السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عميد أسرى غزة يدخل عامه الـ29 في الأسر

نشر بتاريخ: 30/05/2011 ( آخر تحديث: 30/05/2011 الساعة: 10:52 )
غزة -معا قال الأسير السابق الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن الأسير " سليم الكيال " قد أتم اليوم عامه الثامن والعشرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، ويدخل يوم غد الإثنين عامه التاسع والعشرين بشكل متواصل، فيما كان قد اعتقل قبل ذلك عدة مرات وأمضى خلالها قرابة أربع سنوات ، ليصل مجموع ما أمضاه في سجون الإحتلال إلى قرابة 32 عاماً ، وهو يكون بذلك قد أمضى في الأسر ما يفوق ما أمضاه خارج الأسر ببضع سنوات .

وأضاف فروانة، في بيان له، أن الأسير " سليم علي إبراهيم الكيال " ( 59 عاماً ) هو واحد من قدامى الأسرى ، ( لا ) بل هو واحد من أبرز " جنرالات الصبر " وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم في سجون الاحتلال ربع قرن وما يزيد بشكل متواصل وعددهم وصل ( 41) أسيراً ، وهو يُعتبر عميد أسرى قطاع غزة ، وأقدمهم على الإطلاق .

وذكر فروانة أن الأسير " الكيال " من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة ، وكان قد أعتقل في الثلاثين من مايو / آيار عام 1983 بتهمة الإنتماء لحركة " فتح " ومقاومة الاحتلال ، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة ، ويعاني من عدة أمراض أخطرها السكري والضغط في ظل الإهمال الطبي المتبع من قبل إدارة مصلحة السجون ، وأن صفقة جبريل عام 1985 قد تجاوزته ، وعجزت المفاوضات عن تحريره ، ويعلق هو وعائلته آمالاً كبيرة على صفقة " شاليط ".

واكد بأن ثلاثين عاماً وما يزيد في الأسر لم تَسلب من " الكيال " هدوئه وابتسامته العريضة ، كما لم تدفعه قسوة السجان ومرارة الحرمان للتخلي عن عناده وصموده وكبريائه وارادته الفولاذية ، وايمانه بعدالة قضية شعبه ، ولم تسرق منه حلمه بالعودة إلى بيته الصغير وطفلته المحبوبة التي لم تعد طفلة ، وشعبه العظيم الذي أحبه واشتاق لعودته ، ولم يفقد ( سليم ) أمله باستنشاق هواء بحر غزة الجميل والتنقل بين شوارع المدينة ، وأزقة حي الزيتون الذي تربى وترعرع فيه ..

وأشار فروانة بأن الأسير " سليم الكيال " تزوج قبل اعتقاله ولم يمكث طويلاً مع زوجته ، حتى اقتحمت قوات الاحتلال بيته واعتقلته ، تاركاً زوجته وهي حامل في شهورها الأولى ، لتنجب له بعد شهور قليلة مولودة أسموها " دعاء " ، لتكبر دعاء وتترعرع .في حضن والدتها ، دون أن تنعم ولو للحظة بدفء حضن والدها ، فحُرمت من حنانه ، ورؤيته دون قضبان ، أو حتى تقبيله وتقبيل يديه دون شبك أو مراقبة السجان ، لتمر السنين ثقيلة عليها ولتُحرم من رؤيته وسماع صوته منذ سنوات طويلة حتى من خلف القضبان .

واكتفى والدها الأسير ومنذ سماع نبأ ولادتها ، بمتابعة نموها ومراقبة ترعرعها في حضن أمها من بعيد جداً ، عبر الفتحات الفاصلة ما بين قضبان سجون نفحة أو عسقلان أو بئر السبع أو ..، وكان يكحل عيناه برؤيتها عبر فتحات شبك الزيارة كل بضعة شهور ، إلى أن توقفت الزيارات منذ سنوات بشكل كامل ، ولم يعُد يراها أو يسمع صوتها إلا ما ندر عبر أثير الإذاعات المحلية ، وحتى الرسائل ممنوعة ولا تعرف طريقها إلى غزة .

ويضيف فروانة : كبرت كريمته وزفت إلى بيت زوجها ، في ظل الغياب القسري لوالدها الأسير الذي لم يتمكن من مشاركتها ولو بكلمة عبر الهاتف أو برسالة قصيرة ، واكتفى بالاحتفال بزفافها مع زملائه الأسرى في غرف سجن نفحة الصحراوي ، لتنتقل " دعاء " لبيت زوجها مما فاقم من معاناة والدتها التي تركت وحيدة بانتظار عودة زوجها من غياهب السجون .

وقبل قرابة عام أنجبت " دعاء " أول أحفاد الأسير " سليم الكيال " .

وحكاية الأسير " الكيال " بدأت ولم تنتهِ بعد ، وهي تحتاج إلى صحفي ماهر وكاتب متميز ليوجزها في قصة صحفية تعكس حجم معاناته ومعاناة أسرته الصغيرة وذويه وأحبته .