الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض:المخيمات الصيفية أداة مهمة لتعزيز مشاركة الشباب في التنمية

نشر بتاريخ: 08/06/2011 ( آخر تحديث: 08/06/2011 الساعة: 14:19 )
رام الله -معا- أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي حول المخيمات الشبابية الصيفية وسبل النهوض بعملها ورسالتها، ودورها في خدمة المجتمع وتنميته.

وقال: "بعد أيام يُختتم العام الدراسي، لتبدأ العطلة الصيفية وينخرط عددٌ كبير من أطفالنا وشبابنا الطلبة في المخيمات والأندية الصيفية التي ميزت صيف فلسطين منذ أعوام، بفعل ما تقوم به هذه المخيمات من دورٍ هام في رعاية الطفولة والطلائع والشباب".

وأكد رئيس الوزراء على أن المخيمات والأندية الصيفية تشهد مشاركةً وإقبالاً واسعين، حيث تلعب دوراً حيوياً، ليس فقط على صعيد الاستجابة لاحتياجات الأطفال والشباب الترفيهية والنفسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، وإنما أيضاً في صقل شخصيتهم وتنميتهم اجتماعياً، وتعزيز التربية الوطنية والمدنية وترسيخ المنظومة القيمية المنفتحة والقائمة على الانتماء والمشاركة.

وقال: "المخيمات والمعسكرات الصيفية تعد مجالاً رحباً لنشر روح الانتماء وقيم المشاركة والتعاون، وترسيخ مفهوم وروح العمل الجماعي والتطوعي وهي لا تقتصر على التسلية والترفيه فقط على اهمية ذلك، بل تشمل توسيع وتطوير مهارات ومواهب متنوعة ومتعددة في مجالات الصحة والبيئة، والدراما والمسرح، والإعلام، والثقافة الوطنية، والفن، والأشغال اليدوية، والكتابة الإبداعية، إضافةً إلى الرياضة، وهي بالتالي، وبهذا المفهوم، أداة مهمة للتنمية المجتمعية، وتكريس الهوية والانتماء الوطنيين، حيث تُساهم في جعل أبنائنا وبناتنا أكثر قوة وقدرة على المشاركة والانخراط بفعالية في المجتمع".

وشدد فياض على أن المخيمات الصيفية تكتسب هذا العام، ونحن نعمل على تعميق وتعزيز جاهزيتنا الوطنية لإقامة الدولة، أهميةً خاصة. وقال: "فهي وبلا شك تؤدي دوراً هاماً في بناء الإنسان الذي يعتبر أساس الدولة من خلال النهوض بالجوانب الاجتماعية والنفسية والبدنية للطلائع والأطفال، كما تشكل فضاءً رحباً للتربية والتكوين، وإطاراً يساهم في نشر وتعزيز المشاركة الجماعية".

وأضاف: " لعل من شأن ذلك كله أن يضيف أهميةً خاصة للجهود النوعية المبذولة من قبل المهتمين بالعمل مع الأطفال والطلائع، الأمر الذي يعكس اهتمام المؤسسات الرسمية والأهلية المختلفة، وتطلعاتها المتنامية لخدمة ورعاية الأطفال وطلائع وشباب اليوم والذين هم قادة الغد والمستقبل فهم الثروة الإستراتيجية لأي مجتمع، وخاصة للمجتمع الفلسطيني، سيما ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلى تسخير كل طاقاتنا في بناء دولة فلسطين الفتية وتعزيز أسسها ومقوماتها، وخاصة ما يتصل منها بإعداد المواطن الصالح كأساس لتهيئة وتدريب الكفاءات والقيادات الشابة القادرة على تحمل المسؤولية وقيادة عملية البناء الوطني والديمقراطي".

وأكد رئيس الوزراء أن المخيمات الصيفية قد شكلت إطاراً هاماً، ولا بد من تعزيز الحرص على تطوير تجربتها وتكييف برامجها، وبما يحقق هذه الأغراض من ناحية، ويساهم في دمج دور الطلائع والشباب في المجتمع وتعميق روح الانتماء والمواطنة فيه، من ناحيةٍ أخرى.

وأكد رئيس الوزراء أن أهمية المخيمات والأندية والمعسكرات الصيفية تتزايد في المجتمع الفلسطيني، والذي هو مجتمع فتي، حيث يُشكل الأطفال والشباب ما نسبته 65% منه، وهؤلاء هم محور وأساس العملية التربوية والتعليمية والتنشئة الاجتماعية السليمة.

وقال: " لهذا فقد أخذت المخيمات والمعسكرات الصيفية على عاتقها، وفي تكامل مع مهام وأدوار المؤسسات الأخرى، رعاية وتطوير وتنمية قدراتهم ومهارتهم".

