الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

بثّه تلفزيون فلسطين - صاحبة فلم جولياني تتحدث لـ معا بكل صراحة

نشر بتاريخ: 10/06/2011 ( آخر تحديث: 10/06/2011 الساعة: 20:05 )
باريس - خاص معا - كشفت الاعلامية امتياز ذياب لوكالة معا تفاصيل مهمة عن فلمها الاخير حول المخرج الفلسطيني جولياني والذي قتله مسلح في مخيم جنين .

وقالت امتياز : لم اكن ارغب بعرض الفيلم على التلفزيون الفلسطيني بهذه السرعة، رغم طلبي بأن يؤجل ذلك ، بسبب الحاجة لاجراء بعض التصليحات، ولكن كان القرار مخالفا لرغبتي.

واضافت :"انا بصدد العمل على نسخة اخرى للفيلم، وآمل ان تكون النسخة اطول، ولكن هذا يعتمد على الامكانيات المالية التي اصلا لا املك منها الا القليل. وكانت رغبتي ان يعرض الفيلم اولا في مسرح الحرية، لأنه بيت جوليانو مير خميس، والمكان الذي استشهد من اجله، ومن قبله والدته آرنا.
انا اعلم ان الجميع يتسائل اين جول في الفيلم؟ واين اعماله؟

وتابعت : ان اعمال جوليانو من مسرحيات وافلام عليها حقوق، طبعا بالامكان استعمالها في حفلات خاصة، لكن عندما نستعملها في فيلم وثائقي، ربما يتجول في المهرجانات، يجب ان نحصل على حقوق من اصحاب الشأن، وهذا باهظ الثمن، لكن مسرح الحرية بادارة زكريا زبيدي، وافق مبدئيا على تقديم الارشيف اللازم، وارجو ان نوفق لاتفاق بسرعة، وتم استعدادهم على منحي الحق في استعمال الارشيف، لكي لا يبقى الفيلم ناقصا او فقيرا، لقد رفض زكريا وعدد من الاعضاء مثل بلال سعادة، ان يبقى الفيلم معتذرا عن قصوره بصور من مسرحيات اخرجها جول.

ثم اوضحت وعندما استفسر زكريا عن سبب عرض الفيلم دون مسرحية اليس الرائعة، ومسرحية المزرعة، اللتان كانتا بمثابة ثورة مسرحية ثقافية، قلت له: انني بدأت التصوير بعد استماعي لخبر مقتل جول، وعلى وجه الدقة في اليوم الثاني، وفي ظروف مالية معدومة، وكاميرا تتوفر عندما تتوفر الظروف".

وتروي :"ضاعت ايام دون تصوير بسبب خلل ما او بسبب عدم تواجد المال اللازم للسفر من رام الله او الى جنين او الى تل ابيب وحيفا. ورغم ذلك صورنا في ظروف غضب من اصدقاء جول، وقلوب مفجوعة من العائلة، واضطراب وارتباك من طلابه الذين يعتبرون انفسهم ابنائه".

"في البداية تحدثوا معي تحت هول المفاجأة، ثم بعد ايام تسائلوا من انا، لماذا انت التي تصور الفيلم، وبعد ايام اخرى لماذا تصوري؟ ، لا نريد ان نتحدث اليها، وذهبت الطالبة بتول باتهامي بانني استغلها، وانني اتصل بها لانني بحاجة الى تصويرها، واتوقف عن الاتصال بها لانني لم اعد بحاجة لها، مع انني ما زلت بحاجة لها ، الا انها رفضت الاستماع لاعذاري" قالت امتياز.

وقالت اما عن المصاعب المالية فحدث بلا حرج، ، كان علي لكي احصل على مبلغ صغير، ان اذهب الى مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء سلام فياض، واسال سؤالا لم يجرؤ احد على سؤاله، كان ذلك للفت نظره ، ولكي اخلق جوا من عدم التركيز ، لدى طوق امني ضرب من حوله، وقفزت على المنصة حال انتهائه من الرد على الاسئلة، وفي راسي سيناريو احكمت كلماته لكي لا يقول لا، وفعلا قال نعم".

وتتابع ذباب:" ولكن القصص لا تنتهي هنا، كان علي الاعتصام داخل المالية، لكي احصل على المبلغ، ولن ادخل في التفاصيل ، ليست لأنها ممله، بل هي مسلية ومثيرة للضحك بسبب المشاهد الكوميدية التي حصلت لي، عندما اعلنوا لي بان الشخص الذي يوقع غير موجود، قلت لهم كيف احصل على ساندويش وزجاجة مياه وفنجان قهوة، لان معي وقت للانتظار، وانا لن اخرج من المالية دون حصولي على المبلغ، وكيف التهمت ساندويش لاجدهم امام دهشه مطلقة.

وتقول:"املي وحلمي ان اعمل فيلم ساعة، لكن مرة اخرى قلة الموارد المادية حالت دون تغطية الآمال المرجوة، وارسلت الى عماد احد الاصدقاء ، وفعلا اتت النجدة مرة اخرى، بمبلغ قصدت ان يكون صغيرا، لكي لا يكون الرد ، ان اكتب اقتراحا من خمسين صفحة وباللغتين وصورة ورق واخرى الكترونية، وبالطريقة الحديثة التي اصبحت تتباها المنظمات المانحة بصعوبتها، لدرجة ان المرء يحتاج الى الذهاب الى مكتب متخصص بكتابة اقتراحات المشاريع، وتكلفة هذه المكاتب هي ذاتها بحاجة الى تمويل.

واضافت :"انا ابدا لم ادع بانني ساخرج فيلما يعد بجائزة الدب او الاسد او القط، انا عملت على فيلم، عن صديق قتل في يوم وصولي الى رام الله، صديق ابن صديق اسمه صليبا خميسن عن جول شقيق سبارتاك الذي سخر مني عندما كنت شابة، وعبير صديق شقيقي، وامه آرنا التي استقبلتني في بيتها مرحبة، معتقدة بانني حبيبة عبير، آرنا التي زرعت نعناع في علبة سمن فارغة، مثلما تفعل امي. هذا الفيلم هو لقاءات مع من احب جول، ولمن كان يحب جول".

هناك فصل كبير من الصعوبات لا تحكى الآن، لا تحكى والدموع لم تجف بعد، لكنني ساحكيها في كتيب اكتبه، عن ايقونة احببناها، عن ايقونة تركت لنا ارثا بين المسرحية والفيلم والفكر.

واهم ما في هذا الارث، هم ابناء جول، هم الكنز الذي سيقود المسرح الفلسطيني الى العالمية، ومدرسة جول في مسرح الحرية، الذي صنع منها جوليانو ثكنة تخرج كتائب مسرح الحرية.