مشاركون: القطاع بحاجة لكوادر مدربة لسد حاجة سوق العمل السياحي
نشر بتاريخ: 09/06/2011 ( آخر تحديث: 09/06/2011 الساعة: 19:24 )
غزة- معا- أكد المشاركون على ان قطاع غزه بحاجة الى كوادر مدربة بشكل أكاديمي ومهني لسد حاجة سوق العمل الفلسطيني السياحي حيث يفتقد بعض مجالات السياحة وقطاعاته مثل العمل الفندقي.
ودعا المشاركون في الندوة المتخصصة التي نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية بالتعاون مع مركز حرفة الجهات المختصة على اعتماد القوانين المتعلقة بالقطاع السياحي والعمل على تطبيقها وتفعيل الدور الرقابي عليها حفاظا على جودة الموارد السياحية وتفعيل دور شركة السياحة.
وحث المشاركون في الندوة التي نظمت اليوم الخميس، تحت عنوان: "تنمية الموارد السياحية في قطاع غزة" في قاعة المؤتمرات الكبرى الحكومة ووزارة السياحة والآثار بالمقالة على العمل على تطوير وتنمية الموارد البشرية السياحية المتخصصة من أجل تلبية وسد حاجة السوق الفلسطيني من الكوادر التي يحتاجها والتي من شأنها ان تعزز من تواجد فلسطين على الخارطة السياحية العالمية.
وشدد المشاركون على إيجاد التسهيلات وإزاحة العقبات من أمام المستثمرين الراغبين بالاستثمار بقطاعي السياحة والسفر وتحفيزهم على الاستثمار في ظل وجود المعيقات التي ليس بالإمكان تجنبها والتي تتمثل بالاحتلال الإسرائيلي وإغلاق المعابر وغلاء تكاليف الإنشاء والتجهيز.
وأكد المتحدثون في الندوة على ضرورة تفعيل دور النقابات السياحية وايجاد التسهيلات لها من قبل الحكومة من اجل المشاركة بتنمية القطاع السياحي والمشاركة مع المختصين بوضع الانظمة والمعايير المتعلقة بالمنشآت السياحيه وتعزيز دورها من خلال التاكيد على ضروره عضوية منشآت القطاع السياحي بالنقابات كشرط للترخيص وكذلك تفعيل دور الجهات المختصة على سبيل المثال ( وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الزراعة والعمل والحكم المحلي من أجل تنمية وتطوير الموارد السياحية.
وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة تفعيل دور وزارة التربية والتعليم العالي بالتعريف بأهمية السياحة في فلسطين كمطلب وواجب وطني وحضاري وعلى كافة المستويات الدراسية وذلك من خلال مناهج دراسية واكاديمية تدرس في المدارس والجامعات.
ونبه المشاركون في الندوة من ممثلي المؤسسات المختلفة على أهمية التعاون والتخطيط المشترك فيما بين المؤسسات المعنية حكومية أو أهلية أو خاصة وتقوية الروابط فيما بينها من اجل تحقيق الهدف العام ألا وهي تطوير جميع الموارد السياحية الفلسطينية سواء بقطاع غزة أو بالشق الآخر من الوطن الضفة الغربية.
واتفق المشاركون في الندوة على التوصية بضرورة البدء بتنفيذ إعادة أعمار البنى التحتية لقطاع غزة بما في ذلك، القطاع السياحي.
وانقسمت الورشة التي عقدت تحت عنوان: " تنمية الموارد السياحية في قطاع غزة إلى جلستين رئيسيتين وزعت على كل منهما الأوراق العلمية المقدمة.
وأكد الدكتور أحمد زعرب مدير عام التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي في ورقة له بعنوان: " البعد السياحي في المنهاج الفلسطيني" على ضرورة التنسيق بين وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة السياحة والآثار للعمل بالنهوض بالقطاع السياحي من خلال عقد مؤتمرات تربوية هادفة لمناقشة موضوع السياحة بكل أبعاده وتداعياته والاستعانة بآراء الخبراء و الباحثين ومقترحاتهم لتفعيل هذا الجانب.
