الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوحدات "رباعية تاريخية..كلاكيت ثاني مرة!"

نشر بتاريخ: 30/05/2011 ( آخر تحديث: 30/05/2011 الساعة: 22:18 )
بيت لحم - معا - موقع الاتحاد الدولي - عادة ما يحتاج الفوز ببطولة واحدة وربما اثنيتن خلال موسم واحد أمرا صعبا، حيث تفضل أغلب الفرق التركيز على البطولتين الأهم خوفا من التفريط بأحدها وحرصا على عدم توديع الموسم دون أي لقب. وفي حال سارت الأمور وجائت الثنائية محليا (الدوري والكأس) يبدأ الحديث عن إنجاز قلما يمكن لصاحبه فعله، وإن تحقق له ذلك فحتما لن يستطيع الحفاظ على ذات النسق لموسم ثان وربما ثالث لكي يبقى في سدة الزعامة.

لكن ما يحصل في الأردن قد تجاوز بالفعل ما يسمى الإنجاز وبات أقرب إلى الإعجاز، ذلك أن الوحدات، كتب فصلا جديدا يستحق أن يكرّس في سجلات "نوادر البطولات حول العالم" فهذا الفريق المتخم بالألقاب المحلية عاد من جديد ليضع بصمته للمرة الثانية في فصل خاص يسمى "المستحيل".

نعم فقد سارع "المارد الأخضر" لاستعادة صولجان الزعامة المحلية عندما جمع كل البطولات المحلية الأربع مجددا ما أنجزه منذ موسمين، حيث بات أمر تحقيق الرباعية "علامة مسجلة" لهذا النادي الذي لم يكتف بتكرار حلم الرباعية ، بل ضاعف من إنجازه بتسجيل أرقام قياسية هي الأولى من نوعها منذ إنطلاقة البطولة الأردنية قبل عشرات السنين!

إفتتاحية مثالية
قبل موسمين وجد الوحدات نفسه أمام فرصة تاريخية حين قارب على الفوز بالدوري وبلغ نهائي الكاس فخلال الأمتار الأخيرة من موسم (2008-2009) ربح الدوري بصعوبة بالغة وبعد أيام قليلة فقط كسب نهائي الكاس أمام المنافس ذاته (شباب الأردن)، فتذوق الوحدات حلاوة ما أنجزه حين جميع كل البطولات وهو ما منحها طعما خاصا بعد أن حدث الأمر للمرة الأولى.

ومع انطلاقة الموسم الحالي، كان الوحدات مطالبا في المقام الأول باستعادة لقب الدوري الأردني، الذي أهدره بطريقة غريبة في اليوم الأخير الذي كان ينتظر التتويج فيه.

تغيرّت القيادة الفنية ، ليحضر المدرب الكرواتي دراجان تالايتش، وكان القلق يساور الجميع بإمكانية تأقلم المدرب مع اللاعبين والعكس صحيح، وبدأت مرحة العمل وجاء الاختبار الأول في منافسات بطولة الدرع التي أظهر فيها الفريق نواياه الجادة للفوز باللقب، وقد تحقق له ذلك بعد أن قدم عروضا طيبة ليتوج مجهوده باللقب بعد الفوز على الجزيرة بهدفين.

هذه البطولات كانت ثمرة جهد كبير طيلة الموسم، لقد عمل اللاعبون في كل مباراة لتحقيق الفوز، دافعنا الكبير هي الجماهير الكبيرة التي تساندنا والتي استحقت منّا أن نمنحها هذه الألقاب.رأفت علي

وبعد أيام جاء لقاء الغريم التقليدي الفيصلي في لقاء كاس الكؤوس الذي يعتبر الإنطلاقة الرسمية للموسم الأردني، وإثر لقاء مضن للغاية خطف الوحدات اللقب في الوقت الإضافي ليحرز لقبه الثاني.

