الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة فلسطينية تؤكد صعوبة حصول الخريجين الجدد على وظائف

نشر بتاريخ: 22/05/2011 ( آخر تحديث: 22/05/2011 الساعة: 20:34 )
رام الله - معا - طالب مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت ومنتدى شارك الشبابي، ببذل جهود أكبر لمساعدة الخريجين الجدد في انتقالهم من الدراسة إلى العمل، وإشراك كافة الأطراف المعنية التي تضم الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والجامعات والأهالي والطلاب والخريجين الجدد أنفسهم، لا سيما أن إيجاد الوظيفة الأولى لخريج الجامعة الجديد في الضفة الغربية وقطاع غزة يكتسب صعوبة خاصة في ظل تفاقم معدلات البطالة إلى ما لا يقل عن 23.7% في الضفة و47.1% في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال إعلان نتائج دراسة مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت، اليوم الاحد، حول محددات النجاح في البحث عن عمل، بين الأفواج الأخيرة من خريجي الجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تم إنجازها ضمن مشروع مستقبل الشباب بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، وبدعم من مشروع التعليم العالي.

وأظهرت نتائج الدراسة التي أجريت على 495 خريجا جديدا 393 منهم (79.4%) من الضفة الغربية، و102 (20.7%) من قطاع غزة، أن ما مجموعه 126 خريجا أفادوا بأنهم وجدوا عملا دائما، أكثرهم لم يبحثوا عن عمل على الإطلاق، وجزء منهم بحث لمدة 5 شهور، وأربعة أشخاص منهم بحثوا لمدة 13 شهرا، بينما هناك خريج جديد واحد بحث لمدة 9 شهور إلى أن وجد عملا، وأن الذين بحثوا لمدة 14 و15 شهرا لم يجدوا عملا على الإطلاق.

وبينت النتائج أن 111 خريجا جديدا من الضفة الغربية أكدوا أنهم وجدوا عملا دائما، منهم 36 خريجا من جامعة بيرزيت، و32 من جامعة القدس، و31 من جامعة النجاح، و14 من الجامعة العربية الأمريكية، مقابل 13 خريجا جديدا من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، بينوا أنهم وجدوا عملا دائما، بينما أفاد 27 من خريجي جامعة القدس بأنهم وجدوا عملا تحت التمرين.

وأوضحت نتائج الدراسة أنه من بين 495 خريجا جديدا أفاد 7.6% بأنهم توقفوا بشكل دائم عن البحث عن عمل بدون أن يجدوا عملا.

وأشارت الى أن نحو خمس (19%) من الخريجين الجدد المشاركين كانوا من رام الله والبيرة، بينما أتى قسم كبير منهم من جنين (14%)، ونابلس (13%)، والقدس الشرقية (11%)، ومحافظات غزة (10%)، من بينهم، 51.2% يسكنون في المناطق الحضرية، بينما يسكن 41.9% في الريف و6.9% يسكنون في مخيمات اللاجئين.

وأكدت النتائج أن التمييز حسب النوع الاجتماعي من الظواهر الشائعة في سوق العمل، إذ يميز أصحاب العمل بحق النساء الباحثات عن العمل ربما بسبب إيمانهم بدور معين تؤديه المرأة في المجتمع، أو تصورهم عن إنتاجية المرأة مقارنة بإنتاجية الرجال الباحثين عن عمل، وفي الجانب الآخر فإن هناك عدد من العوامل الاجتماعية والشخصية التي قد تؤثر بشكل مختلف على دوافع وتوقعات الذكور والإناث مما يشجع أو يثني الأفراد عن البحث عن عمل.