وتحدث د. زعرب حول أهمية إعادة النظر في قوانين السياحة وتشريعاتها مما يشجع على الخروج من إطارها التقليدي واصدار نشرات ومطويات لتشجيع السياحة في قطاع غزة، مشددا على ضرورة التنسيق مع وزارة الاعلام لنشر الوعي السياحي لدى ابناء الشعب الفلسطيني، واختراق الإعلام العربي والعالمي للتشجيع على السياحة في قطاع غزة درءا لكل الادعاءات والشبهات الباطلة التي يبثها الاعلام الصهيوني المسموع.
وأكد مدير عام التعليم العالي على أهمية التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للترويج للسياحة الداخلية عبر خطباء المساجد درءا للشبهة الموجودة وهي ان السياحة تتعارض مع الدين وبث الوعي السياحي من خلال الاهتمام بالتعليم السياحي وافتتاح أقسام جديدة تلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني.
ونوه الى ادخال موضوعات السياحة في فلسطين ضمن المنهاج الفلسطيني المقرر في المراحل الثلاث وفي بعض المباحث ذات العلاقة حتى تسهم في بناء جيل مؤمن بأهمية السياحة في بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
وأكد د. زعرب على أن فلسطين تعد من البلدان ذات التاريخ السياحي العريق لأنها تتمتع بموقع جغرافي متميز ومكانة روحية مقدسة لدى جميع الطوائف الدينية وذلك رغم التقلبات السياسية الخطيرة التي تعرضت لها خلال العقود الماضية وما تمخض عنها من اعتداءات بشرية استعمارية كان هدفها السيطرة على هذه البقعة من العالم بهدف التحكم في عقدة المواصلات وجسور الاتصالات ولم تتوقف الحركة السياحية إلى فلسطين على مدار التاريخ رغم التقلبات والظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد جراء غزو خارجي أو اعتداءا غاشم لئيم فالحجاج كانوا يجدون وجهتهم إلى الأماكن المقدسة دون عناء فكانا يجدون من أهلها كل الترحاب مما أغرى الكثيرين منهم بالاستقرار في البلاد.
واستعرض د. زعرب أنماط السياحة في قطاع غزة مثل: السياحة الدينية، السياحة العلاجية، السياحة الثقافية، والسياحة الترفيهية وغيرها من الأنماط السياحية.
واستعرض د. زعرب واقع السياحة في قطاع غزة في عهد الاحتلال وفي عهد السلطة الفلسطينية حيث حقق القطاع السياحي قفزة نوعية من خلال مجيء السياح إلى الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقسم خسائر قطاع السياحة الفلسطيني إلى قسمين : خسائر مباشرة وخسائر غير مباشرة أما المباشرة فهي الخسائر التي ألمت بالقطاع السياحي نتيجة للقصف أو التجريف أو الاعتداء العسكري الاسرائيلي المباشر على هذه المنشآت مثل الخسائر التي لحقت بمجموعة مواقع أثرية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة وبالتحديد في أرضية فسيفساء دير البلح على شاطئ بحر غزة. أما الخسائر غير المباشرة هي التي تسببت في تعطيل حركة السياحة الوافدة إلى فلسطين ككل.
من جهته، قدم معين أبو الخير عضو الاتحاد الأورومتوسطي للسياحة ورقة حول معوقات النشاط السياحي في قطاع غزة، خاصة الاحتلال الإسرائيلي حيث أدى وقوع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي، إلى اضطراب الأمن فيها، مضيفاً يلاحظ أنه في سنوات الاحتلال لم يطرأ أي تغيير يذكر على البنية السياحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل أنه شهد تراجعاً ملموساً أثر بصورة واضحة على النشاط السياحي في منطقة الدراسة.
وأضاف عضو الاتحاد الأورومتوسطي أن الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية قادت إلى حالة من الركود السياحي، فقد انخفضت عدد الفنادق في الضفة الغربية على سبيل المثال من 59 فندقاً سنة 1964 منها 40 فندقاً في القدس إلى 52 فندقاً سنة 1985، منها 36 فندقاً في القدس، وانخفض عدد الفنادق في الضفة الغربية ـ بدون القدس ـ من 29 فندقاً في سنة 1970 إلى 16 فندقاً في سنة 1984.
