الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرة فنية على لقاء الاولمبي الفلسطيني امام نظيره البحريني

نشر بتاريخ: 19/06/2011 ( آخر تحديث: 19/06/2011 الساعة: 12:06 )
كتب عبد الفتاح عرار

لارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة توزيع الجهد البدني على مدار الشوطين ضروري، التسجيل خارج الديار يفيدنا في لقاء العودة، قطع نصف الطريق لخطف البطاقة يجعلنا من كبار اسيا، الجبهة اليمنى للاولمبي البحريني سلاح ذو حدين


يخوض منتخبا الاولمبي الفلسطيني مباراة الاياب في الدور الثاني من تصفيات القارة الصفراء المؤهلة لاولمبياد لندن 2012 على الاستاد الوطني في العاصمة البحرينية المنامة امام الاولمبي البحريني الذي يخوض مواجهته الاولى في التصفيات كون البحرين مصنفة في المركز الخامس اسويا ومنتخبها الاولمبي من ضمن 13 منتخبا الاولى في التصنيف الاسيوي وبالتالي دخلت الى الدور الثاني مباشرة ومواجهتها الاولى ستكون امام الاولمبي الفلسطيني الذي فاز على الاولمبي التايلندي اداريا بعد التعادل في مجموع المباراتين واللجوء لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية للتايلنديين قبل ان تكتشف لجنة الانضباط في الاتحاد الاسيوي وجود لاعب غير قانوني ضمن تشكيلة التايلنديين الامر الذي ال في النهاية لمنح بطاقة التاهل لدور الثاني للاولمبي الفلسطيني لمواجهة البحرين ذهابا في التاسع عشر من حزيران وايابا في القدس في الثالث والعشرين منه.

وقد استعد كلا المنتخبين لهذا اللقاء المنتظر حيث اقام المنتخب الاولمبي الفلسطيني معسكرا داخليا اختتمه بلقاء امام الاولمبي الايطالي وفاز عليه بثلاثية نظيفة كان قبلها قد التقى الاولمبي اللبناني في صيدا وتعادل معه بهدف لكل فريق وبعد موقعة ايطاليا اقام الاولمبي الفلسطيني معسكرا في دبي للدخول في اجواء المباراة والاعتياد على درجة الحرارة والرطوبة في مناخ يشبه مناخ المنامة.

اما الاولمبي البحريني فقد اقام معسكرا في الاردن ولعب هناك ثلاث مباريات واحدة منها امام الاولمبي الاردني انتهت بالتعادل بهدف لهدف واثنتين امام شباب الاردن واليرموك وفاز فيهما بهدفين دون رد وفاز على المنتخب الكويتي بهدف دون رد في العاصمة الكويتية واخيرا لعب امام السودان في المنامة وفاز بهدف وحيد.

الطريق الى لندن
الطريق الى لندن ليست سهلة وانما ملئا باشواك الفرق العملاقة ومنها منتخب البحرين لان الحضور في لندن حلم مشروع لكافة المنتخبات. اما الطريق الى هناك فتتمحور في ان الفائز في هذه الجولة المكونة من مباراتي الذهاب والاياب المباراة سيكون واحدا من احد عشر فريق سينضمون لافضل 13 فريقا في التصنيف الاسيوي للعام الماضي ويالتالي يصبح العدد الاجمالي للمتنافسين 24 فريقا سيلعبون بنظام المغلوب من مجموع مباراتي الذهاب والاياب ليتاهل 12 فريقا لدوري المجموعات حيث سيتم تقسيمهم لثلاث مجموعات كل منها تضم اربعة فرق يتاهل اول كل مجموعة للنهائيات في لندن مباشرة في حين سيلعب افضل ثاني من المجموعات الثلاث على نصف مقعد مع القارة الافريقية كون حصة اسيا للندن 2012 هي ثلاثة مقاعد ونصف.

