الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ظاهرة الثأر وآثارها على الواقع الاجتماعي والتربوي في مدرسة ذكور يطا

نشر بتاريخ: 29/05/2011 ( آخر تحديث: 29/05/2011 الساعة: 17:33 )
الخليل-معا-نفذت مديرية التربية والتعليم جنوب الخليل في مدرسة ذكور يطا الثانوية نشاط إرشادي تحت عنوان " ظاهرة الثأر وآثارها على الواقع الاجتماعي والتربوي " تماشيا مع خطة الإرشاد التربوي في المدرسة.

وقد تضمن النشاط عددا من الفقرات والفعاليات من كلمات لبعض المشاركين وعروض مسرحية ورسومات للطلبة بالإضافة إلى ندوة علمية وكانت جميعها تصب في قضية الثأر وآثارها على الواقع الاجتماعي والتربوي وحضر الفعالية مدير التربية والتعليم أ. فوزي أبو هليل وعدد من رؤساء الأقسام ومديري ومديرات المدارس في المديرية ولفيف من ممثلي مؤسسات المجتمع المحلي وبعض الأكاديميين ورجال الدين وشخصيات عشائرية واعتبارية .

وفي بداية النشاط رحب مدير المدرسة د. جمال بحيص بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة وتطرق في كلمته لبعض الحيثيات المتصلة بظاهرة الثأر وآثارها السلبية وخاصة على البيئة المدرسية مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية دور المدرسة في تعزيز الوعي لدى الطلبة بهذه الآثار المترتبة عن هذه الظاهرة الجاهلية المقيتة.

من جهته أشاد أبو هليل بدور المدرسة ممثلة بالمعلم والمنهاج الدراسي وأركان العملية التربوية الأخرى في الحد من هذه الظاهرة من خلال غرس القيم والمفاهيم التي تعزز نهج التسامح والتعاون والتعاضد في المجتمع لتشكل سدا منيعا أمام بعض العادات الجاهلية التي تؤدي إلى الجريمة والانحراف مؤكدا في الوقت نفسه على دور الأسرة المكمل لدور المدرسة في هذا المضمار.

كما تطرق أيضا إلى الدور الايجابي الذي يمكن أن تقوم به العشيرة في تعزيز التضامن الاجتماعي وإشاعة السلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني نظرا لأنه يرتكز في الأساس على القبيلة والعشيرة حيث يمكن لهذه الوحدات الاجتماعية أن تعزز التماسك الاجتماعي بين الناس وتحد من النزاعات، وهنا أكد على أهمية الدور الذي يقوم به رجال الإصلاح العشائري في هذا السياق.

وفي ذات السياق تحدث عضو بلدية يطا د. احمد اعطية عن بعض المظاهر السلبية التي تنطوي عليها هذه الظاهرة من عقوبات جماعية تفرضها بعض المفاهيم السائدة كترحيل وتشتيت لبعض العائلات خوفا من ردود الأفعال والانتقام، مؤكدا على أهمية عقد سلسلة من اللقاءات بهذا الخصوص داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة الاتفاق على وثيقة شرف بين العائلات تنبذ كل هذه المظاهر .

ونفذ طلبة المدرسة عرضا مسرحيا عكست مشاهده بعض المفاهيم والممارسات المرتبطة بالقضاء العشائري في حالات القتل والثأر، ليختتم العرض بمشهد مؤثر يظهر سيادة قيم العفو والتسامح على قيم التعصب البالية وقد نال العرض على أعجاب الحضور.

وأما الفعالية الأخيرة للنشاط فكانت عبارة عن ندوة علمية أدارها المرشد التربوي أ. تيسير عمرو وشارك فيها قاضي محكمة يطا الشرعية فضيلة الشيخ عبد المجيد عمرو بورقة وضح من خلالها موقف الدين الإسلامي من ظاهرة الثأر وبعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالقتل على خلفية الثأر ، كما بين فضيلته الفرق بين الثأر الذي توارثه الناس من الجاهلية وبين القصاص الذي جاء به الإسلام وشروط تطبيقه والشخص المخول بتنفيذه. وأما الورقة الثانية فكانت للأستاذ سليم أبو عقيل من جامعة القدس المفتوحة والتي بدأها بعرض موجز للجذور التاريخية لهذه الظاهر مركزا على المجتمع العربي ، ثم استعرض بعض الدراسات العلمية بهذا الخصوص، كذلك بعض النظريات المتصلة بالدوافع النفسية لسلوك الثأر والعنف.

وأخيرا تحدث الحاج إبراهيم زين عن القضاء العشائري في فلسطين بشكل عام ومنطقة الخليل بشكل خاص ، وفي سياق حديثه دافع الحاج إبراهيم عن القضاء العشائري مبينا انه ينطوي على إحقاق للعدل والإنصاف وفيه حقنا للدماء، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا النوع من القضاء غالبا ما يستمد أحكامه من الشريعة الإسلامية.

وبعد الانتهاء من عرض المشاركين لأوراقهم تم فتح المجال لأسئلة ومداخلات الحضور المتعلقة بالأوراق المقدمة في الندوة ، حيث طرحت العديد من الأسئلة والاستفسارات والمداخلات تخللها بعض النقاشات، وفي النهاية تم اختتام النشاط بتوثيق بعض التوصيات التي كان أهمها عقد المزيد من الأنشطة واللقاءات حول ظاهرة الثأر من اجل تعزيز الحراك والنقاش بهذا الخصوص نظرا لأهمية الموضوع وأثره الكبير في المجتمع.

ومن الجدير بالذكر أن الراعي لهذا النشاط هو مركز نرسان الثقافي الراعي للنشاط حيث تحدثت فلسطين أبو حميد في كلمتها عن دور المركز من خلال البرامج والمشاريع التي ينفذها المركز في المجتمع والتي تهدف إلى تعزيز الوعي لدي فئة الشباب بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ونبذ التعصب والعنف الذي تغذيه هذه الظاهرة .