السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

دورا كلمة من أربع حروف غير متشابكة

نشر بتاريخ: 15/06/2011 ( آخر تحديث: 15/06/2011 الساعة: 18:29 )
دوراكلمة من أربع حروف غير متشابكة
ولكن أهلها كانوا متحدون ومتشابكون في إخراج حدث رياضي يليق بالوطن

الخليل - معا - تقرير نادر سليمان- يوم الثاني عشر من حزيران سيبقى خالداً في ذاكرة فلسطين وفي أذهان أهل مدينة دورا تحديداً وأهل جبل الخليل عموماً والحدث كان بمثابة الإنطلاقة الرياضية لهذه المدينة التي عشقت وما زالت تعشق كرة القدم ويبدو أن السنوات العجاف والتي تخللتها تدني مستوى فرقها الرياضية وخلو المدينة من ستاد معشب قد وضعت إسم مدينة دورا خارج الحسابات ولكن وبعد هذا الحدث الأضخم في فلسطين فإني على يقين بأن دورا ستعود بشبابها إلى الواجهة الرياضية وإنتظروا فرقها القادمة إلى المنافسات.

تاريخ وعراقة
تعتبر مدينة دورا من أوائل المدن التي أهتمت بالفعاليات الرياضية فيتحدث كبار السن عن ملعب دورا البلدي الذي كان يحتضن الفعاليات الرياضية على مستوى المدارس في محافظة الخليل في فترة الستينيات من القرن الماضي بشكل جنوني فمسابقات ألعاب القوى والقفز بالزانة ورمي الفرص وحلبات المصارعة التي كانت تستقطب المئات من الجماهير وأنتشرت في الثمانينات بمشاركة مصارعين على مستوى الضفتين الشرقية والغربية وكذلك حلبات الملاكمة وهناك الملاكم ظاهر عمرو رجل الأعمال الشهير في العاصمة الأردنية عمان وأحد اقطاب السياسة في المملكة والذي تحدث عن مغامراته في هذا المجال .

شباب دورا كان حاضراً ولكن....
دورا بفريقها الأكثر شعبية شباب دورا كان له صولات وجولات على مستوى مسابقات إتحاد الكرة ففي العام 1997 كاد أن يصل الى مصاف أندية الممتازة لولا عقبة فريق وادي النيص الذي إنتزع بطاقة الصعود في ذلك الوقت وكان شباب دورا في تلك الفترة واحد من أفضل فرق المحافظة وكان المهاجم المميز محمود أبو صالح الذي أعتقل من قبل قوات الإحتلال في العام 2002 ويقضي حكماً عالياً في سجون الإحتلال الإسرائيلي ولا يفوتنا ذكر الكوكبة الرائعة من النجوم التي رافقت محمود تمثلت في شاهر الحروب وناصر مسلم وسفيان السويطي ومحمد غنام وفايز خريس وزياد ربعي وغيرهم من اللاعبين الذين تفوقوا على انفسهم في العام 1993 عندما فازوا ببطواة ودية رمضانية شارك بها أكثر من 20 نادياً على مستوى المحافظة وفازوا باللقب على حساب بيت أولا في المباراة النهائية التي جرت على ستاد بلدية دورا الترابي انذاك بحضور جماهيري بلغ ثبلثة الاف متفرج انتشروا في جنبات الشوارع وخلف الأسوار المؤدية الى الملعب.

وفي العام 2009 تمكن فريق شباب دورا من العبور الى الدرجة الممتازة (ب) بعد تصدره للمجموعة التي لعب بها في دوري الدرجة الأولى وفاز بالقاء الفاصل على شباب نابلس بركلات الترجيح ولكنه في دوري الموسم المنصرم المؤهل لدرجة المحترفين (ب) فشل في التأهل في ظل مشاكل إدارية ومالية صعبة.

2003 بداية الحلم
في العام 2003 شرعت بلدية دورا وبتمويل من المنحة الطارئة المقدمة من هولندا والنرويج بإنجاز نصف الواجهة الغربية للملعب ومنذ نهاية العمل بها توقف الأعمال ودب اليأس في نفوس الرياضيين لأن هذه المدينة الكبيرة بأهلها باتت بدون ملعب على الأقل للتدريب لمدة تجاوزت الخمس سنوات مما أثر على مستوى الفرق الرياضية وإنعدام الإهتمام بالفئات العمرية إلى أن جاء الفرج وأستكملت الأعمال ولكن في العام 2009 بجهد كبير من الأخوة الأعضاء في بلدية دورا وعلى رأسهم الحاج مصطفى الرجوب رئيس البلدية وبتعاون الدكتور سلام فياض الذي وعد خلال إحدى زياراته بتقديم الدعم لإنجاز ما يمكن إنجازه وأكتملت الأفراح بإنجاز الجهة الجنوبية والتب بدأ العمل بها في نهاية 2010 بالتوافق مع العمل بالأرضية وتشطيب الغرف والمرافق الداخلية وتجهيز الإنارة التي من المتوقع أن يتم إفتتاحها الشهر القادم حسب مواصفات الإتحاد الدولي لكرة القدم .

