الاصدقاء الطليان وقصة عشق لم تتوقف مع الشعب الفلسطيني

الخليل - معا - عبد الفتاح عرار - المناسبة هي افتتاح ستاد دورا الدولي في محافظة الخليل الخطوة الاولى نحو الولوج الى الريف الفلسطيني في تدشين مرافق البنى التحية الرياضية من اجل توفير ملعب دولي في كل قرية انسجاما مع الخطة الوطنية طويلة الامد للسلطة الوطنية الفلسطينية في دعم وبناء منشات رياضية ضمن المشروع الوطني لبناء الدولة. ويعتبر هذا اليوم تاريخيا للشعب الفلسطيني وسيبقى عالقا في الذاكرة نظرا لان هذا الافتتاح سيكون مع منتخب اوروبي عريق من اعمدة كرة القدم العالمية وهو الاولمبي الايطالي صاحب الالقاب العالمية والذي جاء متضامنا مع الشعب الفلسطيني في هذه الاوقات بالذات وهي التي تبذل فيها القيادة الفلسطينية جهدا غير مسبوق من اجل التوجه للامم المتحدة لاعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفي ظل سياسة الاتحاد الفلسطيني لتوجيه المنتخبات الوطنية لدعم توجهات السلطة وخاصة اننا لا زلنا نحيي فعاليات ذكرى النكبة وحاليا نعيش ذكرى ماساة النكسة واحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. من هنا فان هذه المباراة هي فعالية وطنية بطابع دولي مميز مع شعب ساند قضيتنا ودعمها في العديد من المواقف.

|132722|

حلم حضور المنتخب الايطالي
ليس من السهل ان تسطيع استضافة فريق بحجم الاولمبي الايطالي وخاصة ان تصنيفه يفوقنا بكثير ومستواه يعتبر من افضل المنتخبات العالمية، لكن جهود رئيس الاتحاد تكللت بالنجاح بعد توجيهات رئيس الحكومة الايطالية للاتحاد الايطالي بدعم الرياضة الفلسطينية واستطاع ان يقدم مفاجئة جديدة للجماهير الفلسطينية بمنحهم الفرصة لمشاهدة اللاعبين الايطاليين على ارض فلسطين كما هي الفرصة لمنتخبنا لبداية مشوار احتكاك مع الفرق العريقة من اجل الدفع قدما بعجلة التطور الفني للامام في ظل التقدم الملحوظ للمستوى الفني لفرقنا ومنتخباتنا الوطنية وسيعها لتحقيق انجازات قارية باتت قريبة مع دخولنا عصر الاحتراف الاداري والفني.

جماهير الكرة الفلسطينية
لن اكرر كما هي كل مرة اللوحات الفنية التي نسجتها جماهير الكرة الفلسطينية في العديد من المناسبات لكن الصورة لن تكون مختلفة وخاصة ان المباراة تقام في محافظة الخليل حيث القاعدة الجماهيرية الاكبر فجماهير العميد والغزلان والفرسان واهالي دورا والسموع وكافة البلدات في المحافظة هي عاشقة بجنون لكرة القدم وستزحف خلف الاولمبي وستاتي مرحبة بالمنتخب الايطالي وضيوف فلسطين من كل صوب ونحب اضافة للجماهير التي ستشد الرحال من مختلف محافظات الوطن لاستاد دورا الدولي الذي سيكون درة مضيئة ومعلما شامخا من معالم الدولة. ثقتنا بجماهيرنا غير محدودة وهي اهل لهذه الثقة وجزء من المشروع الوطني، تركض غير ابهة بالمسافات او الاجواء وجل همها اعطاء صورة مشرفة عن حسن الضيافة وعمق الانتماء.

|132721|

بروفا قبل لقاء البحرين الرسمي

هو الظهور الاخير لمنتخبنا الاولمبي قبل لقائه التاريخي الاول امام نظيره البحريني ضمن التصفيات الاسيوية المؤهلة للندن 2012 في التاسع عشر من الجاري في المنامة وبالتالي فان اداء الفريق سيجعل جماهيرنا تطمئن على الوضع الفني للمنتخب مما سيعطيه دفعة قوية في اللقاء القادم وستكون فرصة لنا للوقوف على اخر استعدادته وخاصة اننا منذ برهة قصيرة انهينا موسم الاحتراف الاول وفرصة للجهاز الفني لوضع اللمسات الاخيرة ومعالجة اية اخطاء قد تظهر على اداء لاعبينا قبل السفر للمنامة.

