على التكنوقراط القادمين الجدد توخي الحذر- هناك من يراقبهم
نشر بتاريخ: 25/05/2011 ( آخر تحديث: 25/05/2011 الساعة: 18:09 )
غزة- خاص "معا"- خضرة حمدان- همهم المواطن الفلسطيني، يقولون أنهم سيعتمدون برنامج حكومة التكنوقراط السياسي مع الاحتفاظ بورقة موقف، سيراقبون الناس والحكومة وسيكونون لوباً ضاغطا لأجل هذا المواطن، يسعون للجلوس بين الوزراء كي يراقبونهم عن كثب.
هكذا يقول الشباب عن أنفسهم، جلساتهم تدور وتدور، حدقات أعينهم كالماكينة، لا يملون فقد بدأوا طريقاً يتمنون أن لا يقف ولا يوقفه أحد، باعوا كل أحزابهم من أجل الوطن، أو من الأجدر بالقول جمعهم الوطن رغم اختلاف أطيافهم السياسية.
هم 13 شاباً فلسطينياً من قطاع غزة يعكفون بجهد وجد متواصلين على تشكيل حكومتهم الشبابية التي أطلقوا عليها مسمى "حكومة الظل الشبابية" لن يقف طموحهم عند هذا الحد فأملهم أن تشكل حكومتهم اليوم قادة الغد، وصناع القرار في المستقبل، أكثر عباراتهم ترديداً:" المهم ليس ريادة الأشخاص بل ريادة الفكرة".
بدأت فكرة حكومتهم حين شعر الشباب أنهم يجب أن يكون لهم دور في الحياة السياسية، يقول أحد المبادرين للفكرة المهندس محمد حسنة- حاصل على بكالوريوس هندسة بالاتصال والتحكم:" بدأنا بوضع الفكرة وبلورة محاورها، ومن ثم فتحنا باب التشاور بين المجموعات الشبابية، وهو ما لاقى قبولا وتشجيعا، هذا دفعنا لمزيد من العمل على إخراج الفكرة بالقالب المناسب لدورها الذي يمكن أن تلعبه".
تسعى حكومتهم كما يقول للدفع باتجاه إعادة الاعتبار للقضية الوطنية والمساهمة في تحقيق نهضة تنموية شاملة في فلسطين"، كما قرروا مراقبة أداء الحكومات القائمة والتي سيتم تشكيل أحدها في غضون أيام وهي حكومة التكنوقراط ويهدفون لإلقاء الضوء على الفساد ومكافحته، وتعزيز دور الشباب في صناعة واتخاذ القرار، والضغط على مجلس الوزراء الفعلي لتنفيذ الإصلاحات، إيصال صوت المواطن لصانع القرار، الرقابة الشعبية على أداء الحكومة، ووضع التصورات والخطط للإشكاليات التي قد تطرأ في الوزارات الفعلية، ووضع خطط تنموية و استباقية وتقديمها للحكومة الفعلية.
كما تهدف الفكرة "لرفع الوعي لدى الشباب بدورهم الوطني، وتعزيز المهارات القيادية لدى الشباب، وإعداد قيادات شابة هي من سيصنع القرار مستقبلاً، مع التاكيد على أن من بدأ الفكرة تخلص من إطار الحزبية الضيقة وقدم عليها مصلحة الوطن والمواطن.
كيف تقبل الناس الفكرة وكيف يمكن أن يفرض مجموعة من الشباب حكومتهم الظلية على مجتمع لا يقبل التجديد والتنويع كل يوم؟، يقول حسنة:" غاندي كان يقول يتجاهلونك، يسخرون منك يحاربونك ثم تنتصر" ويؤكد أن التجاهل والسخرية مرحلتين تم تجاوزهما وهم الآن في مرحلة الحرب والمعركة التي سينتصرون فيها".
من الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الشباب:" سرقة المبادرة أو قتل الفكرة فحقوق الفكر غير محفوظة، ومن يسعى للالتفاف عليها.
بالطبع ستسهلك حربهم حتى انتصار فكرتهم وقتاً وجهداً كبيرين، وعن ذلك يقول:" علمنا أن ساعات العمل التطوعي في الولايات المتحدة تجاوزت مليار ساعة فهل نبخل على الوطن بعدة ساعات من وقتنا مع العلم أن ديننا وعاداتنا تحثنا على العمل الطوعي".
ويضيف:" المناصب التي سيتقلدها الشباب في حكومة الظل دون راتب ودون بدل سفريات أو نتريات بل ستكون جسرا للمواطن العادي نحو الحكومة الفعلية والباب مفتوح لمن يرغب بالانضمام لنا".
هذه ليست الفكرة الأولى في الأراضي الفلسطينية أو في العالم فقد سبق ريادة الفكرة في الدول الأوروبية المتطورة وفي فلسطين هناك من شكل حكومات ظل من الشباب.