توزيع الجهد.
تقام المباراة في ظروف جوية غير طبيعية للاعبينا ولم يعتادوا عليها اذ ان درجة الحرارة في المنامة تفوق 42 درجة مئوية فيما هي 27 في القدس اما نسبة الرطوبة فهي 65 بالمائة وهذا يتطلب مجهودا بدنيا عاليا من لاعبينا وعليهم استغلال منسوب اللياقة وتوزيعه على مدار شوطي المباراة وعدم الاندفاع منذ البداية بمجهود بدني كبير لان ذلك سيسبب الاعياء في الثلث الاخير من المباراة وهنا لا بد من التزام اللاعبين باماكنهم والضغط بشكل جماعي منظم في الخطوط الثلاثة لان الفريق البحريني معتاد على اللعب في مثل هذه الاجواء كون المباراة على ارضه. وما يزيد من اهمية اللياقة ان المباراة تقام على ارضية من العشب الطبيعي الذي يختلف عن العشب الصناعي ويحتاج لمجهود بدني اعلى.

هذه العوامل الثلاثة وهي الحرارة والرطوبة والارضية العشبية تصب في مصلحة الفريق المنافس وهو يعول عليها من اجل النيل من منتخبنا. وقد تنبه الجهاز الفني لمنتخبنا لهذه العوامل فاقام معسكرا تدريبيا في دبي اذ ان الاجواء هناك شبيهة بتلك التي بالبحرين وتدرب الفريق على ملاعب عشبية كالتي ستقام عليها المباراة وهذا ما قد يمنح اللاعبين فرصة للتخفيف من حدة تأثير هذه العوامل على منتخبنا لكن لا بد من الانتباه لعملية توزيع الجهد البدني على فترات المباراة. عليه اقول رباعي الخط الخلفي سيلعب ضمن مفهوم دفاع المنطقة وان لزم التقدم من الاطراف فيجب ان يكون بحذر ودون مبالغة وان يلتزم البرغوثي وابو كويك باماكنهما وعدم المبالغة في الاندفاع الى الامام كما كان في مباراة ايطاليا.

خط الوسط ايضا وعادة ما يتكون من خمسة لاعبين عليه ان يلعب على خط واحد لاغلاق اكبر مساحة ممكنة في منطقة الوسط وبالتالي يكون الجهد البدني اقل عند قرب اللاعبين من بعضهم البعض وتكون لهم فرصة للقيام بالواجب الدفاعي دون ان يؤثر على منسوب اللياقة. اما في خط المقدمة وخاصة انه من المتوقع ان نلعب بمهاجم واحد فان كان علاء عطية او خالد سالم فهو يحتاج لمجهود مضاعف وربما اللجوء هنا للابتعاد عن المحاورة والاختراق من العمق او التسديد من على مشارف منطقة الجزاء هي الاساليب التي تحتاج لمجهود بدني اقل من المناورة على الاطراف والمحاورة او الاعتماد على الكرات الطولية.

لا شك ان اللياقة البدنية التي تمتع بها لاعبونا في مباراة ايطاليا مطمئنة لكن الظروف المناخية هناك تحتاج لمزيد من الجهد وعلينا الانتباه لهذه الظاهرة عبر توجيه اللاعبين للمحافظة على ما يمتلوكونه من منسوب بدني وتوزيعه على وقت المباراة.

اهمية الهدف على ارض المنافس
في حالة نظام المباريات الاقصائية من مجموع مباراتي الذهاب والاياب فان الهدف على ارض المنافس يعتبر مهما في حالة التعادل بالنقاط وبفارق الاهداف لانه يكون بهدفين, ولا شك ان الفوز في ملعب المنافس هو النتيجة الافضل والتي تضع قدما في الدور التالي قبل مباراة العودة في الديار. اما في حالة التعادل فان التعادل الايجابي افضل بكثير من التعادل السلبي فان تعادل منتخبنا هناك بهدفين لمثلهما فهذا يعني ان التعادل هنا بهدف لهدف يمنحنا بطاقة التاهل وهو الحال ايضا لو تعادلنا بهدف لهدف فان تعادلنا هنا سلبيا سنخطف البطاقة.

