د. جلال الدبيك: فلسطين تقترب من الزمن الدوري للزلزال
نشر بتاريخ: 26/09/2006 ( آخر تحديث: 26/09/2006 الساعة: 00:02 )
رام الله - معا- عقد مؤتمر صحافي الاثنين في رام الله تحت عنوان "التقليل من مخاطر الزلازل في فلسطين" حيث طرحت خلاله دراسات علمية اعدها مختصون في المجال الجيولوجي, تناولت احتمالات حدوث زلزال في فلسطين وما توصل اليه الباحثون في هذا المجال اثر دراسه لتاريخ بعض المناطق الفلسطينية التي حصلت فيها زلازل على مر التاريخ.
وقال الدكتور جلال الدبيك مدير مركز علوم الارض وهندسة الزلازل:" فلسطين تعرضت لزلازل على مر التاريخ بعض هذه الزلازل كانت مدمرة وكان الدمار فيها يعتمد على مركز حدوث الزلزال, فاذا كان مركز الزلزال شمال البحر الميت او في منطقة اصبع الجليل او في جنوب البحر الميت او في العقبة تتأثر المناطق الاكثر قربا من مركز الزلزال فأقصى درجه للقوة الزلزالية المحتملة في فلسطين والدول المجاوره استنادا للدراسات.
واضاف " اذا كان مركز الزلزال شمال وجنوب البحر الميت لا يمكن ان تتجاوز ال 6 درجات ونصف الدرجة حسب مقياس رختر, اما اذا كان مركز الزلزال شمال فلسطين في منطقة اصبع الجليل وطبريا وبيسان تشير بعض الدراسات ان القوة الزلزالية المحتملة قد تصل الى الـ 7 درجات ، 6.5 درجه تصنف علميا على انها بالمعتدلة والقوية نسبيا فالبؤر الزلزالية التي تحدث شمال البحر الميت تحدث عادة كل 80-100 سنة اما الزلازل التي تحدث في منطقة شمال فلسطين مثل اصبع الجليل تحدث عادة كل 200- 250 سنة, فآخر زلزال حصل في منطقة اصبع الجليل في بيسان تحديدا حصل عام 1759 اي قد نكون نحن تقريبا ضمن المرحلة الزمنية المتوقعة لهذا الزلزال, زلزال بيسان أحدث حينها امواج مد بحرية "تسونامي" حيث تعرضت 17-20 قرية فلسطينية حول بحيرة طبريا الى الدمار وخسائر بشرية بما يقارب ال 20 الف شخص".
وتابع قائلا" عندما يتكلم المختصون عن احتمال حصول زلزال يرجعوا الى التاريخ ويستطلعوا على موقع النشاط الزلزالي ويسجلوا النشاط الزلزالي استنادا للتاريخ وتحضير دراسات واستنادا لها يكون التخمين العلمي فعلم الزلزال هو عباره عن علم نسبي واحتمالي وليس علم يقين واذا كان هناك أي توقع لحصول زلزال يكون توقع علمي.
واردف " ان الزلزال هو ظاهرة كونيه طبيعية لا يمكن منع حدوثها ولا يكمن توقع لحظة حدوثها لكن يمكن تقليل مخاطرها من خلال اتخاذ الاجراءات على كافة الاصعده والمستويات ابتداءا بالمواطن العادي مرورا بالمختصين ووصولا الى صناع القرار في حين يكثر الحديث عن الزلازل في مجتمعنا بمعزل عن الاجراءات اللازم اتخاذها للحمايه والتقليل من اخطاره فالزلزال لا يقتل من يقتل في حال حدوثه هو المبنى والحرائق الناتجه عنه.
واضاف الدبيك:" ان حصول زلزال في منطقة شمال البحر الميت سيؤدي الى حصول خسائر عاليه في المنطقه الممتده بين نابلس وبيت لحم هذه المنطقه تصل مساحتها الى 2000-2500 كم أي ثلث مساحة الضفة الغربية وسيكون تأثير هذا الزلزال المتوقع على غزه اقل حده نسبيا فالشدة الزلزاليه ستؤدي الى تعرض بعض الاحياء في المدن الى اضرار 5-12% انهيارات كليه في بعض الاحياء 20% انهيارات جزئيه في بعض الاحياء هذا الرقم الكبير سيرافقه انهيارات في الطرق والجدران الاستناديه وسيؤدي الى اغلاق الكثير من الطرق في المناطق الجبليه اما فيما يتعلق بالزلازل التي تحدث في شمال وجنوب البحر الميت كان اكثر زلزال مدمر في تلك المنطقه عام 1927 ونحن الان تقريبا في الزمن الدوري للزلزال في الفتره الزمنيه المتوقعه" .
واوضح الدبيك ان البلاطة العربية التي تجمع ما بين الجزيره العربيه وبلاد الشام تبتعد عن البلاطة الافريقيه وفلسطين تعتبر جزء" من البلاطة الافريقيه تتحرك باتجاه شمال شرق وبالتالي هذه الحركه تؤدي الى توسعة البحر الاحمر بمعدل 2 سم سنويا فهذه الحركه تؤدي الى ابتعاد افريقيا عن الجزيره العربيه بمعدل 2 سم ونتيجة هذه الحركه تتعرض فلسطين الى حركة نسبيه مه الاردن باتجاه الجنوب أي اننا نتحرك مبتعدين عن الاردن باتجاه الجنوب بمعدل 7-11 ملم فطبقات الارض بين فلسطين والاردن تضغط سنويا ويحصل لختزال في الطول فيزداد الاجهاد كل سنه وفي لحظه معينه يحصل كسر وبالتالي هذا هو الزلزال .
وافاد الدبيك : " أي مبنى عادي وان لم يصمم للزلازل يصمد عند حدوث زلزال ب 6.5 درجه المشكله عندنا تكمن في الجاهزيه للزلزال فاستنادا للواقع وطريقة عمل وتفكير المختصين في بلادنا من مقاولين ومهندسين ومخططين بالاضافه الى صناع القرار فالمشكله تكمن في جاهزية هؤلاء وليس في الزلزال لان الزلزال لا يمكن منعه لكن يمكن التخفيف من مخاطره و على الرغم من الفعاليات التي قمنا بها بخصوص التقليل من حدة الكوارث والمخاطر بسبب الزلزال الا ان كانت النتيجه محدودة فهذا الموضوع يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار كونه لا توجد جاهزيه للطوارىء ولا هيكليه يمكن العمل من خلالها وامكانية الدفاع المدني هنا لا تلبي 10-20 % من متطلبات اللازمه في حالة حدوث كارثه انسانيه ".
المناورة الزلزاليه التي اجريت في فلسطين من قبل الباحثين ودراسات فلسطينيه ودوليه اظهرت بشكل واضح حدوث زلزال بوضع المباني الموجوده وغير المهيأه سيؤدي لحصول كارثه نتيجة الزلزال فهناك حاجه لاسناد الطوارىء في توعية الطلاب والشباب من خلال وجود برامج لتعزيز دور الشباب وتأهيلهم لعمليات الانقاذ حتى لو لم يحصل زلزال .