الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حملة مبعدي كنيسة المهد تنظم ورشة بعنوان "الابعاد حقوق وواجبات"

نشر بتاريخ: 06/06/2011 ( آخر تحديث: 06/06/2011 الساعة: 12:18 )
نابلس- معا- نظمت الحملة الوطنية لعودة مبعدي كنيسة المهد أحياء ورشة عمل بعنوان "قضية الإبعاد: الحقوق والواجبات" يوم اول أمس بالتعاون مع قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بمشاركة المطران عطالله حنا وعضو الكنيست العربي إبراهيم صرصور والعديد من ممثلي المؤسسات والشخصيات الوطنية وأساتذة الجامعة والمبعدين السابقين.

ورحب د. سام فقهاء مدير العلاقات العامة نيابة عن رئيس الجامعة بالحضور كما أكد على اهتمام الجامعة بمساندة حملة أحياء.

كما رحبت كفاح حرب رئيسة الحملة بالحضور وبعد استعراضها للفعاليات التي أقامتها الحملة اثنت على أهمية ورشة اليوم للخروج بإستراتيجية عمل مستقبليه تضع قضية الإبعاد على أولويات قضايانا الوطنية وتفتح أفق التعامل على أكثر من مستوى وصولا الى عودة المبعدين أحياء.

وأكد المطران على اهتمام ومساندة رؤساء الكنائس المسيحية خاصة في بيت لحم لقضية المبعدين، كما أكد على أهمية تكثيف الفعاليات بمأسسة العمل وتشكيل مجلس أمناء.

وتخلل الورشة عرض لثلاثة اوراق عمل حيث قدم د. نايف أبو خلف رئيس قسم العلوم السياسية ورقة عمل الاولى بعنوان (قضية الإبعاد من المنظور السياسي) حيث أكدت الورقة على ان سياسة الإبعاد قضية سياسية لكن الاحتلال الإسرائيلي باستخدامه سياسة الإبعاد قد خرق الإعلانات والمعاهدات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعه، فقد استخدم أنظمة الطوارئ لتطبيقها كون الإبعاد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وقدمت الورقة خيارات التعامل مع القضية من خلال التمسك بالحقوق والعمل الوحدوي باتجاه رفع القضية الى سلم الأولويات ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤلياته باعتبارها تندرج ضمن قضايا حقوق الانسان.

وقدمت أ. كفاح حرب المحاضرة في جامعة القدس المفتوحه رئيس الحملة ورقة العمل الثانية بعنوان (قضية الإبعاد من المنظور الإنساني)، وقد تضمنت الورقة تأثير سياسة الإبعاد بحق الإنسان الفلسطيني المناضل، خاصة الإبعاد في ظل وجود سلطة فلسطينية، على الجانب النفسي والاجتماعي من زاويتين هامتين ومتلازمتين يشكلان معا الإنسان المبعد هما؛ إرادة الصمود والتحدي للباحثين عن الحرية، وفي باطن تلك الإرادة، معاناة إنسانية تٌفرض على المناضلين وعائلاتهم لتصبح لازمة يومية لحياتهم.

واعتبرت ان معاناة النقل القسري للإنسان الفلسطيني تبدأ قبل الحديث عن تراتبية الحاجات الإنسانية، كون النقل القسري في القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية حيث المعاناة الإنسانية جراء تلك السياسة تفوق قدرة الإنسان على التحمل. فالإبعاد بحق المناضلين يخلق داخل المبعد صراعا مريرا نابعا من الشعور الداخلي بأنه أصبح خارج دائرة الاهتمام الوطني. ومن ملامسة الإبعاد تفاصيل حياتهم اليومية، حيث يرتبط فعليا بشكل مباشر بحاجاتهم الطبيعية لان إشباع الحاجات الفسيولوجية ذات الطابع الفطري في ظل الإبعاد، وان توفرت، تكون في نطاق الإجبار وليس الاختيار لذا تبقى خارج نطاق القبول والرضا لدى المبعد لارتباطها الوثيق بموقتية المكان والزمان. والشعور بالأمن والطمأنينة للمبعد وأسرته تبقى تحت وطأة الانشغال الفكري والنفسي الناجم بالأساس من غياب الاستقرار الأسري، سواء التحقت الأسرة بالمبعد أم بقي المبعد وحيدا.

أما النسيج الاجتماعي الأكثر تضررا جراء اقتلاع المبعد، تظهر بشكل جلي في لحظات ومواقف تواجه المبعد في الأحزان والأفراح الأسرية. وأيضا غياب الحضور الشخصي ما يفقد المبعد ثقته بنفسه وبالآخرين، وما يترتب على ذلك من فراغ نفسي واجتماعي يحد من إمكانياته، ويجعله في دائرة محدودة ومقيدة والشعور بغياب الأمل وتجميد الطموحات في هدف واحد، فالإبعاد يخرجه منذ لحظاته الأولى من هذه الدائرة لارتباطه بالأساس بمؤقتة الزمان والمكان.

وخلصت الورقة الى تحويل قضية الإبعاد من أرقام الى قصص إنسانية تبرز معاناتهم الفردية والجماعية وتحمل المسؤولية الرسمية والمجتمعية بكشف انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان والعمل على رفع قضيتهم ضمن المحافل العربية والدولية.

وقدم د. نهاد علي المحاضر في جامعة حيفا ورقة العمل الثالثة بعنوان (قضية الإبعاد من المنظور التضامني) حيث استعرضت الورقة أهمية العمل على فضح سياسة الإبعاد التي تمارسها إسرائيل من خلال إستراتيجية عمل تضامني مع قضية المبعدين من كنيسة المهد كخطوة أولية لمواجهة إمعان الاحتلال في استخدام تلك السياسة من خلال استغلال كافة المنابر الإعلامية والسياسية والحقوقية محليا وإسرائيليا وعربيا ودوليا.

وبعد نقاش المشاركين ومداخلاتهم القيمة خلصت الورشة إلى العديد من التوصيات منها: اعتبر المشاركين أنفسهم ومؤسساتهم جزء من حملة عودة المبعدين أحياء، تشكيل مجلس أمناء لمساندة الحملة وتوفير الدعم لها، تحمل السلطة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني مسؤولياتها للوقوف إلى جانب الحملة والعمل على إغلاق ملف الإبعاد من كنيسة المهد وطرح القضية على صعيد المستوى العربي كجامعة الدول العربية والمستوى الإسرائيلي كمنبر الكنيست، والمستوى الدولي كالاتحاد الأوروبي شعبيا وبرلمانيا واستخدام المحاكم الأوروبية وخاصة للدول التي تستضيف المبعدين، ومؤسسات الأمم المتحدة.

وقد يسر الورشة د. جهاد حرب الباحث والمحاضر في جامعة بيرزيت الذي افتحها بالسلام الوطني والاستماع الى أغنية "سنعود" التي رعت إنتاجها الحملة الوطنية لعودة مبعدي كنيسة المهد أحياء.