كانت تلك البداية "السريعة" للموسم الجديد مثالية للغاية، فقد وفرّت المزيد من الثقة المتبادلة بين المدرب واللاعبين من جهة وبينهم جميعا مع الجماهير التي لا ترضى إلا بالنتائج والبطولات والعروض الكبيرة من جهة أخرى.

الثنائية الأهم
بدأ قطار الدوري الطويل، وكان الوحدات يدرك أن لا بديل عن الفوز به ولذلك فقد اعتبر كل مباراة له بمثابة اختبار جدي لقدراته ورغبته في إستعادة اللقب، ومع مضي عمر البطولة كان "الأخضر" يُثبت لنفسه قبل الجميع أنه ماضٍ على الطريق الصحيح، فقد صاغ بعناية معادلة (الأداء+النتائج)، وتجاوز كل الظروف التي مرّت به خلال المشوار الطويل، سواء بخروج نجومه (حسن عبدالفتاح وعامر ذيب) للاحتراف، ثم بإيقاف حارسه العملاق (عامر شفيع) وبعض الإصابات التي ألمّت به، ليؤكد أن الوحدات كان هذا الموسم بمن حضر، ليحقق الانتصار تلو الآخر، ويختتم مشوار الدوري ويحصد اللقب عن جدارة واستحقاق. ولم يلبث الوحدات أن حمل اللقب، حتى عاد ليختم الموسم مرة ثانية بالفوز بلقب كأس الأردن ليطبق من جديد على كل الألقاب ويحوز على الرباعية ومعها العلامة الكاملة.

أرقام لا تصدق
حقق الوحدات أرقاما لا يمكن أن تصدق، فإنجاز الرباعية أنتج تلك الأرقام التي شهدتها البطولات الأردنية للمرة الأولى، ومع إضافة مع ما خاضه الفريق في بطولة كاس الإتحاد الآسيوي التي مضى فيها بثقة نحو الدور ربع النهائي قبل أيام، نجد المحصلة التالية: خاض الوحدات 39 مباراة طيلة الموسم، ليحقق الفوز في 32 منها مقابل 6 تعادلات وهزيمة واحدة في الدوري (بقرار إداري من الإتحاد)، وسجل خلالها هجومه 82 هدفا فيما تلقت شباكه 23 هدفا فقط، بما يعني أنه حصل على 102 نقطة من خلال كافة المباريات التي لعبها هذا الموسم.

صانعوا الإنجاز
كان لإنجاز الوحدات صُنّاعا كُثر، ولكن أكثر اللاعبين مساهمة هو قائد الفريق رأفت علي الذي حمل كل الألقاب هذا الموسم، فقد كان "بيكاسو" وهو (اللقب المحبب للجماهير إطلاقه عليه)، كان الملهم الأول لزملاءه ونجم الشباك لدى الجماهير العريضة. يقول رأفت عن هذا الإنجاز الكبير"هذه البطولات كانت ثمرة جهد كبير طيلة الموسم، لقد عمل اللاعبون في كل مباراة لتحقيق الفوز، ونجحنا في حصد كل البطولات وننظر بأمل كبير لحصد الخامسة في كأس الإتحاد الآسيوي، دافعنا الكبير هي الجماهير الكبيرة التي تساندنا والتي استحقت منّا أن نمنحها هذه الألقاب، ونأمل أن نكرر هذا الشيء في كل موسم".

أما المدرب الكرواتي تالايتش فقال" كنت أخشى أن نجد صعوبات كبيرة في بداية الموسم، ولكن اللاعبون بذلوا مجهودا خارقا للتأقلم مع أسلوبي، لم يكن سهلا في البداية الحديث عن الفوز بكل الألقاب، لكن بالعزيمة والإصرار وعمل الفريق الواحد وصلنا لهدفنا المنشود وهو ثمار عمل كامل من كافة أركان النادي، الآن يملك الوحدات مخزونا كبيرا يعتمد عليه للمواسم المقبلة لمواصلة السيطرة محليا والبحث عن تتويج قاري، أتمنى أن يحافظ على ما هو عليه الآن، أشكر الجميع مع نهاية هذا الموسم التاريخي".