كذلك الحال بالنسبة للخسارة فان تخسر بهدفين لهدف افضل من الخسارة بهدف وحيد لانه في الحالة الاولى ستحتاج للفوز هنا بهدف لضمان التاهل اما ان خسرت هناك بهدف دون رد فهذا يعني انك تحتاج للفوز بهدفين لتتأهل لان الفوز بهدف يعني التعادل كما حدث معنا في مباراة تايلند. من تنبع اهمية الهدف على ارض المنافس حتى في حالة الخسارة وعليه فعلينا العمل على التسجيل في المنامة بغض النظر عن نتيجة المباراة فان سجلنا وفزنا فهذا المراد وان سجلنا وتعادلنا فسيكون الامر اسهل ايابا وان لم يحالفنا الحظ بالفوز وخسرنا فان الهدف هناك سيسهل مهمتنا بالفوز باقل عدد من الاهداف وبالتالي نخطف بطاقة التاهل للدور الثالث الذي يعني اننا سنصبح من افضل 24 فريق في القارة وسندخل غمار المنافسة مع المنتخبات القوية امثال اليابان وكوريا الجنوبية وايران والسعودية حسب القرعة مما يعني اننا وصلنا لقائمة الكبار وهو حلمنا.

من هذا المنطلق نتمنى ان ينتاب التركيز مهاجمينا وان يكون انضمام علاء عطية اضافة للمنتخب من اجل زيادة الفاعلية الهجومية التي هي اساس تحقيق الانجازات ولا شك ان المنتخب البحريني بقيادة المدرب المحنك سلمان شريدة الذي خاض لعبة التصفيات الاولمبية بالسابق وحل ثانيا خلف اليابان عام 2004 في دوري المجموعات المؤهل مباشرة للاولمبياد متنبه لهذه المعادلة وسيعمل على عدم تلقي مرماه اية اهداف وهذا ما ظهر من خلال النتائج التي حققها الفريق خلال فترة الاستعداد اذ تلقى الفريق هدفا واحدا في خمس مباريات لكن هذا لا يعني ان فرصة التسجيل مستحيلة وخاصة اننا نمتلك مجموعة من اللاعبين الذين يستطيعون التسجيل ولهم باع طويل في المباريات الصعبة امثال ابو حبيب وعلى الخطيب وخالد سالم ومؤخرا علاء عطية.

الجبهة اليمنى للمنتخب البحريني
اخترت هذه الجبهة بالتحديد لسببين الاول انها ستقابل جبهتنا اليسرى التي تعتبر الاكثر فاعلية في منتخبنا لوجود الثلاثي الرائع احمد عبد الله ومن امامه المايسترو علي الخطيب وبجانبهم عبد الحميد ابو حبيب الذين انهكوا دفاعات المنتخب الايطالي ولوجود هذا الثلاثي ايضا في هذه الجبهة يمكن الاعتماد على الاختراق منها للوصول للمرمى البحريني في ظل وجود اللاعب حسين عبد الجليل الذي غالبا ما يتقدم من الميمنة ليمول خط الهجوم بالعرضيات وهو لاعب ذو نزعة هجومية من الممكن استغلال تقدمه لفتح ثغرة من ميمنة الفريق البحريني لان الجبهة اليسرى ستكون ربما صعبة لوجود المدافع وليد الحيام الذي يلعب ايضا للمنتخب الاول وكما يقال عنه انه سيكون من نجوم الكرة البحرينية مع الاشارة ايضا الى الضعف الذي تعاني منه الجبهة اليمنى لمنتخبنا وهذا ما بدا واضحا في لقاء ايطاليا ولا شك ان التركيز على نقاط الاختراق وتوجيه اللاعبين لاستغلال جبهة معينة يعتبر من مقومات النجاح.

اما السبب الثاني لتركيزي على هذه الجبهة فهو يتمثل بضرورة وجود مساندة حذرة لللاعب احمد عبد الله وخاصة من علي الخطيب لان هذه الجهة لتشهد كثافة بدخول اللاعب عبد الجليل لمساندة خط الوسط وبالتالي سيكون عبئ كبير على احمد عبدالله لانه سيواجه عبد الجليل ولاعب خط الوسط الايمن فهد شويطر ومن امامهم القناص محمد الرميحي الذي لاشك ان البرغوثي سيتكفل بايقافه بحذر شديد ولا شك ان ايضا ان توفيق علي سيكون بكامل يقظته وسيفشل محاولات الهجوم البحريني بالاعتماد على العرضيات من الجبهة اليسرى لمنتخبنا.