شبكة شباب فلسطين الثقافية تستضيف الصحفي محمد المغير بغـزة
نشر بتاريخ: 10/06/2011 ( آخر تحديث: 10/06/2011 الساعة: 18:39 )
غزة -معا- استضافت شبكة شباب فلسطين الثقافية الصحفي محمد عمر المغير في قاعة المركز القومي للدراسات والتوثيق وسط مدينة غزة.
وضم اللقاء لفيف من الكتاب والشعراء والصحافيين الشباب للتعرف على شخصية الصحفي المغير وتجربته الصحفية لما يمتلكه من زخم فكري وثقافي وإعلامي وتجارب مشرفة لشاب فلسطيني مكافح ومثابر.
هذا اللقاء الذي جاء مثمراً بحجم عطاء الصحفي المغير، تناول محطات هامة من حياته بدءاً من عمله الصحافي منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، مروراً بعمله في المساعدات الشعبية النرويجية "NPA " بغزة، وحصوله على خمس جوائز عالمية.
وقال المغير في حديثه " الألم الفلسطيني يجب أن ينتقل للعالم الخارجي، من الجميل أن تشعر أنك مسموع في نيويورك أو بريطانيا أو هولندا، تواصلت مع الكثيرين من الناس في المجتمع الأوروبي وتواصلوا معي، وحينما يعرفون الحقيقة، كانوا يقولون لي، نحن نشعر بالخجل لأننا أمريكيين"، يضيف المغير عن مشهد هدم منزل مواطن فلسطيني" لقد كان متواجداً في البيت عندما هدموا بيته، استمر على صموده حتى أدرك حينها أنه لن يستطيع أن يقف على ركام البيت ضعيفاً، صامتاً"، يواصل المغير قوله "كتبت حتى عبرت عن ذات هذا الرجل وأوصلت ما أردت قوله" ، ويتساءل عن سبب واحد لهدم منزل هذا المواطن الفلسطيني الأعزل وخرج بعد هذا المشهد بقصة صحفية مؤثرة بعنوان "شارون .. لماذا هدمت بيتي؟!".
هذهِ القصة التي نسجها الصحفي محمد المغير عن مواطن فلسطيني هدم بيته خلال الانتفاضة، هزّت الولايات المتحدة الأمريكية وراحت الصحف الأمريكية تكتب عنها وتتناولها باستفاضة لما تركت من تأثير واضح في نفوس الأمريكيين.
في حين لم يتوقف الصحفي الشهير المغير عند هذا الحد من البلاغة، بل أبدع في توظيف إحساسه الوطني عبر سفره الطويل متنقلاً من دولة إلى أخرى حاملاً هموم وطنه وشعبه، حتى اعتلى المنصة في إحدى الجامعات الأمريكية بنيويورك، قال لهم بصوت متألم شامخ "هناك لي أرض ووطن، أخوة لي يحبون الحياة، ما يتمنونه هو أن يرحل الاحتلال ليعيشوا بسلام وأمان"، ويواصل المغير "لم يرق هذا الأمر للوبي الصهيوني، هاجمني أحدهم، قائلا أنت كاذب، أنتم الفلسطينيون من تهاجموننا دائماً"، يضيف المغير "قلت له، لقد قتلتم 1400 فلسطيني في حرب غزة، بينما الفلسطينيون كم قتلوا من جنودكم؟!، لقد دمرتم الآلاف من بيوت المواطنين الأبرياء والمدنيين الفلسطينيين، بينما هم كم دمروا من بيوتكم ومنشآتكم؟!".
وهكذا استمر اللقاء حتى بدا الفخر واضحاً على وجوه الكتاب والشعراء والصحافيين الشباب بزميلهم المغير، وقد افتتح الكاتب والباحث ناهض زقوت منسق عام شبكة شباب فلسطين الثقافية الجلسة بترحيب يليق بمكانة الصحفي المغير، معرباً عن تقديره لمجهوداته الكبيرة في دعم القضية الفلسطينية والشباب الفلسطيني على حدٍ سواء.
وأوضح الكاتب والباحث زقوت "المغير نموذجاً مشرفاً لشباب فلسطين الذين انطلقوا بخطوات صائبة من الوطن لأجل الدفاع عن الوطن من خارج الوطن، وإنجازاته تعبر عن شخصية مثقفة ومفكرة تنتج نتاجاً حقيقاً من شأنه أن يرتقي بالمجتمع وثقافته". وقد استطاع المغير كما يقول زقوت اكتساب الآخرين في المجتمع الغربي من خلال المصداقية في نقل الحقائق، وتغييب الذات لصالح القضية.
وخلال حلقة النقاش مع الصحفي المغير، والتي أدارها الكاتب والباحث ناهض زقوت، وجهه الحضور العديد من الأسئلة للصحفي المغير، وتعرفوا من خلالها عن كثب على شخصيته وأعماله وإنجازاته الكبيرة.
الصحفي المغير من سكان مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، من مواليد سنة 1984، بدأ عمله الصحفي منذ أن كان في السابعة عشر من عمره، عمل مراسلاً في صحف عالمية ودولية مختلفة، عمل مديراً لمشاريع الشباب بالمساعدات الشعبية النرويجية " NPA " في الأراضي الفلسطينية، وحصل على ست جوائز دولية وعالمية عن قصص صحفية لامست الواقع الفلسطيني. " وكان آخرها جائزة إتحاد الصحافيين النرويجيين في العام 2010 على مجموعة القصص الصحفية التي نشرها في الصحف النرويجية.
وقال آرني أوريم، عضو لجنة الجائزة في حينها، أن هذه الجائزة تُمنح للصحفي المغير تقديراً لشجاعته وأمانته في نقل الحقيقة من الأرض مباشرة.
ومن جانب آخر، قال الشاعر عمر فارس أبو شاويش أمين سر شبكة شباب فلسطين الثقافية وصديق الصحفي المغير " لقد تمت دعوة الصحفي محمد المغير من قبل جامعات في أمريكا وأوروبا للتحدث عن واقع الأراضي الفلسطينية وخصوصاً الحصار الأليم المفروض على قطاع غزة وتأثيراته على السكان".
وأوضح الشاعر أبو شاويش أن لقاء اليوم كان مميزاً من جميع جوانبه، شاكراً الصحفي محمد المغير على جهده المتواصل في خدمة القضية الفلسطينية.
وأكد الشاعر أبو شاويش أن شبكة شباب فلسطين الثقافية سوف تصدر تقريراً صحفياً عن لقاء اليوم، للتعرف أكثر على شخصية الصحفي محمد المغير، متناولةً آراء الشعراء والكتاب والصحافيين الشباب الذين شاركوا باللقاء أيضاً.
في حين نشر المغير عدة تقارير تناولت الجانب الإنساني في غزة منها قصة " عندما يرخي الليل سدوله على غزة " التي يتناول فيها قضية انقطاع التيار الكهربائي؛ وقصة " أحلام الورد والسمك " التي يتناول فيها معاناة الصيادين ومزارعي الورد وأملهم في سفن كسر الحصار.
" ليس من المهم أن تقول أن الظلام يخيم على غزة وتسكت، المهم أن تتناول التفصيل المعيشية للمواطن وسط الظلام " ، يقول المغير معلقاً على قصة انقطاع الكهرباء في غزة.
وكان المغير عرض قصة طفل يتناول العشاء وفجأة انقطع التيار الكهربائي وأخذ الطفل يتحسس صحن الجبن فلم يجده فغضب وذهب للنوم حزيناً على اختفاء الطبق.