الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال أيار ... إسرائيل تواصل حرب الإستنزاف من بوابة الاعتقال

نشر بتاريخ: 06/06/2011 ( آخر تحديث: 06/06/2011 الساعة: 18:48 )
رام الله - معا - قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الاثنين، إن قوات الاحتلال اعتقلت خلال شهر آيار اكثر من 250 مواطنا من مختلف أنحاء الضفة الغربية وبلغ عدد الاعتقالات في القدس 80 معتقلا، الذي شهد تحولات جذرية، خاصة في مواقف الحركة الأسيرة من خلال عناوين قادها مناضلين وكانت أبرز عناوين تلك المرحلة كفاح حطاب الذي خاض اضربا ذاتيا دام 14 يوما، مطالبا بأن يعامل معاملة أسرى الحرب.

وفي ظل الإضراب الذي كان يخوضه الأسير كفاح كانت الحركة الأسيرة وفي ستة سجون، تقوم بإضراب تدريجي استغرق ثمانية أيام مطالبين بإنهاء العزل الانفرادي، الإفراج عن كافة الأسرى المرضى وحقهم في التعليم، وإنهاء التفتيشات المفاجئة، وحالة الإذلال التي يعاني منها الأسرى وذويهم، وتعرض الأسرى لعدة عقوبات تمثلت بنقل عدد من الأسرى للعزل وحرمانهم من الكنتينة، تقليص الفورة ومنع الزيارة.

وبعد مداولات كثيرة مع إدارة مصلحة السجون تم تعليق الإضراب واستئناف الحوار مع الإدارة بشرط أن يتم تحقيق مطالبهم، وفي حال عدم استجابتها سيستأنف الأسرى إضرابهم وسيكون ضمن برنامج نضالي تتفق عليه كل الفصائل في الحركة الأسيرة.

وخلال الزيارات التي قام بها نادي الأسير لكافة السجون، أشار محامو النادي إلى أن وضع الأسرى يزداد سوءا، خاصة أن إسرائيل تستخدم العقوبات الجماعية دون مراعاة لأدنى الحقوق الإنسانية.

وفي هذا الجانب، رصد نادي الأسير عدد من ملفات الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة منها أمراض السرطان، وهم ما بين الحياة والموت وكان آخرها حالة الأسير المحرر ياسر رجوب، الذي أفرج عنه بعد تيقن الاحتلال من وضعه الصحي الصعب الذي يعاني منه الرجوب كونه مصاب بالسرطان.

قصص وأصوات نادت وناشدت المجتمع الدولي وكافة المؤسسات بإيجاد حل سريع لقضية الأسرى، التي أضحت تمس كل مواطن فلسطيني، وأقدمت إسرائيل التي تحاول أسر كل الشعب الفلسطيني، وتمارس اسرائيل حرب الاستنزاف من بوابة الاعتقال في الآونة الأخيرة على اعتقال عدد من القادة منهم حسام خضر، والنائب عبد الرحمن زيدان ليرتفع عدد النواب المعتقلين إلى 17 نائبا.

بينما وصلت الانتهاكات الإسرائيلية إلى حد القتل والتعذيب الممنهج بحق الأسرى، فالتعذيب لدى إسرائيل يقوم عبر عدة مراحل يبداء بالضرب بأعقاب البنادق والأيدي وكسر أطراف المعتقليين، وابرز شاهد على ذلك الطفل علي عبيد من العيسوية البالغ من العمر 15 عاما، والذي يعاني من نزيف في الدماغ والكبد نتيجة الضرب والتنكيل، وهو ما زال موجود في مستشفى هداسا عين كارم.

كما أن مرحلة التحقيق مع الأسير يشوبها الكثير من الأسرار في تلك الغرف المغلقة، التي يحاول الأسرى وصفها ولكن الحقيقة أعظم من ذلك، والمراحل الأخرى للتعذيب التي لا يمكن رصدها بكلمات والمرور عليها مرور الكرام.

ومن خلال التقارير التي وردت الى نادي الاسير من مستشفى سجن الرملة، التي رصدت اسماء اسرى، ومن ثقل معاناتهم وطول ملفاتهم الطبية التي اضحت مجلدات، يظهر التساؤل أين أولئك من يتشدقون ويدافعون عن حقوق الإنسان.

وفي ضوء ذلك بدأ نادي الاسير فعليا بدراسة الملفات الطبية الخاصة لكل أسير مريض في محاولة جادة لانقاذ اسرانا واخراجهم من معاناة طالت، وقد تابع النادي من خلال مؤسسة أطباء حقوق الإنسان الذين قاموا بزيارة عدد من المرضى بطلب من النادي، في محاولة لعلاجهم أو الإفراج علما أن ادارات السجون تمنع دخول أطباء للأسنان رغم معاناة الأسرى.

وقام النادي بعدد من الفعاليات دعما لهم من خلال عدة لقاءات تم عقدها مع وزير الخارجية الملديفي الذي أعطى تعليماته بضرورة إثارة قضية الأسرى في مجلس حقوق الإنسان، وتم إطلاع برلمانين من اسبانيا واليونان على الانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى، ووجه نادي الأسير مجموعة من الرسائل للصليب الاحمر للمطالبة بالقيام بواجبه اتجاه الأسرى.

وأبرز ما أعاد البهجه الى قلوب الأسرى رغم معاناتهم المصالحة الوطنية، التي كان الأسرى أول من دعى لها و في يوم النكبة، الذي جسد النضال الشعبي في الداخل والخارج بأكمله كان الاسرى مشاركين بأرواحهم ونفوسهم وذاكرتهم مع الشعب الفلسطيني.

بدوره، حمل نادي الأسير اسرائيل المسؤولية عن كل مايجري بحق الأسرى، مؤكدا بأن التاريخ والواقع يوثق كل ما يجري فالأرض شاهده واصحاب القصص أكبر شاهد وأجسادهم المليئة بالألم والحسرة والمرض وبصمات التعذيب التي لن تمر كأي قضية تحاول اسرائيل طمسها و دفنها.

وفي خطوة سابقه طالب نادي الأسير" و"عدالة" بمنع التحقيق مع المعتقلين في أقسام التحقيق التابعة لجهاز المخابرات في إسرائيل (الشاباك) وذلك لتعرض المعتقلين فيها لظروف اعتقال مريعة.

ونجح نادي الأسير في الإفراج عن خمسة أسرى مهددين بالإبعاد من خلال المحامي جواد بولس الذي ترافع عنهم وهم: طالب بني عودة، محمود أبو زويد، احمد زيدات، محمد أبو زويد، سامر حامد، ويتابع نادي الأسير كذلك ملفات كل من الأسيرين مجد برغل من أريحا والاسير نصري صبيح من بيت لحم، وفي السياق ذاته طالب نادي الأسير رسميا الشؤون المدنية بالعمل من أجل اصدار هويات حتى تمكنهم من الإقامة في وطنهم وانقاذهم من التهديد الابعاد.