كيف ارى الاولمبي

اعود بالذاكرة لزقت قريب كان اثناء لقاء منتخبنا الاولمبي امام نظيره اللبناني في صيدا ضمن فعاليات احياء ذكرى النكبة وقدم يومها منتخبنا الاولمبي مباراة رائعة استحق فيها الفوز وهنا لا بد لي ان اذكر الجهاز الفني انه ومع بداية المباراة واندفاع لاعبينا للامام والاعتماد على مصيدة التسلل تلقينا هدفا مبكرا وكدنا ان نتلقى غيره لولا صحوة توفيق علي وعلى الفور تنبه المدير الفني لهذه الظاهرة ولعب بعمق دفاعي وبدفاع منطقة منظم حد بشكل واضح من خطورة اللبانيين ومنح فرصة لمنتخبنا لمسك زمام المبادرة والسيطرة على وسط الملعب. وما كان ملفتا للنظر في تلك المباراة هو التعليمات التي اعطاها المدير الفني للاعبين باللعب على الاطراف والاعتماد على العرضيات الامر الذي ساهم في الحصول على اكثر من فرصة والتمكن من اختراق دفاعات الخصم حتى سجلنا التعادل وسنحت لنا اكثر من فرصة للتسجيل فيما بعد وكان الاداء مشرفا وملفتا للانظار وايضا كان لنقل الكرة على الاطراف مفعوله بعدم منح فرصة للفريق اللبناني للاختراق من العمق. ما يمكن ان اسجله كمأخذ على تلك المباراة هو ما نعاني منه دائما في عدم وجود كثافة هجومية ودائما نلعب بمهاجم واحد ان تم فرض رقابة عليه فهذا يعني ان فرص الفوز ستتضائل وعليه فانا ارى ان تتم المغامرة باللعب بمهاجمين في المقدمة كتجربة لا اظن انها ستفشل من اجل تشجيع النزعة الهجومية.

|132720|

الكرة الايطالية والخطة الدفاعية

كثير منا اصبح يعلم اسلوب المدرسة الايطالية في اللعب وهو التركيز على المنطقة الخلفية وتامين المرمى مثلما يقول كابيلو دائما ما يهمني ان لا اتلقى هدفا وهذا يؤمنني ان لم يستطع فريقي التسجيل وبالتالي فهم يلعبون بطريقة دفاع المنطقة المنظم الذي يعتمد على مبدأ السلامة حتى تقل الاخطاء القريبة من منطقة الجزاء. وفي وسط الملعب يعتمدون بشكل اساسي على الحركة بدون كرة وتبادل المراكز وقتل اللعب من اجل جر المنافس ومباغتته باللعب في العمق معتمدين على سرعة مهاجميهم ودائما هم يسلكون اولا طريقة الاختراق من العمق كونها تواجه المرمى وان استعصى عليهم التسجيل يلجأون للاطراف ووابل العرضيات الذي غالبا يرهق المنافس وان لم يحقق الهدف فان التسديد من بعد هو الحل الانسب وخاصة للاعبي خط الوسط. لن نقول ان اللعب امام الطليان سهل لكن من الممكن ان نزيد عملية التركيز وتقليل الاخطاء بالابتعاد عن المحاورة والتمريرات المقطوعة وارتكاب الاخطاء وكسر حاجز الخوف بزيادة الثقة وبذل جهد مضاعف من اجل تضييق المساحات والضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة برجولة والتزام كل لاعب بمكانه وفقط يتركه من اجل عملية الاسناد بشرط العودة السريعة.

