الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فريدمان: ليحول الفلسطيني يوم الجمعة الى مسيرات للسلام لاحراج نتنياهو

نشر بتاريخ: 25/05/2011 ( آخر تحديث: 25/05/2011 الساعة: 20:20 )
بيت لحم- معا- كتب اهم المحللين السياسيين في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية توماس فريدان من مكان تواجده حاليا في العاصمة المصرية القاهرة ومن وحي ميدان التحرير مقالة تحذيرية نشرها اليوم " الاربعاء" نصح فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو باخذ الحيطة والحذر والانتباه خشية ان يتحول لحسني مبارك "عملية السلام" في اشارة لمصير مبارك الذي حسم في ميدن التحرير على وقع صيحات ملايين المصريين من المطالبين بالحرية والانعتاق من الدكتاتورية.

وجاء في نص المقال الذي نورده كما هو دون تصرف: العودة للقاهرة تذكر بان الريبع العربي لم يمس شعبين في المنطقة وهما الاسرائيلي والفلسطيني، خسارة، لان المقصود حكومات متحجرة تفتقر الى الخيال وطول النفس، انها للفلسطينيين والاسرائيليين، تقف الى جانب حكومات مصر وتونس قبل الثورة، واقصد بهذا، هل يوجد شيئ اقل واقعية من زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية للكونغلرس والاحتفاء الذي حظي به، وسفر الزعيم الفلسطيني الى مقر الامم المتحدة بدلا من ان يجتمعوا مع بعضهم البعض.

الاثنان يمكنهما تعلم شيئا من ميدان التحرير، وأقول للفلسطينيين: انتم مقتنعون بان الإسرائيليين "يجففونكم" لانهم متاكدون بانكم في جيبهم واذا ما توجهتم الى طريق العنف فانهم سيسمونكم كإرهابيين واذا لم تذهبوا نحو العنف فانهم سيجمدون السلام والهدوء وسيقيمون المستوطنات ومشكلتكم تتمثل في كيفية مناورة اسرائيل ومداورتها دون ان تنفجر في وجوهكم او ان تؤدي بكم للاستسلام المطلق. عليكم ان تبداو بقانون السلام العربي الاسرائيلي الذي تدعمه الغالبية الصامته في اسرائيل، لقد نجح انور السادات في استقطاب غالبية الاسرائيليين الى جانبه واخذ ما اراد، ياسر عرفات فعل الشيئ ذاته مؤقتا مع توقيع اتفاقية اسلو، كيف يمكن للفلسطينين العودة الى هذا الامر اليوم؟.

يمكنني ان اقول لكم ما الذي عليكم فعله، ان التحول الى الامم المتحدة من اجل الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة سيؤدي فقط الى توحيد الاسرائيليين وتكتلهم حول نتنياهو وسيمنحه حجة اخرى للصمت.

هل يمكنني طرح بدائل وخيارات اخرى بصيغة ميدان التحرير؟ اعلنوا من الان وصاعدا بان كل يوم جمعة سيكون "يوم السلام" يخرج فيه الاف الفلسطينيين في الضفة الغربية بصمت وهدوء ودون عنف في مسيرة نحو القدس حاملين معهم اغصان الزيتون وفي اليد اخرى يافطة باللغة العبرية مكتوب عليها شعار "دولتين لشعبين وان الفلسطينيين يقترحون على الاسرائيليين حل الدولتين المستند على حدود 1967 مع تعديلات مقبولة على الطرفين بما في ذلك القدس التي سيسيطر العرب على الاحياء التي يقطنوها فيما يسيطر اليهود على احيائهم".

اذا ما سار الاف الفلسطينيين كل جمعه بسلام وهدوء نحو القدس يحملون معهم بشائر السلام سيكون هذا حدثا اخباريا على مستوى العالم وكل شبكة تلفزيونية في العالم ستحرص على التواجد في المكان، وصدقوني بان هذا سيثير نقاشا حقيقيا حول السلام في اسرائيل خاصة اذا دعى الفلسطيني وفودا شبابية من انحاء العالم العربي لينضموا اليهم رافعين بايديهم مباردة السلام السعودية باللغتين العربية والعبرية وايضا سيتم دعوة يهود وعرب من الاسرائيليين للمسيرة وسويا يمكن للمشاركين بالمسيرة رسم خارطة السلام الخاصة بهم ونشرها على موقع اليوتيوب واقول للقادة ما قاله شباب مصر لحسني مبارك " لن ندعك تضيع يوما اخر من حياتنا مع شعاراتك الفارغة من كل مضمون ومناوراتك.

هذا شيئ جنوني انا اعلم، بيبي يقرأ هذا ويضحك، "الفلسطينيون لن يقوموا بهذا مطلقا انهم لن يقنعوا حماس باللاعنف هؤلاء ليسوا هو الفلسطينيون "وهذا بالضبط ما قاله مبارك عن مصر "انهم غير مؤهلين بان يكونوا شيئا غير ما هم عليه الان كمستسلمين ومستعدين لابتلاع الامال الواهية التي سأقدمها لهم " لكن الشعب المصري فاجأ مبارك وماذا انتم فاعلون ايها الفلسطينيون؟ وخاصة حماس، هل يمكنكم المفاجئة؟ هل بيبي محق في تقيمكم ام لا؟.

فيما يتعلق ببيبي، فان درس التحرير واضح، سيدي، انت في طريقك للتحول الى حسني مبارك عملية السلام، ان ساعة اتخاذ القرارات الهامة في الحياة تكون حين توجد القيادة في يدك، طيلة 30 عاما كانت القيادة في يدي حسني مبارك بهدف نقل مصر تدريجيا الى جنة الديمقراطية ولكنه لم يستخدمها مطلقا وحين ثار شعبه حاول ان يعمل كل شيئ في ستة ايام لكن هذا كان متاخرا جدا ولم يجد شخصا واحدا يصدقه فانتهى حكمه وانهار.

ان اسرائيل تمتلك حاليا قوة رافعه هائلة فهي تتمتع بتفوق عسكري واقتصادي على الفلسطينيين ويوجد لها امريكيا التي تقف الى جانبها واذا ما عرض نتنياهو خارطة موثوقة ومفصلة للدولتين وامتنع عن وعود ضبابية اضافية مثل "تنازلات مؤلمة" فان الامريكيين والاوروبيين سيمنحونه كل شيئ تطمح له اسرائيل وتتمناه بما في ذلك انظمة الاسلحة المتطورة جدا وعضوية حلف الاطلسي وربما عضوية الاتحاد الاوروبي وهذا من شانه ان يكون كنزا امنيا لاسرائيل هل يمكن "لبيبي" ويقدر على تقديم اية مفاجئة او ان الفلسطينيين يرونه على حقيقته وبالشكل الصحيح. كمن يخفي تحت عباءة الامن جدول اعمال قومي ديني.

قد يكون قادة اسرائيل وفلسطين عاجزين عن المفاجئة وفي هذه الحالة ينتصر المنطق، تبتلع اسرائيل وبشكل تدريجي الضفة الغربية كاملة وبهذا ستتحول مع اسرائيل ذاتها الى اقلية يهودية تسيطر على اغلبية عربية ما سينظر اليه اعداء اسرائيل كدولة تمييز عنصري "اوبرتهايد يهودي"، وستجد امريكيا الصديقة الوحيدة لاسرائيل نفسها مجبرة على الدفاع عن اسرائيل وهي غير مقتنعه بمواقفها السياسية ولا تحترم قادتها.