وأشارت الى أنه رغم توقع التمييز على أساس النوع الاجتماعي في سوق العمل، تكونت مجموعة الخريجين الجدد المشاركين في الدراسة من 61.8% من النساء الباحثات عن عمل، و38.2% من الذكور الباحثين عن عمل، كان عدد الإناث الباحثات أعلى في الضفة الغربية حيث بلغت النسبة بين الإناث والذكور (69.6%/30.4%) وهي أكبر من النسبة في غزة البالغة (59.7%/40.3%) وهذا ما يدعم الملاحظة التي تتم مناقشتها عادة بأن هناك عددا استثنائيا من النساء اللواتي يكملن تعليمهن في الضفة الغربية وقطاع غزة. كان أعمار أكثر من 90% من الخريجين الجدد المشاركين تتراوح بين 22 و26 سنة خلال الجولة الأولى من الدراسة حيث كان أكثر من خمسي المشاركين بعمر 22 سنة، أربعة من الخريجين الجدد، من بين المشاركين في الدراسة، يعانون مرضا مزمنا أو إعاقة. والمرض المزمن أو الإعاقة قد يكون عائقا جديا أمام إيجاد عمل، حتى وإن كان قانون العمل الفلسطيني ينص على وجوب تخصيص ما لا يقل عن 5% من الوظائف لأصحاب الأمراض المزمنة أو الإعاقة. أفاد أحد المرضى بمرض مزمن أو المعاقين من بين الخريجين بأنه قد وجد عملا. وأفاد اثنان بأنهما يبحثان عن عمل خلال كل مرحلة من مراحل البحث ولم يجدا عملا قبل انتهاء الدراسة.

وأفاد معظم الخريجين المشاركين بأنهم لم يعيشوا أبدا خارج الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما عاش 21.3% (105) في الخارج في بلد غير عربي، وعاش 1% في بلد عربي، وقد يعتبر العيش في الخارج عاملا إيجابيا لأنه يعرض الأفراد لمزايا غير متاحة في الضفة الغربية وقطاع غزة أو يعتبر بديلا عن القدرات المالية، التي تشمل إمكانية الحصول على مجموعات اجتماعية لديها ميزة الحصول على معلومات متعلقة بالعمل، أو قد يعتبر عاملا سلبيا لأنه قد يعني عدم الدراية بمدخلات ومخرجات السياق المحلي وعدم إمكانية النفاذ للمجموعات الاجتماعية أو القدرة المالية التي تثني الشخص عن الحاجة للحصول على عمل.

أما الوظائف الأخرى، وبخاصة تلك الخارجة عن السياق المكتبي، فإنها تقدر بشكل خاص المواصفات الشخصية الإيجابية.وتستنتج الدراسة بأن بعض المستخدمين يجدون عملا بدون أن يبحثوا عنه أصلا، إما لأن صاحب العمل قد عرضه عليهم أثناء عملهم في مكان آخر، أو لأن لهم صلات بشخص يعرفونه، ولكن معظم الباحثين عن عمل يبحثون في فترات متباينة قبل الحصول على عمل، وبعضهم يتوقف عن البحث وتثنى عزائمهم بدون أن يحظوا على عمل، حيث تتبدد آمالهم في إيجاد عمل، ويلعب الحظ بالتأكيد دورا أساسيا بأن يكون الشخص في المكان المناسب والوقت المناسب وهذا ما يحدث الفرق.

وأكدت أن فترة البحث تعتمد اعتمادا كبيرا على معدلات الأجور المتوقعة والمعروضة وعلى تكلفة البحث عن الفرصة، قد تكون واحدة من استراتيجيات البحث البديلة المتاحة للأفراد ذوي فرص العمل غير المقبولة، وتكاليف البحث العالية هي التوقف عن البحث قبل إيجاد عمل. تشمل تكاليف البحث على المواصلات وحيازة المعلومات وتكلفة الفرصة والإنهاك بفعل البحث عن وظيفة. قد تكون هناك مبالغة أو تبخيس في معدل الأجور المتوقع مما يؤدي إلى خيبة الأمل أو مفاجأة سارة.

تجدر الاشارة الى أن الدراسة تركز على خريجي الجامعات الجدد. وتستثني بالكامل خريجي المؤسسات غير الجامعية، الذين من المحتمل أن تختلف تجربتهم في البحث عن عمل اختلافا كبيرا مقارنة مع خريجي الجامعات، في حالة خريجي الجامعات الجدد، فإن غياب الخبرة في البحث عن عمل وعدم توفر خبرة عملية سابقة لديهم تتم ترجمتها إلى معدلات عالية من غير العاملين. وهذا هو الحال بالذات في الضفة الغربية وغزة، حيث الطلب على العمالة متدن بشكل عام.