الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتراف ابداع ام استغلال فرص

نشر بتاريخ: 07/06/2011 ( آخر تحديث: 07/06/2011 الساعة: 23:23 )
بقلم: ماجد ابوعرب

بعد إعلان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فتح باب انتقالات اللاعبين استعدادا لماراثون المحترفين الثاني الذي سيبدأ في الحادي عشر من حزيران الجاري ولغاية الرابع من آب القادم,بدأت حرب ضروس بين أندية المحترفين باطنها خفي وظاهرها ملموس , فهذا يريد ضم هذا اللاعب إلى عرينه وذاك يحاول تغيير خارطة لاعبيه على أمل فرض حضور مميز وفاعل في الموسم القادم ,وهذا حق طبيعي لكافة فرق المحترفين ,لكن حذاري من الحرب القذرة التي يقودها أباطرة المال ,فلا يعقل أن نهدم بأيدينا فرق عريقة ولها تاريخ عريق من اجل بضعة دولارات ,من حق اللاعب أن يختار بكل أريحيه وجهته القادمة دون ضغوطات أو إغراءات ,وعليه ( أي اللاعب ) أن لا يلعب على وتر المال فقط واستغلال الفرص, بل عليه أن يحافظ على توازنه الأخلاقي ,وان يتعامل مع قضية الانتقالات حسب رغباته وقدراته , والمثل الشعبي يقول ( كثير النط قليل الصيد) فاللاعب الذي يهوى المال ويفقد بوصلته الرياضية ستجده على قارعة الملاعب ويمكث بقية عمره في دكة البدلاء ولا يجد من يحترمه.

أما اللاعب الذي يلعب من اجل الرياضة ويعرف معنى الانتماء لاتغريه الأموال , وستبقى ذكراه محفورة في وجدان كافة الرياضيين وقصة اللاعب الأسباني( رفائيل) الذي لعب في صفوف عسكر العام الماضي تكشف بما لايدعو للشك أن المال والاغراءات ليست هي كل شيء, حيث رفض هذا اللاعب إغراءات كبيرة من فرق عريقة وآثر البقاء مع عسكر ,لكن قوانين الاحتراف في فلسطين منعته من مواصلة اللعب مع عسكر ,ورغم مغادرته للبلاد مضطرا إلا أن ذكراه مازالت محفورة في وجدان غالبية الرياضيين ,وقصة اللاعب احمد الحويطي نجم جدعان بلاطة تحمل ذات الدلالات ,حيث تلقى العديد من العروض من أكثر من فريق ,لكنه أصر على مواصلة مشواره مع أبناء بلاطه ,فالانتماء عنده أهم من المال.

الحويطي كما قال لي يوسف حرب رئيس الهيئة الإدارية في بلاطه (كان آخر من يسأل عن راتبه ,بعكس بعض اللاعبين الذين كانوا يخرقون صيوان أذنه ليل نهار بحثا عن سلفة أو دفعة تحت هذه الحجة وتلك ؟؟) فاللاعب المنتمي كما قلنا يجب عليه أن يبحث أولا عن راحته النفسية ثم عن الأمور الأخرى , فالرياضة أخلاق قبل أن تكون سوق نخاسه أو سوق للعبيد يبيع فيها الإنسان نفسه مقابل دولارات ,فالمبدع يبقى في الذاكرة والانتهازي سيندثر مع مرور الأيام ويبقى سجين أوهامه وأحلامه .