الشأن الفلسطيني يهيمن على افتتاحيات عدد من الصحف العربية
نشر بتاريخ: 30/09/2006 ( آخر تحديث: 30/09/2006 الساعة: 14:04 )
معا- هيمن الشأن الفلسطيني على افتتاحيات عدد من الصحف العربية الصادرة صباح اليوم السبت، حيث تناولت جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومسألة الدعم المالي العربي في ظل الحصار، وشككت في امكانية تحقيق اختراق على صعيد المسيرة السياسية في ضوء الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.
ففي دولة قطر, أعربت صحيفة "الراية" عن اعتقادها بأن مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن جميع الفصائل بقيادة فتح وحماس وفق برنامج وفاق وطني لاتزال أمرا بعيد المنال، وأرجعت ذلك الى التعثر الذى تعاني منه المحادثات اضافة الى تجدد الخلافات والاتهامات وتباعد المواقف السياسية بين مختلف الاطراف.
وقالت الصحيفة إنه رغم تجدد الخلافات وتبادل الاتهامات الا ان استئناف محادثات تشكيل الحكومة الوطنية الموحدة أصبح أمرا ملحا بالنظر الى الظروف الداخلية المتأزمة التى يعيشها الشعب الفلسطينى حاليا والتى تتطلب من الجميع العمل بيد واحدة.
ورأت عدم وجود اى مبرر على الاطلاق لتلك الاتهامات الجديدة المتبادلة بين الاطراف الفلسطينية وخاصة بعد توصل الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه الى الخطوط الرئيسية لبرنامج حكومة الوحدة الوطنية القادمة.
وأشارت الصحيفة الى أن هناك التزامات دولية وأخرى اقليمية أدت الى قيام السلطة الفلسطينية، وأن تمسك الرئيس عباس بمسألة التزام اية حكومة قادمة بتلك الالتزامات والتعهدات الاقليمية والدولية لايعني قطع الطريق امام حماس بل لحاجة ماسة لحكومة انقاذ وطني باعتبار هذه الالتزامات المخرج الشرعي الدولي لانهاء
المعاناة والازمة.
واعتبرت الصحيفة التصريحات التي ادلى بها الرئيس محمود عباس اثناء زيارته الاخيرة للدوحة بشأن تمسكه بالحوار الوطني اشارة ايجابية واضحة للمضي قدما في مشوار الوفاق والوحدة الوطنية الفلسطينية باعتباره الطريق والخيار الصحيح لجميع الفصائل.
ونبهت "الراية" في ختام افتتاحيتها الى ضرورة الابتعاد عن كل ما من شانه اثارة النزاع بين الفصائل، محذرة من خطورة تجاوز الاسس الوطنية في الخلافات الراهنة بين الفصائل، ومعتبرة اي تجاوز خطا احمر.
أما صحيفة "الوطن" فقد رأت أن تطورات الخلاف بين فتح وحماس تنبئ بأن التعايش بينهما مستحيل، وأرجعت اسباب ذلك الى التوجهات المتضاربة لكلا التنظيمين، اضافة الى وجود تناقص جذري فيما يتعلق بمسالة الاعتراف باسرائيل.
وقالت الصحيفة انه في ظل هذا الوضع المعقد فانه لا يوجد امام فتح وحماس سوى خيارين اثنين, فاما القبول بحكومة حماس ودعمها من جانب فتح او حل المجلس التشريعي والدعوة لانتخابات جديدة.
ونوهت "الوطن" انه في حال الدفع باتجاه ما اسمته بانقلاب انتخابي يتم خلاله اقصاء حماس واعادة الامور الى ماكانت عليه فانه سيكون امام حركة فتح تحديا خطيرا يتمثل في التفاوض لاستعادة جميع الاراضي التي احتلت عام 1967 وانتزاع اعتراف
اسرائيل بحق اللاجئين في العودة.
وحثت الصحيفة في هذا الصدد المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة على التحرك بسرعة وفاعلية من اجل اقناع اسرائيل بالانسحاب والقبول بعودة اللاجئين وذلك حتى تتمكن حركة فتح من النجاح وتبرير الاسباب التي دعتها لاجراء انتخابات مبكرة.
وحذرت "الوطن" من ان اي فشل على صعيد اقناع الجانب الاسرائيلي بالانسحاب الى جانب اعترافه بحق اللاجئين في العودة من شأنه ان يقود الى حرب اهلية مدمرة من المرجح ان اسرائيل ستساعد في تفجيرها عبر المزيد من التشدد الامر الذي يفرض على جميع الفلسطينيين تأمل المشهد السياسي والعمل وفق مقتضياته.
من جانبها انتقدت صحيفة "الشرق" امتناع البعض في العالم العربي عن تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية حتى تتمكن من الوفاء بوعدها على صرف مرتبات الموظفين.
ونوهت الصحيفة الى ان صورة معاناة الاهل في فلسطين المحتلة نتيجة عدم قدرة السلطة على صرف المرتبات تترك المرء في حالة الاحتقان, وتساءلت اية صورة ستأخذها الازمة المادية التي تواجه الجانب الفلسطيني في حال استمرار الحال على ما هو عليه.
وفي دولة الامارات العربية المتحدة, قالت صحيفة "أخبار العرب" ان زيارة رايس للشرق الأوسط غدا تأتي في ظل ارتباكات وفوضى داخل الساحة السياسية الفلسطينية واسرائيل مما يعد ظرفا غير مواتيا لاطلاق جهود جادة لاستئناف عملية السلام.
وأشارت في هذا الصدد الى ان الطرفين سيكونان مشغولين بالأزمات الداخلية
المتنامية والمتمددة, وليس من المتوقع ان يصل الطرفان الفلسطينيان الى موقف موحد من التعامل مع اسرائيل في الوقت الراهن.
وأكدت انه ليس هناك خيار امام الفلسطينين للنجاة من خيار الحرب الأهلية التي يمكن ان تكون فتنة تحملها ارهاصات مايجري الآن غير امرين: اما دعم الوحدة الوطنية عبر الاتفاق على اسس التعامل مع القضية في المرحلة المقبلة وفق ما افرزته التجارب السابقة من اتفاقات ومعاهدات ومفاوضات, أو ان تجري انتخابات جديدة في اقرب وقت لحسم الأزمة الراهنة.
ورأت الصحيفة انه امام هذه التعقيدات ليس امام مهمة كوندليزا رايس أي فرص للنجاح خاصة اذا ادركنا ان الساحة الاسرائيلية متخمة بالأزمات والتعقيدات التي أفرزتها حرب لبنان الأخيرة وجعلت رئيس وزراء اسرائيل أولمرت يبدو أكثر تشددا حتى لايفقد مزيدا من شعبية وصلت الى ادنى مستوياتها خلال الشهر الماضي.
واعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الجولة الأمريكية ستكون عبارة عن استماع لآراء وليس لتقديم تصورات.