السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكاب والحجاب ولاعبات المنتخب الإيراني

نشر بتاريخ: 11/06/2011 ( آخر تحديث: 11/06/2011 الساعة: 10:21 )
بقلم: عصري فياض

ضمن دورة تصفيات اولمبياد لندن القادم في العام 2012، كان من المقر ران يلتقي المنتخب الإيراني النسوي مع نظيره الأردني في عمان في الخامس هذا الشهر، لكن مراقبة المباراة البحرانية سوسن تقوى ، منعت مشاركة المنتخب النسوي الإيراني بسبب إصرار اللاعبات الإيرانيات على لبس الحجاب على الرأس والذي يغطي الشعر والأذنين، الأمر الذي تعتبره ألفيفا منافيا لقوانين الاتحاد الدولي، وتم تخسير إيران المباراة بواقع 3/صفر،الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن قارة آسيا قال انه سيحاول إيجاد حل للحظر مفروض على الفريق النسوي الإيراني بسبب إصراره على ارتداء الحجاب ورفضه ارتداء (الكاب) غطاء الرأس المعتمد من قبل ألفيفا. ،وتابع الأمير علي بن الحسين أن الأمر يتعلق بقضية مهمة سوف أثيرها مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وسوف نعمل معا لإيجاد حل يحترم في الوقت ذاته اللعب والثقافة.

علي كافاشان رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم تقدم باحتجاج رسمي إلى الاتحاد الدولي، واعتبر انه تم إعلام (فيفا) بطبيعة الزي الذي سترتديه اللاعبات الإيرانيات مسبقا، معتبرا أن قرار إلغاء المباراة واحتساب نتيجتها 3-0 لصالح المنتخب الأردني يثير الدهشة والتساؤلات.

من هنا يبرز التساؤل الكبير حول النظم والقوانين التي توضع في الأنظمة العالمية الرياضية لجميع الشعوب ولا تراعي مساحة العادات والتقاليد الدينية والثقافية لتلك الشعوب، أو لا تتعامل معها بشيء من المرونة، خاصة وان هذه المؤسسات الدولية تعيش في مجال العالم الديمقراطي الذي يلبي حاجات الإنسان في التعبير عن نفسه ومعتقداته وثقافته ،فمن الأجدر أن تحترم رغبات الفرق الرياضية التي تمارس ثقافتها والتي لا تعاكس الجهد الرياضي أو تنقص من تأديته، فإذا كانت القبعة مسموح بها، فما الفرق بينها وبين الغطاء سوى اتساع قليل في المسافة التي تغطي من الرأس اكبر من الكاب؟ ولماذا يتم اختيار مراقبة بحرانية لقيادة هذه المباراة بالذات دون الالتفات لواقع العلاقات السياسية بين إيران والبحرين خاصة في الآونة الأخيرة؟؟

إن رأي الأمير علي بن الحسين ينم عن تفهم كبير لخصوصية المنتخب الإيراني الذي يخضع لقوانين التقيد باللباس بما يوافق قوانين الدولة وثقافتها، وفي تعليقه على الحدث لم يتبنى الأمير نصوص القوانين المخطوطة في أدبيات ألفيفا، بل عبر عن أمله لإيجاد حل يحترم اللعب والثقافة، وكأنه سيبحث في روح القانون لإيجاد حل مرض للطرفين، وهذه الدبلوماسية من شخص مسؤول في الاتحاد الدولي عن نجحت ــــ ونسأل الله لها النجاح ـــ ستحل أزمة المنتخب النسوي الإيراني، وستضع تصورا وحافز لمشاركة منتخبات عربية وإسلامية نسوية كثيرة في المستقبل في مسابقات دولية وإقليمية رسمية وغير رسمية.