واستطرد أبو الخير بالقول أنه على صعيد النزلاء انخفض عدد نزلاء فنادق الضفة الغربية ـ بدون القدس ـ في سنة 1984، عما كان عليه سنة 1968 بنسبة 48.6%، كما انخفضت نسبة حجز الأسرة في فنادق الضفة الغربية ـ بدون القدس ـ في سنة 1984، عما كانت عليه سنة 1968 بنسبة 34.7%.وارتفعت وتيرة السياحة إلى الأراضي المقدسة بعد انتهاء الأعمال الحربية في العام 1967، فخلال الفترة من أيلول 1967 وحتى أيلول 1968 قدم إلى الكيان الصهيوني 400 ألف سائح، كانت نسبة اليهود بينهم 53% والمسيحيين 38%.
ولجأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي كما بين أبو الخير إلى مختلف الإجراءات والوسائل من أجل تدمير الحركة السياحية الفلسطينية وجعلها تابعة لحركة السياحة الإسرائيلية، وذلك لإدراك الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أن السياحة تدر على "إسرائيل" دخلاً كبيراً من العملات الأجنبية ثاني أكبر مورد للعملات الأجنبية في إسرائيل.
ويلاحظ تذبذب أعداد السياح القادمين إلى فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي، كما يقول أبو الخير، وذلك جراء الظروف السياسية غير المستقرة التي سادت المنطقة منذ وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، والظروف الأمنية التي طرأت. وضرب مثالا على ذلك أن حرب 1982 أدت إلى انخفاض أعداد السياح القادمين إلى فلسطين، وكذلك بعد انطلاق الانتفاضة الأولى سنة 1987، كما كشفت التقارير الفلسطينية إلى انخفاض عدد الفنادق العاملة في الضفة الغربية باستثناء القدس إلى ستة فنادق العام 1990 مقابل 29 فندقاً في العام 1970، والى 34 فندقاً في شرقي القدس خلال نفس الفترة، مقابل 70 فندقاً في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشريف في العام 1969، كذلك الحال في قطاع غزة حيث تم إغلاق 4 فنادق منذ العام 1969، وحتى العام 1990، ليبقى منها فندقين فقط مع نهاية عام 1990.
وقدم الصحافي حمزة مشتهى من قناة القدس الفضائية في ورقة له حول دور الإعلام في تنمية الموارد السياحية في قطاع غزة نبذة عن القناة، مشيراً الى أن القناة أطلقت في دورتها البرامجية الجديدة نشرات إخبارية اقتصادية وثقافية ونشرة خاصة بالقدس وفلسطيني الداخل ونشرة خاصة بحق العودة واللاجئين ونشرة رياضية.
وشدد على الإعلام عامل أساسي في الترويج السياحي في أي دولة في العالم وأن الواقع السياسي والاحتلال يحرمنا من السياحة بتعريفها الدقيق والصحيح ولكن لا يعني ذلك توقف دور الإعلام الفلسطيني وليس الفضائي فقط بل المكتوب والمواقع الالكترونية والإعلام الجديد وحتى مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة الفلسطينية.
واستعرض دور الاعلام في تسويق النشاط السياحي، مبيناً أن المؤسسات السياحية عليها دور أساسي بالترويج لنفسها ولعملها من خلال العديد من الوسائل بما في ذلك الاعلانات مدفوعة الأجر.
وقدم محمد أبو حصيرة في الورقة المقدمة من الهيئة الفلسطينية للمطاعم والخدمات السياحية تصورا حول آمال وطموحات أعضاء الهيئة، مؤكدا على أهمية القطاع السياحي الفلسطيني.
واستعرض الواقع الأليم للسياحة في قطاع غزة في ظل الحصار بالرغم من تعدد المقومات السياحية فيه والتي لها دور كبير بالتأثير على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنموية والثقافية والحضارية.