الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحيفة امريكية: السعودية تشتري استقرارها

نشر بتاريخ: 09/06/2011 ( آخر تحديث: 09/06/2011 الساعة: 19:09 )
بيت لحم-معا- قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن السعودية تعتمد إستراتيجية شراء استقرارها الداخلي بضخ أموال ضخمة لرفع رواتب الموظفين وتحسين الخدمات العامة والبنية التحتية.

وكانت المملكة قد ضخت إلى اليوم حوالي 130 مليار دولار حسب الصحيفة، وأنها اعتمدت هذا الأسلوب مباشرة بعد سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ومن بعده نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وترى الصحيفة أن المملكة نجحت حتى الآن في هذه الإستراتيجية رغم بعض مشاعر عدم الرضا الموجودة هنا وهناك داخل المملكة.

يذكر أن المملكة العربية السعودية تعتمد بشكل كبير على المؤسسة الدينية الرسمية التي عملت على مر العقود على ترسيخ سلطة العائلة الحاكمة في المملكة. وتستذكر الصحيفة إصدار المفتي العام للمملكة فتوى حرمت التظاهر في الشوارع، وهي فتوى تلقفها خطباء الجمعة في المملكة بعد ذلك.

وكان ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز قد منح الموظفين السعوديين مكافأة عبارة عن راتبين وصرف 70 مليار دولار على مشاريع إسكان لذوي الدخل المنخفض. كما لم ينس الملك مكافأة المؤسسة الدينية وشرطتها المعروفة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخصص لهم مبلغ 200 مليون دولار، وهو ما اعتبره المتشددون السعوديون انتصارا كبيرا على القوى الليبرالية في المملكة.

وتورد الصحيفة على لسان محمد العريفي أحد خطباء الجمعة الشباب هجوما لاذعا على القوى الليبرالية السعودية حيث قال "إنهم لا يأبهون لاستقرار البلاد، جل همهم هو الخلط بين الجنسين. يريدون أن تقود المرأة السيارة وأن يذهبوا إلى الشواطئ ليتفرجوا على النساء وهن يرتدين مايوهات السباحة".

الصمت الأميركي لم يقتصر على الشأن السعودي الداخلي، بل تعداه إلى غض النظر عن الجهود التي قامت بها المملكة لكبح جماح الاحتجاجات التي وصلت شرارتها إلى البحرين وعُمان.

وتقول الصحيفة إن جهود المملكة لم تنقذها بشكل كامل من مطالب التغيير، التي أتت من جماعات دينية متشددة مثل "الصحوة" التي طالبت بمجلس شورى منتخب.

يذكر أن السعوديين على اختلاف مشاربهم يتفقون بشكل كبير على أن التغيير الديمقراطي ليس بالمطلب الأهم في المرحلة الحالية، وأن هناك قضايا أكثر إلحاحا تحتاج إلى حلول ناجعة، مثل مشكلة الإسكان والبطالة والفساد والبيروقراطية وشفافية الموارد النفطية.

ووصفت الصحيفة العاهل السعودي بأنه شخص محبوب في السعودية ويراه السعوديون على أنه أب روحي للبلاد. وكانت حكومته قد قامت بعدد من الإصلاحات وصفها الناشطون السعوديون بأنها جهود إصلاح تفتقر إلى التخطيط، مثل تطوير التعليم الابتدائي عن طريق إدخال اللغة الإنجليزية وتحسين نوعية المواد العلمية التي تدرس.

وتشهد انتخابات المجالس البلدية في السعودية المزمع إقامتها في سبتمبر/أيلول المقبل استعدادات كبيرة من جماعات شبابية تسعى للفوز بمقاعد تضمن لها تمثيلا سياسيا أكبر. يذكر أن نصف المجالس البلدية معين وليس منتخبا.

ولكن السؤال الذي يظل يطرح نفسه هو: أي تاثير سيكون للمجالس البلدية المرتقبة، حيث يشعر الكثير من النشطاء السعوديين أن الأمور تراوح مكانها منذ زمن بعيد وإلى أجل غير مسمى.

وتورد الصحيفة قول فؤاد الفرحان مؤسس حركة شباب جدة "ندعي بأننا الصوت الثالث، لقد سئمنا اللعبة التقليدية أي الصراع بين المحافظين والليبراليين".

العريفي شبّه الدعم الذي حصلت عليه المؤسسة الدينية السعودية بأنه "سبيل لقطع ألسنتهم (الليبراليين)".

وكانت السعودية التي وصفتها الصحيفة بأنها "حليف أميركي رئيسي" قد بذلت جهودا حثيثة لحماية الممالك المجاورة والحد من تغلغل إيران في المنطقة، وبينما أدلت الولايات المتحدة بدلوها في الحراك السياسي الذي عمّ عددا من البلدان العربية، التزمت الصمت عندما تعلق الأمر بالسعودية