نشر بتاريخ: 08/06/2011 ( آخر تحديث: 09/06/2011 الساعة: 00:20 )
شارك
بيت لحم- خاص معا- تمكن جهاز الأمن الوقائي بالتعاون مع النيابة العامة في بيت لحم من إلقاء القبض على عصابة متهمة بتزوير وسرقة شيكات للبنوك من إحدى المطابع التي تتعاقد معها تلك البنوك، ومن ثم كتابة اسماء تجار كبار ورجال اعمال عليها وصرف الشيكات في "خدعة "جديدة للبنوك.
وقال رئيس نيابة بيت لحم الاستاذ علاء التميمي لـ "معا" أن العصابة التي تشارك فيها احدى السيدات، استخدمت عامل نظافة في سرقة الاوراق الرسمية (الشيكات) دون علم اصحاب المطبعة، ومن ثم استخدمت العصابة حبرا مطابقا لمواصفات طباعة الشيكات بتفاصيل تنم على ان العصابة فكّرت جيداً وخططت كثيراً لهذه الفعلة.
وعلمت وكالة "معا" ان عشرات الشيكات جرى صرفها على هذا النحو، فيما يُخشى ان تكون العصابة وزّعت كميات اخرى من الشيكات وقيمة كل شيك عشرات الاف الشواقل، حيث يجري سحب اموال من رصيد رجال اعمال وتجار دون ان يعلموا بذلك.
وبيّن التميمي أن عدد الذين يجري التحقيق معهم 12 متهما حتى الآن، ويجري متابعة ذيول القضية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
واشار التميمي إلى أن الشيكات المضبوضة تحمل نفس الشكل والملمس والحجم للشيكات السليمة، مؤكدا أن الخلل والتقصير كان بعدم اتلاف اوراق الشيكات التي تخرج من المطابع وتفيض من البنوك.
وفي الوقت الذي طمأن فيه التميمي المواطنين إلا أنه طالبهم بالحذر والتأكد من سلامة الشيكات واسم الشخص الذي يعطيها لهم.
في ذات السياق أوضح العقيد وجيه الرجوب مدير الأمن الوقائي في بيت لحم لـ "معا" أن العصابة التي تم كشفها تمتد من الشمال في نابلس إلى بعض ضواحي القدس وصولا إلى الخليل جنوبا، مشيراً إلى أن هذه العصابة احتالت على المواطنين والتجار بواسطة شيكات مزورة مقابل الحصول إما على بضاعة أو سيارات وحتى أغنام.
وأشار إلى أنه تم ضبط 200 ورقة شيك لعدد من البنوك المحلية وتبين أن أفراد العصابة يقومون بارسالها لشخص آخر يمتلك آلة تزوير يقوم بطباعة اسم وهمي أو حقيقي وارقام الهاتف والعنوان "لا يعلم بذلك" على اوراق الشيكات ومن ثم يتم اعطاؤها للتجار مقابل الحصول على سلع وبضائع.|132313*العقيد وجيه الرجوب|ورأى الرجوب أن من أخطر تفاصيل هذه الجريمة هو استخدام العنصر النسوي في العملية، مشيراً إلى اعتقال امرأة متورطة بقضية تزوير الشيكات، مشيراً إلى أن اعتقالها واستجوابها تم عن طريق قوة شرطية نسائية.
وعن دور المرأة في العصابة أكد أنها سهلت عملية الانتقال بين المحلات التجارية والاغراء والاقناع للتجار، حيث قامت باستدراج التجار كما قامت بنقل آثار من منطقة إلى أخرى عبر الحواجز الفلسطينية بسبب سهولة مرور النساء عبر تلك الحواجز.
وأكد أن نشاط العصابة تركز في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية الاسرائيلية والتي لا تستطيع الأجهزة الأمنية التابعة السلطة من الوصول إليها واعتقال ومحاكمة أي شخص من حملة الهوية الزرقاء حسب اتفاقية أوسلو، موضحا أن هنالك خطورة كبيرة بالوصول اليهم واعتقالهم.
وحول كيفية التعامل مع المطلوبين حاملي الهوية الزرقاء، أوضح الرجوب، انه في العادة يتم ادخال مجموعة من العناصر الأمنية بالزي المدني إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية، وفي قليل من الاحيان تتمكن السلطة من الحصول على تنسيق مع الجانب الاسرائيلي لدخول هذه المناطق ولكن لوقت قصير جدا، موضحا انه في الحالات الكثيرة التي لا تتمكن العناصر من الحصول على تنسيق يتعرض افراد الامن لخطورة الاعتقال.
وتابع الرجوب "اننا لا نتردد باعتقال اي شخص يحمل الهوية الزرقاء في حال كان مطلوبا، ولكن اسرائيل خلال ساعات تتمكن من اعادته عن طريق مكتب التنسيق ومن ثم اطلاق سراحه بعد ذلك".|110487|وأرجع الرجوب نجاح العصابة الى طمع بعض التجار بالمبالغ الكبيرة التي كانت تعرض عليهم، فهم وثِقوا بالشيكات التي تم تسليمها لهم من قبل العصابة، وعند ذهابهم لصرفها من البنوك فوجئوا بالتزوير.
وحول تحميل المسؤولية في قضية تزويد الشيكات، قال الرجوب: "إننا لا نريد تحميل البنوك المسؤولية ولكن يجب على البنوك والمطابع أن تراعي أهمية اتلاف أوراق الشيكات حتى لو لم تكن صالحة، حيث أن بمقدور المزورين الحصول عليها والاستفادة منها بطريقة غير قانونية كما حصل في هذه القضية".
واوصى الرجوب التحار بأخد الحيطة والحذر من اوراق الشيكات وتدوالها في الاسواق والتأكد من سلامتها ومن اسم البنك، آمِلا من التجار بالابلاغ عن أي شيكات مزور.
وأشار الرجوب إلى حجم الضرر الذي تلحقه هذه الجرائم بالاقتصاد الوطني الفلسطيني، نافيا في الوقت ذاته أن تكون المجموعة التي تم القبض عليها تصنف في إطار الجريمة المنظمة ولكنها تمثل نواة للجريمة ومن الممكن أن تتطور وتصبح جريمة منظمة.
وقال الرجوب: "لا استطيع القول انه تم القضاء على هذه العصابة بشكل كامل"، مشيراً إلى أن منع الجريمة قبل حصولها امر مهم جدا وفي حال حصلت فعلى الجانب الامني ان يحمي المواطنين ويحد من انتشار الجريمة.
التقرير التالي الذي أعده الزميلان علاء العبد ومحمد فوزي، وقام بتصويره ومونتاجه الزميل اياد العطيات. يلقي مزيدا من الضوء على تفاصيل القاء القبض على عصابة التزوير: