الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي يدعو لوضع إستراتيجية وطنية فلسطينية جديدة لمجابهة اوضاع شعبنا

نشر بتاريخ: 08/06/2011 ( آخر تحديث: 08/06/2011 الساعة: 20:42 )
نابلس -معا- دعا النائب الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الى وضع وصياغة إستراتيجية وطنية فلسطينية لمجابهة التطورات والأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، مؤكدا أننا نمر في مرحلة خطيرة من خلال محاولات اسرائيل تصفية القضيه الوطنيه والمشروع الوطني الفلسطيني .

جاءت أقواله في لقاء عقد في غرفة تجارة وصناعة نابلس بحضور باسل كنعان رئيس الغرفة ، وعمر هاشم نائب رئيس الغرفة ، وحسام حجاوي أمين سرها ونشأت الشعار وسمير قادري أعضاء مجلس إدارتها وبمشاركة سامر عنبتاوي ، ود. علام جرار وعدد من أعضاء من المبادرة الوطنية في نابلس ، وعدد من رجال الاعمال والمدعوين.

وقدم سامر عنبتاوي الذي أدار اللقاء الشكر الى الغرفة التجارية باستضافتها لهذا اللقاء ولقاءات أخرى سابقة ، منوها الى ان موضوع اللقاء سيتركز حول المصالحة الفلسطينية وتباطؤ تنفيذ بنود اتفاقها وبحث انعكاساتها على الوضع الفلسطيني الداخلي.

واستهل كنعان اللقاء بكلمة قال فيها "يسعدني ان أرحب بكم جميعا بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن إخواني أعضاء مجلس إدارة الغرفة في هذا اللقاء الذي يعقد اليوم في غرفة تجارة وصناعة نابلس بالتعاون مع المبادرة الوطنية الفلسطينية ، ونستضيف فيه الأخ النائب د. مصطفى البرغوثي للحديث عن المصالحة الفلسطينية وانعكاساتها على أبناء الشعب الفلسطيني عموما ، وعلى القطاع الخاص ، تأكيدا علىأكيدا دور الغرفة في مناقشة وبحث القضايا ذات البعد الوطني".

وأضاف ان الانقسام الفلسطيني في حينه ترك آثارا بالغة في حياة الشعب الفلسطيني في جناحي الوطن على حد سواء تمثلت بانعدام المستقبل الواضح لهذا الشعب الذي ما زال يناضل من اجل نيل حريته من نير الاحتلال الإسرائيلي ، ناهيكم عن تأثر معنويات أفراده في الوطن والشتات بسبب غياب الإرادة والرؤية الواضحة تجاه القضية الفلسطينية ، علاوة على إضعافنا أمام المجتمع

وقال " لقد بذلت أطراف وجهات عديدة فلسطينية وعربية وإقليمية جهودا كبيرة على مدار أيام وساعات طويلة خلال السنوات الأربعة الماضية لرأب الصدع والعمل على تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الى ان تكللت هذه الجهود بالنجاح قبيل أيام ، بتوقيع الاتفاقية بين الحركتين في ارض الكنانة لاستعادة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة متفق عليها تخدم الأهداف الوطنية لشعبنا والاتفاق على كافة النقاط التي توفر أجواء جديدة في الوطن الواحد ، مما شكّل مصدر سعادة كبيرة لجميع أبنائه ".

وبيّن:" أننا في القطاع الخاص في محافظة نابلس إذ نرحب ونبارك بهذا الاتفاق الذي بذلت الشخصيات المستقلة جهدا مميزا لإخراجه الى حيز النور انطلاقا من دورهم الوطني الملتزم ، فإننا نناشد الطرفين تسريع تنفيذه بما شمل من بنود وقضايا ما زال عدم تنفيذها يؤرّق أبناء مجتمعنا في الضفة والقطاع ، حيث نشاهد ونرى تلكؤا واضحا وتصريحات هنا وهناك حول ذلك مما يثير استغراب المواطن الفلسطيني ، معبرا عن الأمل ان تكون هذه مجرد شائعات."