وأشار فياض أنه وعلى الرغم من أن المخيمات الصيفية في فلسطين قطعت شوطاً هاماً في التنظيم والإدارة وآليات التنفيذ وتنوع البرامج، إلا أن السلطة الوطنية تتطلع إلى المزيد من التقدم، وإلى المزيد من التخصص في أنشطتها ومجالاتها لخدمة أبناء شعبنا، في كافة أماكن تواجدهم، خاصةً في المناطق المهمشة والريفية المهددة والمتضررة من الجدار والاستيطان، وخاصةً في الأغوار، ومناطق خلف الجدار، وبما يشمل وبكل تأكيد مدينة القدس الشرقية، العاصمة الابدية لدولة فلسطين، وذلك بالإضافة إلى أهمية تنشيط المعسكرات الدولية لتوسيع التبادل الثقافي والشبابي.

وحول ما يواجهه التعليم في القدس من تحديات أبرزها محاولات الاحتلال إفراغ التعليم من مضمونه الوطني، قال رئيس الوزراء: "إن دور المؤسسات الشبابية والتعليمية في مدينة القدس يكتسب أهميةً خاصة بالتعاون مع باقي المؤسسات الوطنية لتعزيز الاهتمام بالمخيمات الصيفية لمواجهة هذا التحدي، وبما يساهم في تعميق روح الانتماء الوطني للطلائع والشباب المقدسي، وتطوير البرامج اللامنهجية الكفيلة بتحقيق ذلك. وهذا بالإضافة إلى أهمية تطوير الاهتمام بالمخيمات الصيفية في قطاع غزة. ولا بد من الإشارة هنا والاشادة بالدور الهام الذي تقوم به الأونروا وكالة الغوث في هذا المجال".

وثمن فياض عالياً دور اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية، وقال: "أود الإشادة، باعتزاز لا بل وبلا حدود، بعمل وأهداف "اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية" التي تضم عشرات المؤسسات الفاعلة في فلسطين، وتُعتبر أكبر تجمع وطني للمؤسسات الأهلية والحكومية التي تُعنى بشؤون الأطفال والطلائع، وتضطلع بمهام الإرتقاء بواقعهم التربوي والثقافي والفكري والرياضي والفني، وتشمل أنشطتها النوعية والفاعلة كافة محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة".

ودعا رئيس الوزراء خلال حديثه الإذاعي اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية وعلى ضوء تجربتها الغنية إلى تطوير عملها وتكريس بعض المخيمات الصيفية، أو بعض الأيام فيها كأيام ومخيمات العمل التطوعي، وبمزيد من التنسيق والتعاون مع وزارة الحكم المحلي والبلديات والمجالس المحلية والقروية والمؤسسات الأهلية العاملة في هذا المجال، وذلك بهدف تركيز أنشطتها على المساهمة في تجميل المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية، والعناية التطوعية بنظافتها.

وقال: "إنني إذ أثمن دور كافة المخيمات والمعسكرات الصيفية، فإنني أدعو في نفس الوقت كافة المؤسسات الشبابية والمؤسسات المختصة بالطفولة وقضايا التعليم اللامنهجي للمزيد من التعاون والتنسيق مع وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي لاقامة معسكرات شبابية نوعية تحقق اهداف التنمية الشبابية والاجتماعية، وتتيح فرصاً للشباب والاطفال لتوظيف وقتهم الحر بشكل ايجابي".

كما دعا فياض إلى إغناء المخيمات والمعسكرات الشبابية وإثرائها بخبرات الاكاديميين والمختصين لضمان تحقيق هذه المخيمات لأهدافها التربوية والاجتماعية والوطنية، ولإعداد الاطفال والشباب على المواطنة المسؤولة، والتضامن والتكافل الاجتماعي، والقيادة، والمبادرة، والمشاركة العامة، هذه خطوات وقيم أساسية تساهم في تجسيد أسس الدولة العصرية التي ترعى مصالح أبنائها جميعاً، بالإضافة إلى إقامة المخيمات التخصصية، وخاصة في مجال الثقافة والإبداع في كافة أشكاله، كالموسيقى والرسم والتمثيل والمسرح ومخيمات تكنولوجيا المعلومات.

وأكد فياض على دور مؤسسات القطاع الخاص في إنعاش وتشجيع المخيمات والأندية والمعسكرات الصيفية، ودعم المبادرات في هذا المجال لتحقيق المزيد من المشاركة في الأعمال التطوعية التي تستهدف صيانة المدارس والمؤسسات العامة، وتأهيل الحدائق والمتنزهات، واستصلاح الأراضي وغير ذلك من المبادرات، وقال: إننا ندعوهم إلى المزيد من هذا الجهد الايجابي والفعال لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة لأبنائنا وبناتنا من هذه المخيمات".

وشدد رئيس الوزراء في نهاية حديثه الإذاعي على إن السلطة الوطنية تسعى إلى تشجيع أنشطة وفعاليات المخيمات الصيفية، وبما يتوافق ويتكامل مع الأجندة الوطنية التي تضمنتها خطة عمل الحكومة. فتركيز جزء من الاهتمام في المناطق المهمشة والريفية والأكثر تضرراً من الجدار والاستيطان سيساهم حتماً في تطوير المسؤولية الاجتماعية لتعزيز صمود المواطنين في تلك المناطق، وبما يشمل القدس الشرقية والأغوار ومناطق خلف الجدار والبلدة القديمة في الخليل.