الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤمن يرفض الاستسلام للمرض- فهل من معين ؟؟

نشر بتاريخ: 21/05/2011 ( آخر تحديث: 21/05/2011 الساعة: 19:10 )
طولكرم- معا- "يا ربي عافيني" بهذه الكلمات العفوية البريئة بدأ الطفل مؤمن باسم خباص من ضاحية ذنابة قضاء طولكرم، التعبير عما يجول بخاطره وعما ينتابه من مشاعر وأحاسيس للعيش كباقي الأطفال بصحة وعافية وكأنه يناجي ربه بقلب مؤمن للمثول للشفاء، وهو يعلم أن ضحكته ومعانقته لوالده واحتضانه والدته لن تدوم طويلا وأن روحه قد ترتقى لباريها خلال أيام معدودة.

فالطفل خباص الذي انقلبت حياته رأسا على عقب، لم يكن يشكو من أي أعراض أو مضاعفات أثناء الولادة حتى بلغ من العمر عام وثماني شهور لتبدأ علامات المرض والهزال والشحوب تسيطر على وجهه الطفولي البريء الذي يحمل ألما لا يندمل، بعد اكتشاف اصابته بورم خبيث في جذع المخ.

ام مؤمن تتسائل بكل صدمة "ورم في رأس طفلي؟؟ مؤمن لن ارى بسمته بعد اليوم؟"، والده يضيف ويسأل اكثر الاسئلة صعوبة على اصحاب الاختصاص "كم بقي لطفلي من عمره ؟؟ ما تقديركم له؟؟"، والاجابة على كل التساءلات كانت "بضعة شهور".

|130278|لم يكن أمامهم سوى الايمان بقضاء الله وقدرة والعمل بكل الوسائل والسبل من أجل ضمان شفاء نجلهم وسلامته وتأمين كل ما يلزم من علاجات واستشارات طبية رغم يسر الحال وضعف الامكانيات المادية.

والد الطفل باسم خباص قال "إن رحلة علاج طويلة رافقت نجلة الا أنها في مجملها لم تساعد في تأمين العلاج اللازم خاصة وأن طفله يعيش لحظات حرجة بانتظار المجهول رغم علاجه في العديد من الدو،ل واستشارة العديد من ذوي الاختصاص"، مشيرا إلى أن الصدفة قادتهم للتعرف على البرفسور اللبناني يوسف أبو بكر من مركز مركز البحوث العلميه "جينومي" الذي طمأن العائلة بأن الطفل سيرقد على سرير الشفاء لكن فترة علاجه ستستغرق وقتا ليس بالقصير.

وأضاف الوالد "لم يتوانى البرفسور عن ارسال الجرعات والعلاجات الدوائية الخاصة بالطفل وبالفعل بدأ الطفل يستجيب للعلاج ويطرأ تحسن على صحته وبدأت حركته تعود لطبيعتها لتستقر حالته"، موضحا بانه تم ارسال الجرعات الخاصه لمؤمن لمدة سنة وثماني اشهر.

ما اصعب هذا الرقم" عام وثمانية اشهر"، ومثل عمر الورم بدا العلاج وفعلا الورم قام بالاستقرار وباتت حركته تعود الى طبيعتها ولكن الورم لازال موجود وتم تصويره من جديد وثبت بالصور ان الورم فعلا قد استقر، حيث تبدأ رحلة العلاج بالمرحلة الثانية والتي يجب ان تستمر لمدة ثلاث سنوات لازالة هذا الورم ولكن هذا العلاج يحتاج الى خمسة الاف دولار كل ستة اشهر ومدة العلاج ثلاث سنوات.

باسم يتساءل "ماذا افعل؟ لم يبقى لي شيء لابيعه وانا عامل في مجال الزراعة وما اتقاضاه لا يكاد يكفي ثمن الاكل والشرب لعائلتي ولم تدعمني أي جهة لا حكومية ولا خاصة لسد مصاريف علاج طفلي"، وعادت الحيرة والتساؤلات تكثر في ذهن والده ووالدته.

اليوم مؤمن يبلغ من العمر اربع سنوات وهو لا يزال ينبض ولكن الورم في جذع دماغه وبحاجه الى علاج باهظ لا تتكفل به وزارة الصحة، حسب قول خباص"لا تعترف بالطب البديل مهما كان سعره".

من ينظر الى عيون مؤمن وعزيمته بضحكته يدرك بقناعة ان مؤمن له الحق بالحياة كأي طفل بالعالم وتبقى مشكلة تكاليف علاج مؤمن بين ايدي اصحاب الخير واصحاب النفوذ، لعل وعسى ان يكبر مؤمن لهم ما قدموه بالخير والحسنى.