الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

سفيرنا في لبنان : الرئيس سيزور غزة بعد تشكل الحكومة مباشرة

نشر بتاريخ: 01/06/2011 ( آخر تحديث: 01/06/2011 الساعة: 17:08 )
بيروت -معا- قال السفير الفلسطيني في لبنان عبدالله عبدالله ان المصالحة الفلسطينية وصلت الى مرحلة النضوج، وكل الذرائع التي كانت تساق لتأخير المصالحة وابطاء التقدم فيها ازيلت نهائيا، ففي ظل تسارع الاحداث في المنطقة، كان يجب ان يكون لدينا تبصّر اكثر حول ما هو أفيَد لقضيتنا وشعبنا، فجاءت هذه المصالحة. اما بالنسبة للتوقيت فدخائل الامور لا يمكننا تأكيدها، او انكار وجودها في الحسابات الداخلية، الا ان العامل الحاسم كان عدم وجود ما يؤخر اتمام هذه المصالحة بعدما وصل الفلسطينيين الى مرحلة ضرورة انتصار الارادة الفلسطينية بعيدا عن اي تدخل خارجي.

وتابع عبدالله في حديث لـ "صدى البلد" ان الفصائل كانت سعيدة جدا بهذا التوافق لاكثر من سبب، فهذه الفصائل كانت ايضا تراقب وتعرف مدى خطورة استمرار انقسام الشارع الفلسطيني وكانت هي متأثرة سلبا من هذه الحالة. من ناحية اخرى فان قوة عمل الفعل الفلسطيني في اي اتجاه تكمن في وحدة ادائه الذي ينبع من صلابة الجبهة الداخلية ورصّ الصفوف مع بعضها البعض. واما فيما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي، فان كل الحركات الشعبية عبر التاريخ تركّز على اهمية رأي الشارع والمواطن العادي الذي يعبر عن رأيه من خلال صناديق الاقتراع، حتى ان معظم الدول الديمقراطية عندما تواجهها اي أزمة او مأزق تتجه الى الانتخابات. واما الحركة الوطنية الفلسطينية فمنذ انطلاقتها اعتمدت الديمقراطية قاعدة من قواعد عملها الداخلي، والسبب يعود الى التنوع الثقافي والايديولوجي والفكري الذي تشهده الساحة الفلسطينية.

وحول تشكيل الحكومة الفلسطينية قال عبدالله:" ستشكل حكومة توافق وطني، ووجدنا انه من الافضل ان لا تكون حكومة "فصائلية" حتى لا ندخل في المحاصصات فهذه مرحلة انتقالية سيتم فيها تشكيل حكومة من الكفاءات المهنية الغير ملتزمة التزاما صارخا بتنظيم معين. لتكون قادرة على القيام بالمهام الموكلة اليها دون تأثير التيارات والفصائل، لتنفيذ سياسة البناء والنمو وليس سياسة الفصيل. وقد سمعنا جيدا تحذير نتانياهو للرئيس عباس "اما السلام او حماس"، الى اي مدى تستطيع السلطة الفلسطينية اقناع العالم بحماس؟"

وتابع :"لا يحق لنتانياهو الذي يشكل الاحتلال والذي يشكل العقبة في طريق السلام ان يملي علينا خياراتنا، وموضوع حماس شأن داخلي فلسطيني، فنحن لا نسأل نتانياهو ان يستثني حزب "اسرائيل بيتنا" العنصري على سبيل المثال الذي يطالب بترحيل الفلسطينيين من فلسطين، بالمقابل لا نقبل من نتانياهو او غيره ان يملي علينا كيف نرتب بيتنا الداخلي.

واكد عبد الله ان الرئيس عباس سيزور غزة بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.

وحول تاثير سقوط نظام مبارك على قوة فتح قال عبدالله :"لم يكن موقف فتح ضعيفا في اي مرحلة من مراحل مواجهة الانقسام، انما موقف الحركة ينطلق من ايماننا بالمشروع الوطني فمسؤوليتنا الوطنية تفرض علينا حماية هذا المشروع. ولذلك فنحن مستعدون ان نذهب الى ابعد الحدود بين بعضنا البعض لنتوافق ولنبقى في جبهة واحدة، فنحن لا نعتبر بان تنازل وقع هنا او وقع هناك في الداخل الفلسطيني، فهذا ليس تنازلا انما هو تنوع في الاراء والافكار انما "بوصلتنا" جميعا متجهة نحو فلسطين. ودورنا ان نبحث عن القواسم المشتركة التي تجمعنا لننطلق منها، مع اقتناعنا بان هناك فوارق تبقى موجودة لكنها لا تعيق ابدا تقدمنا لا بل بالعكس. فتحدياتنا امام هذا المحتلّ كبيرة جدا وكثيرة، وهناك جبهة عالمية لا يمكننا تجاهلها تؤثر على نظامنا سلبا او ايجابا، علينا ايضا ان نوليها اهتمامنا وايلاء الاهتمام بوحدة صفنا وليس بالانقسام. واذا ما قمنا بمراجعة للمواقف ابتداء من الموقف الاسرائيلي الذي كان يستخدم الانقسام ذريعة لعدم التقدم في عملية السلام ولعدم التجاوب مع الجهد الدولي الذي يريد ان ينهي الاحتلال وان يوقف الجرائم الاسرائيلية وانتهاكها القانون الدولي، وكان يتذرع بان الفلسطينيين منقسمين، وليس هناك شريك فلسطيني واحد فمع من نتحاور؟ فنحن نريد ان ننزع اي ذريعة من المحتل الذي يستخدمها ضد حقوقنا وضد اهداف شعبنا وضد مصالحنا الوطنية، ولذلك قمنا بهذه الخطوة انتصارا للارادة الفلسطينية الحرة واستجابة للوجدان الفلسطيني الذي يلح علينا بوضع فلسطين اولا اسمى من كل فصيل ومن كل فئة."