الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلمة السيد رئيس الوزراء اسماعيل هنية التي وجهها الى الشعب الفلسطيني بمناسبة الاحداث المؤسفة

نشر بتاريخ: 01/10/2006 ( آخر تحديث: 01/10/2006 الساعة: 18:54 )
غزة - وكالة معا - 1/10/2006
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
يا ابناء شعبنا المرابط البطل .....
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد المني و احزنني ما وقع من احداث مؤسفة تسبب بها البعض والتي اسفرت عن سقوط ضحايا من ابناء شعبنا الفلسطيني . و كنا نتمنى الا تصل الامور الى ما وصلت اليه ,خصوصا واننا تعاهدنا دائما على صون الدم الفلسطيني , و ان اخوتنا ووحدتنا الفلسطينية كانت وما زالت صمام الامان لشعبنا و قضيته المقدسة.لقد مضى على الاضرابات و الاحتجاجاتو ما صاحبها من احداث و ما تناولته وسائل الاعلام المرئية و المسموعة على مدى اكثر من شهر و مع ذلك التزمنا الصبر و الحكمة وعدم الانجرار الى ردات الفعل رغم سيل الاتهامات و التجاوزات , غير ان مسار الاضرابات لم يتوقف عند الحد المعقول و المقبول وطنيا و قانونيا و تجاوز الى عمليات التخريب و اطلاق النار و التعدي على المