فعندما قلت له يا حضرة المدير لو سمحت بدي جوازي فقال لا يوجد موظفين فقلت ولكن جوازي جاهز ولم يبق سوى توقيعك وفعلا فحص على الحاسوب فاذا به جاهز ولكن لا يوجد موظف تسليم فقلت ارجوك اعمل معروف ..... صاح بي قائلاً انت لا تفهم عربي بقولك ما عندي موظف يسلمك جوازك ، ما بتفهم ، تمنيت لحظتها بان تشق الارض وتبتلعني ، ألهذه الدرجة جواز السفر بحاجة الى كل هذا العناء . "
وقال باستحياء " لن اسافر الى المانيا ولن اشارك في المعرض ، والسبب ذلك المدير ..... "
هذا ما حدث مع مصور صحفي لديه العديد من العلاقات في جميع الاتجاهات ، لكن ما حال العشرات من الطلبة الذين يرغبون بالدراسة خارج الوطن ، وحال العشرات من الحالات الطارئة ؟