مواقف مشرفة

فيما يلي يتم استعراض عدد من المواقف المشرفة للشعب الايطالي واسرته الرياضية في دعم القضية الفلسطينية وهي بعض من كثير في ظل الصداقة الوطيدة التي تربطنا مع هذا الشعب ومع قيادته وحتى مع منتخبه الوطني الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة هنا في فلسطين ومن بعده العديد من الاندية وخاصة اسي ميلان الذي لديه جماهيره العاشقة هنا في فلسطين كما هو الانتر وجوفينتوس وروما ولاتسيو والعديد من النجوم الطليان الذين نتمنى ان نراهم قريبا هنا في فلسطين.

مونديال 82 لعيون فلسطين

بعد فوز إيطاليا بمونديال 82 تفاجأ الجميع بما فعله الإتحاد الإيطالي ونجوم إيطاليا عندما أهدوا اللقب الغالي لشعب فلسطين وأطفال فلسطين ، فمن منا كان يتوقع هذا الموقع من دولة غربية ، الأمر لم يتوقف على الكلام فحسب ، بل أن رئيس الإتحاد نفسه أمر بإرسال كأس العالم إلى مقر الإتحاد الفلسطيني في غزة وتم وضعه هناك لفترة طويلة.

مليون متظاهر من أجل فلسطين

في إنتفاضة الأقصى عام 2004 خرج لساحة روما ما يقارب المليون متظاهر احتجاجاً على الأعمال الصهيونية في فلسطين وتأييداً للشعب الفلسطيني ، صرح وقتها متحدث باسم اسرائيل أن هؤلاء المليون لا يمثلون إيطاليا وأنه من المؤسف أن نرى مليون إيطالي ضد إسرائيل ، علماً أنه عندما فازت إيطاليا بمونديال 2006 خرج نفس العدد لساحة روما للاحتفال مع المنتخب

طيار إيطالي يهين اسرائيل

في أحد رحلات الطيران الإيطالية والتي كانت متجهة إلى فلسطين المحتلة بالتحديد لمطار تل أبيب ، وحين اتصاله بالمطار فقام الطيار الإيطالي بالتحدث مع الكنترول في مطار تل أبيب قائلاً : " الآن نحن نحلق بأجواء فلسطين الحبيبة ، تحية لفلسطين وشعبها"
وبعدها قطع الاتصال وردد للركاب قائلاً : " حمداً لله على السلام ، لقد وصلنا إلى فلسطين الحبيبة "
وبعدها مُنع هذا الطيار العظيم من الدخول إلى فلسطين المحتلة (اسرائيل) ووضعوا اسمه في القائمة السوداء

ماتيراتزي يتعاطف مع أطفال قانا

انظروا إلى ما يقوله ماتيراتزي الذي قيل عنه أنه عنصري : "ردة الفعل كانت هي المعتادة، عندما أشاهد في كل مرة موت الأطفال، حيث يمثل ذلك بالنسبة لي ضربة خطرة للمعدة تعمل على قطع الأنفاس لفترة قصيرة. لقد قمت باحتضان أطفالي الثلاثة: جان ماركو، ديفيد وآنا بصورة لم أعهدها من قبل "
هذه الكلمات أطلقها الايطالي ماركو ماتيراتزي، أحد أبطال مونديال ألمانيا 2006، بعد مشاهدته مجزرة قانا اللبنانية ، وأضاف ماتيراتزي بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة 4-8-2006.
"في تلك اللحظة كنت أفكر في كثير من الآباء الذين لم يكونوا قادرين على فعل ذلك تجاه أبنائهم. لقد شاهدت أولئك الآباء الذين لم يكن بإمكانهم البكاء على أطفالهم، وكيف كانوا يضمُّون أجسادَهم الممزقةََ على اثر القصف الذي حدث في قانا".
وقال النجم الإيطالي "لقد نظرت في تلك الوجوه البائسة من خلال الصور التي تم نشرها عبر الإنترنت في كل أنحاء العالم لكي تروي المشاهد المأساوية لهذه الحرب اللعينة المتجددة. ولكي تكون شاهدا على المأساة اللبنانية. موت بلا سبب، أطفال كانت أمامهم حياة لكي يعيشوها ولكنهم في لحظات يصبحون رمزا للموت" .
وتابع "لا توجد هناك نزاعات لا تبعث على الأسى، ولكن عندما تكون هناك أرواح بريئة تحت الأنقاض بفعل الطائرات القاتلة، فإن ذلك يبعث على الألم قبل أن يثير الاشمئزاز. أنا أدرك أن التمني بعدم وجود حروب هو شيء خيالي، وأنا أفضل البقاء ضمن الواقع .

