الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

دخلاء الإعلام الرياضي

نشر بتاريخ: 20/05/2011 ( آخر تحديث: 20/05/2011 الساعة: 15:09 )
بقلم : نيللي المصري

مفارقة عجيبة وتناقد يا له من مضحك، و يشعرني في الوقت نفسه بالحزن لما وصل إليه حال إعلامنا الرياضي الفلسطيني، فقد طالعتنا إحدى وسائل الصحافة الرياضية الفلسطينية اليوم بخبر مفاده إقدام أحد مدربي غزة على الانتحار من فوق أعلى الأبراج السكنية في غزة نظراَ لانقطاع راتبه "الألف شيكل" والذي يعمل موظفاَ في الأجهزة الأمنية الفلسطينية تفريغات2005
في البداية مر الخبر مرور الكرام ليس لمضمونة وإنما لخبر عادي وكعادتنا نحن الفلسطينيون عاطفيون بامتياز وسرعان ما نقوم بالتضامن مع أي مظلوم مهما كان، إلا أن الخبر لم يعبر عن أي صدق لطرحه للمشكلة حسب كما آري،
فلم يخيل لي ونحن في خضم زحمة الأحداث الرياضية في المحافظات الشمالية التي تحيي ذكرى النكبة من خلال بطولة دولية والتي استضافت عدة فرق وشخصيات عربية ودولية، وفي ظل انشغال الجميع بمباريات كرة القدم والسلة في المحافظات الجنوبية، أن تستغل قضية مثل هذه القضية بهذا التوجه وهذه الغوغاء التي تؤكد استغلال قضايا إنسانية من خلال طرح معين في سبيل تحقيق أهداف متوسطة المدى.
فأي انتحار تحدثت عنه الصحافة الرياضية الفلسطينية، وهذا المدرب يدخل الانترنت بنفس اليوم الذي حاول فيه الانتحار ويقوم بمداخلات وتعليقات رصدتها من خلال متابعتي للأخبار الرياضية ،و التي كان آخرها مباركته لزميله المدرب بسام صادق،
فهل فعلا شخص يقدم على الانتحار بهذه المعنويات العالية متتبع للأخبار الرياضية ولديه النفسية الجيدة لكي يدخل الانترنت ويترك تعليقات ومداخلات، حقا أنها مفارقة عجيبة والعجيب انه أعجبه دور الضحية.

لست بصدد توجيه اتهام أو تشكيك في مصداقية أي من الزملاء، ولكن كان من المفترض أن يتم معالجة الطرح بشكل موضوعي وليس من خلال دعاية فشلت أهدافها التي لا اعرفها ولا يعرفها سوى من أوكل لنفسه حق المناصره الحصرية له،

فقد يعتقد البعض أني أردت التقليل من شأن من اعتبر نفسه ضحية الظروف وعدم إحساسي بما ألًم به بسبب قطع راتبه،ولكنه يبدو أن أنه تناسى أن هناك المئات والكثير من تفريعات 2005 يعانون نفس مشكلته، وربما مهددون بفقدان وظائفهم، فهل سيقدم هؤلاء جميعا على الانتحار؟ فالأّولَى منا جميعا كفلسطينيين أن نقف ونساند جميع هؤلاء تفريغات 2005 لأن الموضوع الأساسي ليس المدرب المقدم على الانتحار، وإنما قضية جماعية تطال العديد من شبابنا،

لماذا يأخذ البعض على عاتقهم التسويق للفكر التشاؤمي، واستغلال القضايا الإنسانية بطريقة لا تليق بالرياضة والرياضيين وتبدو وكأنها تسول عبر وسائل الإعلام؟

لم لا نساند العديد من الرياضيين قضياهم بطريقة أكثر إنسانية وأكثر كرامة، فالرياضي الفلسطيني له كرامته وإنسانيته فلابد من الوقوف إلى جانبه ودعمه، لا أن نفتح له باب التسول عبر الإعلام.

كلمة أخيرة .. بإمكانكم بالتوجه برسالة رسمية لمن يهمه الأمر فالطريق أمامكم أصبحت سهلة .