اقامة نشاط زراعي تضامني في منطقة المعلقات
نشر بتاريخ: 14/06/2011 ( آخر تحديث: 14/06/2011 الساعة: 10:17 )
الخليل- معا- نُظم نشاط زراعي اليوم الاثنين في منطقة المعلقات من أراضي وادي فوكين إحدى قرى ريف غرب بيت لحم، وذلك ضمن فعاليات ونشاطات الاستصلاح الزراعي في المناطق القريبة من الجدار والاستيطان.
وأوضح عوض أبو صوي مسؤول الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة لجنوب فلسطين أن النشاط التطوعي في وادي فوكين كان يهدف إلى مساعدة احد أصحاب الأراضي في تنظيف وتأهيل أرضه من كميات الحجارة الموجودة فيها بشكل كبير وملحوظ، كخطوة لدفعه وتشجيعه على الاستمرار في استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية وزارعتها وبالتالي حمايتها من أطماع الاحتلال ومستوطنيه.
ومن ناحية أخرى إطلاع مجموعة المتضامنين الدوليين الذين شاركوا بالنشاط الزراعي على حجم الانتهاكات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال ومستوطنيه ضد المزارعين الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية على حد سواء. فما تقوم به دولة الاحتلال من أعمال استيطانية في قرية وادي فوكين يؤكد على أن سياسة الاحتلال هي سياسة تطهير عرقي، وفصل عنصري على غرار ما كان يحدث جنوب أفريقيا.
وبات واضحا أن سياسات الاحتلال في استهداف الأراضي الزراعية لم تقتصر فقط على مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية لإقامة ما يسمى بالتجمعات الاستيطانية، بل تجاوزته لتستخدم المنشات التي تقام في المستوطنات لإلحاق اكبر الضرر بأراضي المزارعين، وهذا ما يعاني منه أصحاب أراضي منطقة الفوار في وادي فوكين، من كسارة مستوطنة بيتار عيلييت هناك.
وأشار أبو صوي أن حجم الضرر الناتج عن كسارة المستوطنة هو نوع آخر من أنواع الاستيطان وسلب وتدمير الأراضي الزراعية، وسياسة واضحة وممنهجة لوضع مزيد من العقبات والضغوطات أمام وعلى المزارعين لدفعهم وإجبارهم للاستلام واليأس وبالتالي ترك مساحات كبيرة من هذه الأرضي لتكون في النهاية وسيلة لتوسيع الأعمال الاستيطانية، وحرمان المزارعين أصحاب الأراضي من توفير لقمة العيش لأسرهم.
فالمياه التي تنساب من كسارة مستوطنة بيتار عيلييت على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في منطقة السراويل وغيرها من المناطق في أراضي وادي فوكين، هي مياه تحمل مادة كلسية بيضاء وتشكل تدميراً كاملاً لما مساحته 200 دونما من الأراضي المروية، ناهيك عن أنها تؤدي إلى إغلاق البرابيش التي تستخدم للري.
إضافة إلى أن هذه المياه والمادة الناتجة عنها أدت إلى تلويث مصادر المياه الطبيعية في واد فوكين وخاصة عين صديق والتي تروي ما مساحته 200 دونم، وعين الفوار. ناهيك عن تأثير هذه المياه على ما مساحته أكثر من 300 دونم من الأراضي البعلية هناك. وقائمة الضرر تطول، فالمادة الكلسية التي تنتج من غسيل الحصى في كسارة مستوطنة بيتار عيلييت، والتي تنساب في أراضي المزارعين تعمل على إلحاق ضرر كبير في الأراضي الزراعية وذلك من خلال تأثيرها على تغيير تركيبة التربة. ناهيك عن تلويث الينابيع والحفر والبرك التجميعية وشبكات الري المستخدمة لري المزروعات في منطقة البساتين المروية. إلى أنها أيضا تعمل وبشكل مستمر على تجريف الطريق الزراعي، والذي يخدم أكثر من 1000 دونم من الأراضي الزراعية هناك.
وأوضح أبو صوي أن انسياب مياه الكسارة يؤثر على التربة والينابيع وشبكات الري التي تساعد على نمو جذور النباتات، ولكن ما تحمله الرياح من غبار ومواد كلسيه من كسارة مستوطنة بيتار عيلييت يؤثر على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، والمزروعة بمختلف أنواع الأشجار المثمرة من زيتون وعنب وتين ولوزيات.
وما تم الحديث عنه وتفصيله من أضرار ناتجة كسارة مستوطنة بيتار عيلييت يستدعي ويستوجب تدخل المؤسسات القانونية والحقوقية المحلية منها والدولية لإنقاذ ما تبقى من أراض زراعية في وادي فوكين، والتي تشكل مصدر دخل رئيسي لمعظم سكان وادي فوكين.