الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

آخرهم الطفلة دام العز حماد..شهداء قطاع غزة في نهاية العام السادس لانتفاضة الأقصى بعضهم أحياء على فراش الموت وفي المنازل

نشر بتاريخ: 29/09/2006 ( آخر تحديث: 29/09/2006 الساعة: 19:20 )
غزة -معا-هكذا ببساطة الموت وقسوته التي عهدها الفلسطينيون وبأسبابه المتعددة سقطت قذيفة مدفعية على غرفة نوم الطفلة دام العز حماد "13" عاماً في رفح أول امس الثلاثاء، وقطعتها أشلاء مبعثرة ونثرت دماءها على جدران الغرفة المزينة بالألوان وبصور الاطفال.

ووجد الوالد طفلته الوحيدة بعد طول حرمان وقد غادرتها الروح أسفل عمود خرساني حفر في غرفتها حفرة استقرت هي في نهايتها فاستعان بالجيران للملمة بقية اللحم وصعد بها إلى البارئ في شهر رمضان.

دام العز ليست الوحيدة فقد انضمت إلى شهداء قطاع غزة الألفين والثلاثمائة واثنين وسبعين شهيداً قبل أن تغلق ساعة الزمان العام السادس على انتفاضة الأقصى التي تصادف اليوم ذكرى اندلاعها انطلاقاً من المسجد الأقصى حتى باقي مخيمات ومدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة، ليرتفع عدد الشهيدات الاناث باستشهاد دام العز إلى 142 فيما يتعدى عدد الشهداء الذكور 231,2 شهيداً.

فيما بلغ عدد الجرحى في الأراضي الفلسطينية منذ الثامن والعشرين من أيلول 2000 حتى 31/07/2006، 30,638 جريحاً حيث بلغت نسبة الإصابة بالرصاص الحي نحو 25.6% من إجمالي الإصابات، تلاها الإصابة بالرصاص المعدني والمطاطي بنسبة نحو 22.8%..

على أسرة الشفاء:.

مواطنون آخرون لا يزالون يصارعون الموت على أسرة الشفاء في غرف العناية المركزة في مشافي قطاع غزة حيث ذكرت تقارير صحفية ان المواطنين خالد علي الشواف "21" عاماً وزياد العبد ابو سعادة "23" عاماً أصيبا في السادس والتاسع من الشهر الجاري يرقدان في غيبوبة كاملة على أسرة العناية المركزة جراء إصابتهما بجراح خطرة في قصف إسرائيلي على منطقتي سكناهما في عبسان وبني سهيلا قضاء محافظة خانيونس، فيما يحاول أفراد العائلة ترتيب جدول مرافقة يومي لكل فرد منهما للتواصل والبقاء بجانب سريري الجريحين الغائبين عن الحياة رغم بقائهما فوق الأرض.

الطفل سعد قنديل " 10" أعوام رقد في مستشفى الشفاء قرابة شهر كامل ونصف إثر إصابته بجراح خطيرة في الاجتياح الإسرائيلي الأخير لمخيم المغازي وسط قطاع غزة، تم تحويله مؤخراً لداخل إسرائيل لمتابعة حالته الحرجة حسب وصف د.بكر أبو صفية مدير عام الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة.

سيف جلعاد.. تدمير شامل:

وتواصلت جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي سعت لتدمير كافة مظاهر الاقتصاد الوطني وقصف الورش والمصانع الصغيرة وإغلاق المناطق الصناعية منذ اندلاع الانتفاضة حتى بعد إعلان الاحتلال عن حملة سيف جلعاد العسكرية بعد اختطاف فصائل المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في الخامس والعشرين من حزيران /يونيو العام الجاري ليضرب الاحتلال بقبضة من حديد في كل مكان حتى انه ارتكب جريمة حرب دولية حسب تقرير أممي وحقوقي بعد قصفه لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة في ذات المساء الذي اختطف به الجندي الإسرائيلي، وهذه المحطة هي الوحيدة التي تغذي قطاع غزة الذي يقارب عدد سكانه المليون و500 ألف نسمة مع انتهاء العام السادس بعد الألفين ليعم الظلام القطاع.

واشتدت قسوة الحملة في قصف منازل المواطنين بما سمي " ألو المخابرات الإسرائيلية معك عليك إخلاء المنزل بعد 15 دقيقة لأننا سنقوم بقصفه " ويضطر المواطنون الى الرحيل ليلاً او نهاراً من منازلهم دون أن يتمكنوا من حمل شيء ليروا المنزل وقد تمت تسويته بالأرض بصاروخ إسرائيلي.

قرابة 13 عائلة فلسطينية بالكامل تم قتلها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قصف متعمد لمنازلهم منذ اختطاف شاليط، فيما أكد تقرير لوزارة الصحة في الثلاثين من آب/ أغسطس الماضي أن عدد شهداء قطاع غزة منذ اسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليت " على يد المقاومة الفلسطينية أواخر حزيران الماضي, بلغ 225 شهيدا, بينهم 62 طفلا.

وأضاف التقرير أن عدد الشهداء من الذكور بلغ 132 شهيدا ومن الإناث 25 شهيدة, وسقط أيضا خمسة شهداء نتيجة إغلاق معبر رفح الحدودي الواصل بين مصر وقطاع غزة.

وأوضح التقرير أن 32 شهيدا قضوا بالرصاص الحي, و86 شهيدا قضوا نتيجة إصابتهم بشظايا الصواريخ, واستشهد 99 شهيدا نتيجة إصابتهم بشظايا القذائف, كما تمزقت أشلاء 74 شهيدا نتيجة القصف المباشر بالصواريخ والقذائف.

ولقيت البنية التحتية تدميرا ممنهجاً على أيدي الاحتلال حيث أقدمت مروحيات الاحتلال الحربية على إبادة الطرق والجسور الرئيسة وشبكات الري والمياه وخطوط الهاتف واجتياح المدن والمخيمات في قطاع غزة وتجريف مئات الدونمات الزراعية والقضاء على الكثير من المواسم الزراعية بحيث بات المواطن لا يعلم ان الاحتلال قد انسحب فعلياً من القطاع بعد إخلائه من المستوطنين والمستوطنات أو مازال قائماً بسيطرته على البر والبحر والأجواء والقصف المدفعي اليومي للمنازل.