صدق أولا تصدق إيطاليا ستحضر الى دورا لإفتتاح ستادها الدولي
تضاربت الأنباء عن إفتتاح ستاد دورا الدولي فالمباراة الودية بين منخبنا الأولمبي ونظيره الإيطالي تقررت ولكن كان أهل دورا منتظرين قراراً من إبن مدينة دورا البار اللواء جبريل الرجوب الذي زار المدينة يوم الجمعة الموافق 3 حزيران قادماً من إجتماعات الجمعية العمومية للفيفا التي عقدت في زيورخ وبعد الإطلاع على ما أنجز في هذا الصرح الرياضي أعطى اللواء أبو رامي الضوء الأخضر للأخوة في البلدية على إستضافة المنتخب الأولمبي الإيطالي لتكون الإستضافة وفق الروتوكولات المعمول بها دولياً وجند الدكتور مازن الخطيب المدير الفني بالإتحاد ليكون منسقاً لهذا الحدث مع إخوانه في اللجان العاملة فكان وقع هذا الخبر بمثابة المفاجئة السارة لأهل هذه المدينة العظماء وأهل الجنوب الأوفياء.


أعمال شاقة وجهود جبارة من أهل البلد توجت بتنظيم ولا أروع

منذ الثالث من حزيران بدأ الأخوة في البلدية وبالتنسيق مع الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم والتربية والتعليم والأخوة في تنظيم فتح إقليم الجنوب والإتحاد الفرعي في الجنوب بتشكيل اللجان وعقد الإجتماعات ليلاً ونهاراً وعلى الجانب الاخر كانت المهندسة مريم أبو عطوان منسقة المشروع والجندي المجهول في هذا الحدث وزملاؤها المهندسون والفنيون وعمال الصيانة والمتطوعون من أبناء البلد في صراع مع الزمن لإنجاز كافة الجوانب الغير جاهزة في ستاد دورا كأعمال التشطيب في الغرف الداخلية ووضع الشبك الحديدي الفاصل بين المدرجات وأعمال الدهان والشايش وتجهيز الديكورات اللازمة مما أحتاج الى الإستعانة بأكثر من مقاول هناك أشخاص يستحقون الثناء لأنهم أوصلوا الليل بالنهار وتركوا إحتياجات أسرهم وبيوتهم وسخروا طاقاتهم لخدمة مدينتهم وأثبتوا خطأ المقولة المتداولة بالعامية في مدينة دورا ( دورا أحرفها كل واحد في بلد وأهلها قلوبهم مش عقلوب بعض) لتنعكس المقولة في هذا اليوم ويتحد أبناء المدينة فلا فرق بين عمرو ورجوب ودودين ولا فرق بين جامعي وغير متعلم ولا فرق بين رجل وإمرأة فالكل يعمل ولبوصلة في إتجاه واحد وهو نجاح الحدث .

رجال المهمات الصعبة
وفي النهاية يجب أن يعطى كل ذي حق حقه فكما أشدنا بمهندسة المشروع فلا بد من الثناء للأخوة أعضاء المجلس البلدي وعلى رأسهم مصطفى الرجوب رئيس البلدية والعين التي لا تنام الأخ وليد السويطي والدكتور مازن الخطيب الذي كان حاضراً في كل صغير وكبيرة أثناء التجهيزات الأخيرة وفي هذا الصدد لا بد من الإشاده بدوره الجبار وتغلبه على مرضه الذي لازمه بعد تعرضه لإنفلونزا حادة ورغم ذلك أستمر في العمل وهناك أشخاص قد لا تكون الكلمات كافية لإعطائهم حقهم في هذا العمل مثل نادر مقبول من العلاقات العامة لبلدية دورا وغسان جرادات ورائد عمرو من إعلام الإتحاد وناصر العمايرة وواكد العقبي من الإتحاد الفرعي ونايف أبو هليل عن الأندية وكمال حسن ووائل عويمر وياسر دودين عن التنظيم ورمزي القواسمة ومسلم أبو مقدم عن التربية والتعليم وناصر الدراويش وسفيان السويطي وشاهر حماد وسامي السيخ وعبد المجيد دسة ومحمود النمورة من ناديي الشباب والأهلي وعبد المجيد حجة ومحمد أبو حلتم من الإتحاد المركزي ولا ننسى وسائل الإعلام وتحديداً إعلاميي محافظة الخليل الذين كان لهم دور كبير في تغطية الحدث بصورة لائقة ومميزة .