باحثون:الغزي يستهلك 30- 90 لتر ماء اقل من الحد الأدنى للمعدل العالمي
نشر بتاريخ: 12/06/2011 ( آخر تحديث: 12/06/2011 الساعة: 22:13 )
غزة – معا- أكد باحثون ومختصون بعلم المياه أن المواطن الفلسطيني الذي يقطن في قطاع غزة يستهلك كميات من المياه تقل بشكل كبير عن ذلك الذي تطرحه منظمة الصحة العالمية.
وقال الـمهندس "عمران ربيع الخروبي" وهو مدير الـمشاريع ببرنامج الأمم الـمتحدة الإنمائي بغزة (UNDP) ، أن معدل استهلاك الفرد في قطاع غزة من المياه يتراوح بين 30 -90 لتر يومياً، وهو أقل من الحد الادنى الذي تطرحه منظمة الصحة العالمية البالغ 150 لتر يومياً.
وأضاف في ندوة علمية نظمتها هيئة النقب حول " مشكلة المياه في فلسطين"، أن قطاع غزة يسحب من المياه الجوفية للاستخدام ما يقارب 160 مليون متر مكعب في العام، بينما تبلغ كمية المياه التي يتم جمعها في أحسن الأحوال 109 مليون متر مكعب، وهذا يعني أن هناك عجزاً بقيمة 51 مليون متر مكعب الأمر الذي يؤدي الى انسياب مياه البحر للمياه الجوفية فيزيد نسبة الملوحة والكلورايد التي تصل أحياناً 400 ملغرام لكل لتر وهو يفوق الحد الأعلى الذي يُسمح به عالمياً للاستخدام الآدمي وهو 150 -250 ملغرام لكل لتر.
ثم تناول الخروبي أهم أسباب شح المياه، وذكر منها الظروف السياسية والتي تعود لممارسات الاحتلال في قطاع ءؤغزة، وكذلك الى عدم الانصياع للقانون وغياب الرقابة الضرورية في شق وحفر الآبار العشوائية غير المرخصة والفوضى القائمة في هذا الشأن، وذكر أن هناك 10 آلاف بئر في غزة، وكذلك عدم وجود خطة استراتيجية ومشاريع للاستفادة من مياه الأمطار المباركة، وذهاب 80% منها الى الصرف الصحي والمجاري، وضرب مثل الاضطرار أحياناً ونتيجة للظروف والضغوطات غير المدروسة الى الاسراع بتصريف مياه الأمطار من الشوارع والبرك كبركة الشيخ رضوان التي تبلغ كمية المياه فيها 400 ألف متر مكعب التي نحن في أمس الحاجة لها، ثم تحدث عن قلة التوعية في ترشيد استهلاك المياه، حيث ذكر أن كمية المياه المستخدمة عند الاستحمام 20 -30 لتر لدى المقتصد، ومياه السيفون 5 لتر في كل مرة.
ثم تناول الخروبي قضية تلوث المياه الجوفية فذكر ان من أبرز الملوثات هي النيترات، إذ تبلغ نسبة التلوث المسوح بها دولياً هي 70 ملغرام لكل لتر، بينما تتراوح نسبة التلوث في مياه القطاع 300 - 500 ملغرام لكل لتر، وهي لا طعم لها فيصعب معرفة تلوثها إلا بفحص النسب مخبرياً، وينجم عن ارتفاع نسبة التلوث بالنيترات مشاكل صحية خطيرة مثل الفشل الكلوي والذي ارتفعت نسبة المصابين به في قطاع غزة، ويؤدي كذلك الى ما يعرف طبياً بالأطفال الزرق، ويؤدي كذلك الى الاصابة بأمراض السرطان وغيرها.
وأرجع الخروبي أسباب التلوث الى عدة أسباب منها تسرب مياه المجاري الى المياه الجوفية، وضرب مثل ما حدث في قرية ام النصر البدوية في شمال القطاع، وكذلك الافراط في استخدام الاسمدة الكيماوية في الزراعة وهي بدورها تتسرب للمياه الجوفية، وفد تسببت ارتفاع نسبة التلوث أحياناً في غلق هذه الآبار، خاصة في المنطقة الشمالية من القطاع.
