رمضان في غزة مظاهر غائبة ومسيرات ومحاولات ابتهاج مغلفة بالحذر
نشر بتاريخ: 23/09/2006 ( آخر تحديث: 23/09/2006 الساعة: 12:52 )
غزة- معا- تعيش غزة اليوم تسحراً وصياماً وتحليقاً مروحياً إسرائيلياً، رافق صلوات المصلين في صلاة الفجر، في غزة يبدو رمضان بمعنى جديد ويكتسي بملامح غياب الرواتب وعدم التحضير للاستقبال المهيب للشهر الفضيل.
وبين شوارع غزة لم يبد أي مظهر من مظاهر الاحتفال برمضان، سوى صمت بعض الناس وخروج البعض الآخر في مسيرات جماهيرية تطالب بصرف الرواتب ليتمكن الموظفون من إشعار أطفالهم بمعاني الشهر، فيما مكث بعض الباعة المتجولين ينادون على سلعهم الصغيرة غير مكترثين بحرارة الشمس علهم يحصلون بعض الشواقل للعودة إلى منازلهم ببعض ما يروي الظمأ المتنامي منذ سبعة أشهر.
"معا" خرجت إلى الشارع لتستطلع آراء الناس في الاستعدادات للشهر الفضيل والذي اعتقد بعضهم أنه جاء سريعاً دون ان تتمكن الحكومة الفلسطينية من الوفاء بوعودها والتزاماتها، من حيث صرف راتب شهر كامل للموظفين البالغ عددهم قرابة 160 ألف موظف حكومي، أو من حيث القضاء على ظاهرة الفلتان الأمني وانتشار السلاح بين المواطنين وإغلاق بعض ملفات الانفلات الأمني والجرائم التي ارتكبت في وضح النهار وتسليم المجرمين للعدالة.
أحد الرجال المسنين الذي بدا ساخراً من حكومة تقودها حماس أو فتح قال ماذا استفاد مواطنون انتخبوا حماس بنسبة تكاد تفوق 70% واستدرك متعجلاً وفتح ليست بأفضل حال، أما وضع الشارع الفلسطيني فيزداد سوءاً.
واعتبر صاحب مكتبة الهاني في شارع الوحدة في مدينة غزة أن الوضع أصبح تعيساً للغاية من كافة النواحي الحياتية خاصة ما يتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والأمني، مدللاً على ذلك بتراجع نسبة بيع الكتب في مكتبته التي افتتحها منذ عامين إلى ما يفوق النصف خاصة أن رواد المكتبة من الموظفين الحكوميين الذين يترددون على المكتبة رغبة في تنمية المستوى الثقافي لديهم.
فيما بدا أحد المواطنين غاضباً من الوضع العام، وأكد انه شعر بالتفاؤل بفوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة قائلاً:" إن المطلوب حالياً وبشكل عاجل البدء فوراً بتشكيل حكومة وحدة وطنية خوفاً من قيام حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس".
المواطن نبيل الزطمة قال: إنه من فتح ويرغب وبشكل عاجل تشكيل حكومة وحدة وطنية للتخلص من الأزمات في الشارع الفلسطيني وللإسراع في صرف رواتب الموظفين مضيفاً أنه يعيل أسرة عدا عن انه سيتخلى في هذا الشهر عن زيارة أخواته السبع المتزوجات كما سيتخلى عن ترتيب إفطار جماعي لهن كما يجري في كل رمضان.
المواطنة أم إبراهيم من حي النصر أخذت تتفحص في بعض ألعاب الأطفال علها تجد ما يناسب المال الذي في جيبها، وعند سؤالها عما تبحث قالت أبحث عن الأقل ثمناً لأشجع ابنتي البالغة من العمر ستة اعوام على الصيام.
فيما بدت إحدى العاملات في مدرسة قريبة غير فرحة قائلة لم استطع أبداً شراء فانوس رمضان لأطفالي حتى ما يكفي السحور لم أستطع تزويد بيتي به ويعلم الله ما ستكون وجبة الإفطار، فيما ذهبت تحادث نفسها متمنية عودة رمضان العام القادم بأحسن مما هو هذا العام.