الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسؤولون دوليون ومحليون يطلعون على معاناة بدو الرشايدة وسوسيا

نشر بتاريخ: 09/06/2011 ( آخر تحديث: 09/06/2011 الساعة: 10:18 )
محافظات -معا- افاد عوض أبو صوي مسؤول الإعلام الجماهير في وزارة الزراعة لجنوب فلسطين أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "اوتشا" نظم الأربعاء جولة ميدانية في كل من منطقتي عرب الرشايدة جنوب شرق بيت لحم وخربة أم نير في منطقة سوسيا جنوبي يطا.

وكان الهدف من الجولة هو إطلاع المسؤولين الدوليين والمحليين على حجم معاناة البدو مربي الثروة الحيوانية والمقيمين في تلك المناطق بسبب شح وقلة المياه هناك، اضافة للإطلاع على ما تقوم به دولة الاحتلال من انتهاكات وتعديات على مجموعة من الآبار الرومانية القديمة والموجودة هناك منذ مئات السنين، وما تعرضت له تلك الآبار من عمليات هدم وتدمير من قبل ما يسمى بالإدارة المدنية منتهكة كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، خاصة وان هذه الآبار تشكل قيمة تاريخية وإنسانية على حد سواء.

وضم الوفد كل من الدكتور شداد العتيلي وزير سلطة المياه الفلسطينية، ماكس جيلارد المنسق العام للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية " اوتشا "، ممثلة اليونيسيف في فلسطين، ممثل مكتب الفاو، مدير مكتب اليونسكو في الأراضي الفلسطينية، ومادس مدير مؤسسة Dan Church Aid. ، وديانا عناني، وأديب سليمان من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / الأراضي الفلسطينية المحتلة، المهندس خليل غبيش مدير عام دائرة مياه الضفة الغربية، المهندس إبراهيم مشاعلة نائب مدير مديرية زراعة بيت لحم، المهندس نادي فراج مستشار التنمية الريفية لجمعية الشبان المسيحي.

وفي بداية الجولة قدم مادس شرحا تفصيليا حول مشاريع ترميم وإعادة تأهيل الآبار الرومانية القديمة الموجودة في منطقة الرشايدة والرواعين وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة المياه الفلسطينية، وعن الدور الذي قامت به جمعية الشبان المسيحية من اجل ترميم وإعادة تأهيل تلك الآبار.

واشار مادس إلى وجود مخاوف كبيرة وعدم ارتياح لما قامت به قوات الاحتلال من هدم وتدمير لتلك الآبار، خاصة وأنها الوسيلة الوحيدة لسكان بدو الرشايدة من اجل الحصول على مياه لري مواشيهم ولسد احتياجاتهم الأساسية من المياه، مؤكدا أن بعض تلك الآبار كانت تستخدم لري المواشي وأخرى تستخدم لسد احتياجات السكان الحياتية من المياه.

من جانبه أشار فراج إلى أن فكرة إنشاء سد لتجميع مياه الأمطار في منطقة الدير في الرشايدة، كانت نتيجة لتدفق كميات هائلة من مياه الأمطار خاصة من جبال بلدة بني نعيم في الخليل، والتي كانت تذهب إدراج الرياح دون أي فائدة تذكر. مؤكدا أن إنشاء السد عاد بفوائد اقتصادية كثيرة على مربي الثروة الحيوانية هناك، خاصة فيما يتعلق بتكلفة نقل المياه قبل اقامة السد والتي كانت تبلغ في المعدل حوالي100 شيقل لكل 3م مكعب.

وبهذا الصدد أكد غبيش أن دائرة مياه الضفة الغربية ستعمل على حل مشكلة مياه الشرب لسكان عرب الرشايدة، وذلك بتوصيل شبكة المياه في منطقة الرواعين لتصل عرب الرشايدة، وأيضا من خلال تنظيم عملية توزيع المياه بين التجمعات السكانية هناك.

ولدى زيارة الوفد لمنطقة خربة أم نير في سوسيا قدمت المهندسة عناني شرحا تفصيليا حول معاناة السكان هناك. والتي بدأت لحظة قيام المستوطنين بعمليات الترحيل القصري للسكان الاصليين في بلدة سوسيا بدعوى اقامة منطقة محمية تاريخية للاثار الرومانية الموجودة هناك واستمر ترحيل السكان على مدى سنوات متتالية لاكثر من خمس مرات.

جدير بالذكر أن عمليات الاستيطان في سوسيا قد صادرت ما مساحته 4000 دونما من مساحة أراضي القرية والبالغة 6000 دونما.

واشارت عناني إلى أن أعمال الهدم والاعتداء على السكان الأصليين لا زالت مستمرة حتى هذه الأيام والتي كان آخرها خلال شهر أيار الماضي، حيث عملت قوات الاحتلال على هدم العديد من أماكن سكن المواطنين إضافة لهدم بئرين عملت على إنشائها وزارة الزراعة، إضافة لتقطيع مئات الأشجار المثمرة.

كما وأشارت إلى حجم معاناة مربي الثروة الحيوانية في الحصول على المياه لري الماشية، خاصة ارتفاع تكلفة نقل المياه وبعد المسافة التي تستغرقهم لتوصيلها لمضاربهم.

من جهته قال العتيلي أن سلطة المياه ستعمل وبشكل فوري على إيجاد البدائل لتوفير المياه لسكان منطقة سوسيا، وستقوم بوضع خطة ضمن إستراتيجية عمل واضحة من اجل حل مشكلة سكان تلك المناطق، لتعزيز صمودهم، وتمكينهم من التصدي لما يتعرضون له من انتهاكات وتعديات من قبل المستوطنين، ولإعادة الحياة إلى تلك المناطق سواء في سوسيا أو في منطقة عرب الرشايدة.