الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قاموس المفاوضات من حدود عام 67 حتى خطاب اوباما الأخير

نشر بتاريخ: 23/05/2011 ( آخر تحديث: 23/05/2011 الساعة: 18:16 )
بيت لحم- ترجمة" معا"- تراجع الرئيس الامريكي باراك اوباما عما ورد في خطابه الخميس الماضي، ليعود ويؤكد على الموقف الامريكي الثابت والذي سبق وتعهد به الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بعدم الانسحاب لحدود عام 67، الذي سمح لصحيفة "يديعوت احرونوت" للعودة الى البداية والتذكير بمسلسل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.

ونشر موقع الصحيفة اليوم الاثنين مجمل الخطط التي طرحت منذ اتفاق اوسلو وصولا الى خطاب الرئيس الامريكي يوم امس امام مؤتمر المنظمات اليهودية "ايباك".

وقد عرض الموقع خطة خارطة الطريق التي طرحتها الادارة الامريكية نيسان عام 2003 والتي تضمنت 3 مراحل:

المرحلة الاولى: وقف العنف و"الارهاب" من قبل الجانب الفلسطيني وانهاء ظاهرة تعدد السلاح "سلطة واحدة وسلاح واحد"، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية والعودة الى ما قبل اندلاع الانتفاضة، وتجميد الاستيطان وتفكيك كافة البؤر الاستيطانية التي تم انشاؤها منذ شهر اذار عام 2001.

المرحلة الثانية: قيام دولة فلسطينية على حدود مؤقتة وفقا لاتفاق الجانبين على ان يتبعها مفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق نهائي برعاية دولية.

المرحلة الثالثة: التوقيع على اتفاقية للسلام النهائي وقيام دولة فلسطينية بحدود نهائية والذي يتبعه انهاء للصراع العربي الاسرائيلي، حيث كان نهاية عام 2005 موعد توقيع هذه الاتفاقية.

بالمقابل تعهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش من خلال كتاب رسمي بعدم الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران عام 67، بحيث يؤخذ في عين الاعتبار التغيرات الديمغرافية التي جرت على ارض الواقع، وهذا مايسمح ببقاء التجمعات الاستيطانية الاساسية في الضفة الغربية تحت سلطة اسرائيل، كذلك تعهد بحل موضوع اللاجئين في الدولة الفلسطينية وعدم تحقيق حق العودة الى اسرائيل.

وهذا ما يفسر الغضب الاسرائيلي من خطاب اوباما الاول كونه تراجع عن الموقف الامريكي والتعهد الذي تعهد به جورج بوش، والذي ادى بعد ذلك ونتيجة للضغوط الاسرائيلية وكذلك المنظمات اليهودية الامريكية الى تراجع الرئيس الامريكي باراك اوباما والاقرار بعدم العودة الى حدود عام 67.

حدود الرابع من حزيران عام 67جاءت بعد الهدنة التي وقعت عام 1949بين اسرائيل والاردن ومصر وسوريا ولبنان والتي تم تعديلها عام 1951، وبعد حرب عام 67 واحتلال باقي الاراضي الفلسطينية عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا واصدر قرار 242 الذي دعا اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي التي احتلتها يوم 5 حزيران عام 67، أي العودة الى حدود الرابع من حزيران.

ومع استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات والدخول في المفاوضات والتوقيع على اتفاق اوسلو، تراجع الموقف الفلسطيني والعربي واصبحت الدعوة الى الانسحاب من اراض احتلت عام 67، وليس الانسحاب من الاراضي التي احتلت عام 67، وهذا ما طرح موضوع تبادل الاراضي والقبول بالمتغيرات الديمغرافية التي جرت على ارض الواقع خاصة في مدينة القدس.

وقد اخذ موضوع تبادل الاراضي جهود في المفاوضات، حيث طرح كلينتون في مفاوضات طابا بعد اندلاع الانتفاضة ابقاء 3% من الاراضي التي احتلت عام 67 تحت السيطرة الاسرائيلية "التجمعات الاستيطانية الرئيسية"، وكذلك تبادل اراضي بين 1 الى 3%، في الوقت الذي ستقسم القدس بين الجانبين مع التأكيد على وجود سلطة دينية فلسطينية على المسجد الاقصى وسلطة دينية اسرائيلية على حائط البراق.

خلاصة الموضوع تشير بشكل واضح بان اسرائيل تسعى للتوصل الى سلام مع الجانب الفلسطيني وفقا للرؤية الاسرائيلية، بحيث تبقى المواقف الرافضة والتي تمثل اجماع اسرائيلي ثابتة " القدس، اللاجئين، المستوطنات"، وتسعى اسرائيل لابقاء الدعم الامريكي لهذا الموقف وعدم التنازل عنه، مع امكانية المناورة ضمن هذه المواقف لاعطاء مساحة معينة للموقف الامريكي لابقاء التأثير على العملية السلمية وعدم ظهور اسرائيل رافضة للسلام في المنطقة.