وتناول الخروبي الحلول المطروحة لحل هذه المشكلة، فذكر أنه كانت هناك خطة استراتيجية بقيمة 900 مليون دولار تتلخص في انشاء محطة تحلية مركزية لمياه البحر لتزود القطاع بالعجز، حيث تبلغ كمية المياه المحلاة 80 – 100 ألف كوب يومياً لتوزع عل خزانات البلديات في القطاع، وضمن المشروع يتم انشاء محطتي معالجة للمجاري لاستخدامها في الزراعة، وذكر أنه لم يتم تنفيذ هذه الخطة لأسباب عديدة منها عدم التوافق والاتفاق، وأكد الخروبي على أهمية التوعية والترشيد في الاستهلاك، وضبط عشوائية حفر الآبار، وأكد على أهمية حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لها علاقة بمشكلة المياه.
وفتح باب النقاش والمداخلات فذكر الدكتور موسى عمارة بعض الحقائق العلمية ذات الصلة وبعض الأمراض التي تنجم عن تلوث المياه منها انخفاض نسبة كريات الدم الحمراء، الفشل الكلوي، والسلامونيلا، والتيفوئيد، والديدان والقارديا، والتهاب الكبد الوبائي، واكد على أهمية نقل ما ورد في هذه المحاضرة القيمة.
ثم تحدث المحلل السياسي توفيق ابو شومر عن اهمية الصراع السياسي على المياه، ودوره في الحروب، فلم يكن احتلال الجولان، والجدار الفاصل وغيرها إلا على أساس مائي، واكد شومر على أهمية التوعية في المدارس والجامعات وترشيد استهلاك المياه، وعلى التخلص العلمي المدروس من النفايات وخاصة الطبية منها.
أما الأستاذ التربوي محمد شاهين فقد اكد على اهمية هذه المعلومات القيمة، وطالب وزارة التربية والتعليم باعادة النظر في بنية منهجاجها التعليمي في مسالة التلوث البيئي، والمائي والهوائي والصوتي.
وتناول المهندس الزراعي سعيد شامية مسألة استخدام المزارعين بعض الأسمدة بشكل مفرط في الزراعة، الأمر الذي نجم عنه تلوث خطير للمياه في القطاع، وكذلك تحدث عن استخدام مبيدات حشرية سامة، ودعا الى التعاون بين وزارات البيئة والصحة والزراعة وغيرهالايجاد حلول لهذه المشكلة، ودعا الى الاستفادة القصوى من مياه الأمطار.
ودعا محمود المبحوح الى ضرورة التثقيف والتوعية واعادة روح الانتماء لتقويم السلوك، وأهمية التعاون الجماعب لحل هذه المشكلة.
وذكر المحلل السياسي يوسف حجازي أن اللاحتلال أدرك منذ البداية أهمية النزاع على المياه، فوضع الخطط لجلب مياه نهر الأولي، واصبع الجليل من أجل الحصول على المياه، ودعا الى وقفة موضوعية مع النفس، ومراجعة اتفاقية أوسلو النتعلقة بالمياه، ودعا الى الوحدة الوطنية لانه يكمن فيها أيضاً أهمية اقتصادية.
ودعا الى الأستاذ محمد الجرو الى أهمية القيام بخطوات عملية يمكن تطبيقها وتحديد المسئوليات لحل هذه المشكلة التي تهمنا جميعاً.
ودعا صبّاح ثابت رئيس هيئة النقب الى ضرورة الاستفادة من هذه الندوة العلمية، والتخلص مما أسماه ترف المحاضرات بالعمل الجدي ومنه نقل مثل هذه المحاضرة الى لجان الأحياء المتعددة من أجل التوعية، و ايجاد الحلول المناسبة.
وفي نهاية الندوة شكر د. حماد أبو شاويش نائب رئيس الهيئة المهندس الخروبي على هذه المحاضرة القيمة، وشكر جميع الحاضرين الذين شاركوا فيها.