ودعا كنعان الى طي صفحة الفترة الماضية التي تركت الآثار السيئة على كافة قطاعات شعبنا وعلى وجه الخصوص على منشآت ومصالح القطاع الخاص في فلسطين ، وشوهت صورة المنجز الوطني ، وأوضح "نتطلع قدما ، كما يتطلع كافة أبناء فلسطين ، الى حقبة قادمة مفعمة بالأمل من حياة شعبنا تعزز الوحدة ، والُلحمة ، والتئام الشمل ، وتغليب الأهداف الوطنية العليا على الفئوية الضيقة ، انطلاقا من المسؤولية تجاه قضيتا العادلة ".

واختتم كنعان بالتأكيد على ان الإجراءات والتدابير الإسرائيلية المستمرة ضد شعبنا تتطلب موقفا فلسطينيا صلبا لمواجهتها ، مما يستوجب توحيد المواقف الوطنية لإنجاح المشروع الوطني الهادف الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعيش بكرامة في أرض الآباء والأجداد ، داعيا الى وضع مصلحة الوطن والولاء له فوق الجميع.

بدوره ، قال د. مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية ان المصالحة هي وسيلة وليست هدف لتقوية الشعب الفلسطيني ، مؤكدا أننا نمر بوضع صعب وخطير في ظل عدم إحراز تقدم بعد عشرين سنة من نهج المفاوضات. وقال إننا نرى بالمصالحة والوحده الوطنيه ركنا أساسيا من أركان الإستراتيجية الوطنية الفلسطينية ، وطرح البرغوثي أربعة عناصر يرى فيها أساسيات استراتيجيه للمرحلة المقبلة وهي استمرار المقاومة الشعبية الواسعة ، وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال إيجاد قيادة موحدة ، ودعم صمود الناس من خلال سياسة اقتصادية مختلفة كليا عما هو موجود بتركيزها على دعم التنميه المقاومه وصمود الناس ، والعمل على إيجاد حركة تضامن وضغط من الخارج على إسرائيل.

وبين ان ما تم الاتفاق عليه في القاهرة هو تشكيل حكومة موحدة ، وتجديد عمل المجلس التشريعي وتوحيد جميع القوى في اطار منظمة التحرير الفلسطينيه ، وإعادة إعمار غزة ، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني تجري بالتزامن خلال العام القادم.

واكد البرغوثي ان الناس تستغرب تأخير تطبيق الاتفاق ، مؤكدا ان ذلك يضعف المعنويات ويفقدنا زمام المبادرة أمام الآخرين غير الراغبين بتنفيذ الاتفاق ، منوها الى ان العمل على تطبيقه يتأتي عبر ضغط شعبي لتطبيقه ومواصلة جهدها للاسراع في تنفيذه .

وحذر البرغوثي من بعض المبادرات السياسية التي تطرح بين الفينة والأخرى ، موضحا ان العالم لن يجرؤ على العمل ضدنا ان كنا موحدين.

وبين ان الاقتصاد التنموي يجب ان يبنى على دعم صمود الناس وثباتهم على الأرض وليس اقتصاد استهلاكي ، وان يكون جوهر سياستنا دعم الصمود من خلال خلق فرص عمل ، مؤكدا على أهمية المقاطعة لدعم الصناعات الفلسطينية وترويجها من اجل حل مشكلة البطالة.

واختتم مداخلته بالتأكيد على ضرورة إيجاد إجماع وطني على برنامج واحد واتفاق على شكل النضال الشعبي وتوحيد البيت الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ، منوها الى موضوع عودة الوعي العام من خلال ما جرى في الخامس من عشر من أيار ، والخامس من حزيران هذا العام.

وجرى في اللقاء فتح باب النقاش من خلال مداخلات واستفسارات طرحها المشاركون أثرت اللقاء وبينت شعور المجتمع الفلسطيني بالمسؤولية تجاه مجريات الأمور في فلسطين. وبين د. مصطفى ان المطلوب هو العمل على توحيد الصف الوطني والعمل بيد ورؤيا واحدة.