جمهور ليتشي واحتجاجاتها ضد اللاعب الصهيوني

في موسم 2004-2005 ضم نادي ليتشي لاعب صهيوني لتشكيلة فريقه ورغم أن هذا اللاعب كان مغمور وليس له مكان أساسي بالفريق ، إلا أن جماهير ليتشي احتجت على ذلك ، ووصل الاحتجاج إلى أن جماهير ليتشي قاطعت الفريق ولم تعد تحضر إلى الملعب لمؤازرة الفريق ، مما اضطر إلى بيع اللاعب من الفريق .


جماهير لاتسيو وليفورنو وفلسطين

لقد عرف عن جماهير نادي لاتسيو تعاطفها الكبير مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية حتى وصل صوتهم إلى الملاعب للتعبير عن ذلك ، فأصبحنا نرى علم فلسطين متواجداً في مناسبات كبيرة ومهمة في ملعب الألومبيكو في لاتسيو .
ولاتخفي جماهير لاتسيو حقدها لاسرائيل وحبها وتعاطفها لفلسطين فتلك صورة من مدرج الألومبيكو تعبر عن تضامن الطليان مع الفلسطينيين .
حيث كتبوا على اليافطة
PALESTINA .. NON MOLLARE MAI
ويقصدون بها " فلسطين .. لن نتنازل "

اما جماهير لاتسيو وقصتهم مع فلسطين

القصة لن تتوقف عند لاتسيو فبعد رفع جماهير نادي لاتسيو للأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بالاحتلال، كررت جماهير نادي ليفورنو الموقف في مباراة الفريق الموسم الماضي في بطولة كأس الإتحاد الأوربي أمام فريق مكابي حيفا الإسرائيلي .
وحملت جماهير النادي الايطالي في هذه المباراة علما فلسطينيا ضخما قدر طوله بأكثر من ثلاثين مترا، تناقلته طوال أحداث المباراة في رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني ليس وحيدا في مواجهة هذا الاحتلال البغيض
ولم تكتفي الجماهير الايطالية بهذا العلم الضخم فحسب، بل رفعت العشرات من الأعلام الصغيرة، والرايات والشعارات التي تعتبر بمثابة رموز وطنية فلسطينية، فيما شوهدت لوحة كبيرة كتب عليها"فلسطين حرة" باللغة العربية.

واستفز هذا الأمر لاعبي الفريق الإسرائيلي وعبر رئيس الوفد عن استيائه لهذا الموقف من جماهير ليفورنو وطالب الاتحاد الأوروبي بحرمانها من حضور المباريات القادمة في البطولة .
لم تتوقف جماهير ليفورنو عن دعمها للفلسطينيين فاستمرت في رفع الأعلام ورفع شعارات وأعلام فلسطين في لقائهم ضد ميلان الموسم الماضي .

توتي والمحجبات المضطهدات في فرنسا

آخر القصص الإيطالية العظيمة والمواقف المشرفة والتي لا تنتهي من جل إلى جيل ، يأتي هذه المرة لنا النجم الرائع وملك روما فرانشيسكو توتي بموقف جديد مشرف عندما فاز مع إيطاليا بكأس العالم الأخيرة في ألمانيا ، فقد أهدى اللقب للمحجبات المضطهدات في فرنسا ، وقام توتي أثناء التتويج بوضع علم إيطاليا على رأسه وتغطية شعره به على شكل حجاب في إشارة له على احتجاجه على اضطهاد الفرنسيين للمسلمات المحجبات هناك .