الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فقراء الثقافة الرياضية

نشر بتاريخ: 23/05/2011 ( آخر تحديث: 23/05/2011 الساعة: 18:15 )
بقلم : نيللي المصري
ألمني كثيراَّ ما يتم الترويج له من أفكار خارج نطاق مهنية الإعلام الرياضي، وفقر الثقافة الرياضية، فتلك المهنة التي من المفترض أنها مقدسة، ولا يجوز أن نوجه أي اتهامات أو انتقادات لأي أحد مها كان من دون البحث والتأكد وتحليل المضمون كي لا نقع في فخ الإشكاليات،

فبدا واضحا أن من يكتب وينتقد الآخرين نصب من نفسه خبيرا في الإعلام والتدريب وشؤون اللاعبين والبروتوكول والعلاقات الدولية،

"من ليس له ماضي ليس له حاضر"، مقولة صحيحة تداولنا لها منذ عقود طويلة لم يكن من فراغ وعبث وإنما نابع من تجربة قوية عايشها كل منا حسب تخصصه،

وفي حقيقة الأمر فاجأني أحدهم بجهله بما كتبه، فحين يرى أن المدربين الفلسطينيين فشلوا لكونهم اعتمدوا فقط على خبراتهم السابقة وقدراتهم في الملاعب، وأنهم لا يملكون شهادات جامعية في التدريب الرياضي، فبأي حق قرر فشل هؤلاء المدربين؟ وهل يرى نفسه الضليع في التدريب الرياضي ليعطي لهم شهادة الفشل؟

لو أنه مطلع بشكل وافي على تاريخ الرياضة الفلسطينية ونجومها في القرن الماضي لما تجرأ على أن يصنف المدربيين تحت مظلة الفشل،

وحيث أن الرياضة الفلسطينية زاخرة بكل معاني الكلمة من شخصيات رياضية ووطنية، شاركت بالعمل الوطني والرياضي ولم تكن تمتلك أي شهادات جامعية في التدريب، وإنما كانت تمتلك سمعة رياضية ووطنية واجتماعية وانتماءا وطنيا لا مثيل له، بصدى واسع على نطاق فلسطين المحتلة، و خارج فلسطين من خلال التمثيل المشرف لهم خلال العقود الماضية، فمن الواجب علينا تجاهها أن نكون ملمين بتاريخنا الرياضي الذي يؤكد أحقيتنا بفلسطين أمام كافة التحديات.

و أراه مازال يشكك بمدربينا ،وحكم عليهم بالفشل لكونهم فقط لا يحملون شهادات جامعية ، ومازال مصرا على أن يناقض نفسه من خلال ما قاله مرة آخري "أن المدربين يعتمدون على خبراتهم في الملاعب واجتهاداتهم الشخصية فقط"، وكأنه يقلل من شأن الخبرات المهنية التدريبية، والشعرة التي قسمت ظهر البعير حين يكمل بقوله أن اللاعبين يعتمدون على اجتهادهم ومهاراتهم داخل الملعب متجاهلا وبشكل محزن دور المدربين ليزيد الطين بلة بأن المدربين لا يملكون دفة قيادة الفرق إلا من الناحية البدنية والنفسية فقط ولا يقدمون أي خطط أو رؤى تدريبية،

ربما عن غير قصد كتب هذه العبارات، ولكن ليس مسموحا للإعلامي الذي يمتلك فضاء الكلمة أن يخطأ هذا الخطأ الفادح، والتشكيك بالآخرين، فالكلمة كالرصاصة إن خرجت لن تعود.


لست ضد التطوير العلمي في المجال الرياضي وخاصة التدريب، فكم نحن بأمس الحاجة في الوقت الحالي إلى العمل الرياضي وفق أسس علمية ورؤى منهجية، وخطط مدروسة إلى جانب الخبرات العملية من ذوي الخبرات الرياضية على مدار عقود طويلة لنعاود بناء الرياضة الفلسطينية من جديد،
لكننا لا نملك الحق في التشكيك بمدربينا الرياضيين الذين اخذوا على عاتقهم تدريب وتفعيل الرياضة الفلسطينية بإمكانيات تكاد شبه معدومة إلا من الانتماء الرياضي والتاريخ سجل لهم أروع سجلاته، وأعطوا الرياضية الفلسطينية جلَ وقتهم على حساب أسرهم وأبنائهم،

فهل بإمكاننا أن ننسى أو نتجاهل الحاج سالم الشرفا الذي منع من السفر من قبل الاحتلال الإسرائيلي لرفضه املائاتهم وفضل أن يكون وطنيا ،

فهل بإمكاننا أن ننسى رموز الرياضة الفلسطينية سعيد الحسيني، معمر بسيسو،عبد الكريم عبد المعطي، إبراهيم عويضة،إسماعيل المصري، راشد الحلو، خضر كرسوع والكثير ممن سجل لهم التاريخ أروع المحطات الرياضية والوطنية.
نحن بحاجة إلى وقفة حقيقية أمام تاريخ رياضتنا الفلسطينية وعمالقتها، فمن ليس له ماض ليس له حاضر.