رايس ستطرح مبادرة سلام تكلف اسرائيل ثمنا عسكريا وسياسيا باهظا ودون التشاور معها
نشر بتاريخ: 27/09/2006 ( آخر تحديث: 27/09/2006 الساعة: 06:53 )
معا- قالت مصادر سياسية وامنية وصفت بانها رفيعة المستوي في واشنطن وتل ابيب، ان العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الامريكية والدولة العبرية، تشهد في الاونة الاخيرة منعطفا خطيرا للغاية، وذلك بعد ان بدأت الادارة الامريكية بفحص مدي جدوي هذه العلاقات.
وقالت المصادر ذاتها لموقع الانترنت الاسرائيلي ديبكا المتخصص بالشؤون العسكرية والاستراتيجية ان الرئيس الامريكي جورج بوش، هو اول رئيس امريكي منذ اقامة الدولة العبرية في العام 1948 يطلب من المؤسسات الامنية في البلاد فحص قوة اسرائيل العسكرية وهل باستطاعتها الصمود امام هجوم عربي.
واضافت ان بوش اتخذ هذا القرار في اوج العدوان الهمجي والبربري الذي شنته اسرائيل علي لبنان، وفي ظل الاخفاقات التي كانت من نصيب جيش الاحتلال الاسرائيلي في مواجهته مع مقاتلي حزب الله، الذين اثبتوا انهم يتمتعون بقدرة قتالية عالية للغاية مقابل الجندي الاسرائيلي.
ولفتت المصادر ذاتها الي ان مجلس الامن الدولي عقد في الـ21 من الشهر الجاري جلسة خاصة لبحث الملف الاسرائيلي الفلسطيني، وان وزيرة الخارجية الاسرائيلية التي تواجدت في نيويورك، قررت مقاطعة الجلسة احتجاجا علي انعقادها، وفي نهاية الجلسة التي شارك فيها جميع وزراء الخارجية من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، لم يتخذ أي قرار، ولكن المصادر اكدت ان الاجتماع عقد بمباركة وتشجيع من الادارة الامريكية ومشاركة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ومع ان الدولة العبرية رفضت عقد الجلسة الا ان الولايات المتحدة قررت عقدها، في اشارة واضحة الي ان العلاقات بين البلدين لم تعد كما كانت عليه من ذي قبل، علي حد تعبير المصادر التي تحدثت الي الموقع الاسرائيلي.
واوضحت المصادر نفسها ان الرئيس الامريكي جورج بوش، اصدر اوامره الي وزيرة خارجيته رايس، في العشرين من الشهر الجاري بان توافق علي قرار الرباعية الدولية القاضي بدعم حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها حركة حماس هي توطئة لمبادرة امريكية جديدة لحل المشاكل العالقة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.
واكدت المصادر ان الادارة الامريكية تضع في هذه الايام اللمسات الاخيرة علي مبادرة السلام الجديدة، التي من المحتمل جدا ان تبدأ بعرضها وزيرة الخارجية الامريكية خلال زيارتها القادمة الي منطقة الشرق الاوسط.
وشددت المصادر الامريكية والاسرائيلية المتطابقة بحسب الموقع الاسرائيلي، علي ان اسرائيل ستدفع ثمنا عسكريا وسياسيا باهظا في مبادرة السلام الامريكية الجديدة وذلك عقابا لها علي اخفاقاتها في حرب لبنان الثانية.
وزاد الموقع الاسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير امنه عمير بيرتس ورئيس هيئة الاركان العامة في جيش الاحتلال الاسرائيلي يواصلون التمسك بنظريتهم القائلة بان دولتهم انتصرت في الحرب الثانية علي لبنان، دون ان يأخذوا بعين الاعتبار بالمرة التراجع الكبير في التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل وامريكا.
واوضح الموقع الاسرائيلي ايضا ان الجلسة التي عقدت في الثالث عشر من شهر ايلول (سبتمبر) الجاري بين وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني والرئيس بوش كانت فاشلة، وان الرئيس بوش توصل الي نتيجة مفادها ان القيادة الاسرائيلية الحالية تتمتع بقصر نظر كبير وليس باستطاعتها قيادة الدولة العبرية تحديدا في اوقات الحرب.
بناء علي ما تقدم، اضافت المصادر الاسرائيلية والامريكية، بان الحكومة الاسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء اولمرت ستبقي منذ الان فصاعدا في حالة ترقب للسياسات الامريكية الجديدة في الشرق الاوسط، وان الاتفاق بين واشنطن وتل ابيب قبل الاعلان عن مبادرة لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بات في خبر كان بسبب القرار الامريكي الاستراتيجي بان القيادة الاسرائيلية غير مؤهلة لقيادة الدولة ولقيادة مشاريع سلام مع الفلسطينيين تطرح من قبل واشنطن.
وكنتيجة حتمية لفقدان الادارة الامريكية تقثها بالقيادة الاسرائيلية، فقد امر الرئيس بوش وزيرة خارجيته رايس بالبدء في طرح المبادرة الامريكية الجديدة للسلام في الشرق الاوسط، دون ابلاغ تل ابيب بها مسبقا.
وخلصت المصادر الامريكية والاسرائيلية الي القول ان التراجع في العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب بعد خسارة حرب لبنان ستلقي بظلالها علي العلاقات الثنائية بينهما، مشددة علي ان الادارة الامريكية مطلعة جدا علي نتائج استطلاعات الرأي العام في اسرائيل والتي نشرت في الاسبوع الماضي والتي اكدت ان فقط سبعة بالمائة من الاسرائيلية يريدون ان يواصل اولمرت مهامه كرئيس للوزراء في الدولة العبرية.