الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة شؤون الأسرى تحتفي برواية خريف الانتظار لحسن فطافطة

نشر بتاريخ: 02/06/2011 ( آخر تحديث: 02/06/2011 الساعة: 22:22 )
رام الله- معا- احتفت وزارة شؤون الأسرى والمحررين بالتعاون مع اتحاد الكتاب ومؤسسة الضمير برواية خريف الانتظار لحسن فطافطة، في قاعة فندق الروكي بمدينة رام الله، بحضور وزير الأسرى عيسى قراقع وعدد من المهتمين بالأدب والمثقفين.

واعتبر قراقع أن الاهتمام بأدب السجون بات ومنذ فترة مركز اهتمام الكثيرين من مؤسسات ومهتمين وان لم تكن بالمستوى المطلوب، فأدب السجون في فلسطين لم يعطى حقه وهناك المئات من نتاجات الأسرى التي لم ترى النور بسبب قلة الامكانيات وعدم وجود مؤسسات مختصة تعنى بابداعات الحركة الأسيرة.

وأضاف قراقع ان الاهتمام بادب السجون يعود لكونه يروي تاريخ وقصة كفاح الشعب الفلسطيني والحركة الاسيرة وعلى المؤسسات أن تهتم به حماية للرواية الفلسطينية ومن أجل الأجيال القادمة، اضافة إلى فضح الاحتلال وممارساته الوحشية ضد المعتقلين.

وعن الرواية اعتبر قراقع أن رواية فطافطة هي اجرأ رواية كتبت عن الحركة الأسيرة في ومن ما بعد أوسلو فقبل ذلك لم يجرؤ أحد أن يتناول هذه المرحلة الحساسة بارهاصاتها وانعكاساتها النفسية والثقافية والفكرية على الحركة الأسيرة.

من جهته، اتهم الأمين العام لاتحاد الكتاب مراد السوداني المؤسسات الفلسطينية بالتقصير تجاه توثيق ابداعات الأسرى، وطالب بأن لا تترك هذه الحالة الابداعية للأسرى بلا توثيق، فيجب العمل على رفع الصوت عاليا لتعزيز الدور الثقافي للأسرى.

وطالب المال الوطني بتبني إنشاء مركز الأسرى للتوثيق والنشر لتوثيق ابداعات الأسرى، قائلا: يوجد موازنات لأشياء كثيرة، ولكن لا يوجد موازنة لثقافة وطنية ضد التطبيع.

وأكد أن الروائي الأسير حسن فطافطة قدم في الرواية جماليات المعنى والفكرة.

وتطرق الرواية جانبا اجتماعيا حساسا في حياة الأسرى، وتعكس صورة مختلفة عن صورة المعتقل البطل، ولذلك أثارت تحفظات بعض الروائيين الذين رأوا أنها تعكس حالات فردية وليست التجربة الأعم والأشمل.

وتحكي الرواية تجربة المعتقل خالد وخطيبته صابرة، فخالد بدأ مشوار المطاردة والملاحقة من قبل الاحتلال بعد خطبته من صابرة، لكنه اعتقل وصدر بحقه حكم بالسجن ثمانية عشر عاما.

تعالج الرواية بتفاصيل شيقة كيف صبرت خطيبته وتألمت أثناء ملاحقته، ثم انتظرته طوال فترة سجنه، وبعد أن تم الإفراج عنه خرج ليبحث عن زوجة أخرى تاركا خطيبته صابرة يمزقها الألم والحسرة.

تتطرق الرواية لدور التقاليد والعادات الاجتماعية وتدخلات الأهل، والمحيط الاجتماعي ومساهمتهما المباشرة أحيانا في قتل الرابطة الإنسانية وإجهاضها بين الخطيبين، وبالتالي سقوط ليالي الانتظار الطويلة -التي عاشتها صابرة وهي تحلم بقدوم فارس أحلامها- كأوراق الخريف.

ويحاول الكاتب من خلال هذا العمل الروائي بلغته السهلة كسر طوق النمطية في تصوير المعتقل الفلسطيني الإيجابي دائما، وحاول أن يتعامل مع المعتقل على أنه إنسان حقيقي يجمع بين الإيجابي والسلبي رغم ما قدمه هذا الأسير من تضحيات.

الرواية، وإن كانت اجتماعية، فإنها تحمل في مضامينها بعدا سياسيا وهو القضية الفلسطينية وانتظار أهلها الذي ما زال مستمرا منذ أكثر من ستين عاما.

يذكر أن حسن فطافطة هو من بلدة ترقوميا قرب الخليل، واعتقل عدة مرات، وهو الآن يقضي حكماً بالسجن الفعلي لمدة (18) عاماً، أمضى منها (8) سنوات، وهو يقطن رام الله، وهو متزوج من المناضلة نهيل ارطيش ولديه أربعة أولاد وهم: تامر، ديما، داليا، ومحمد.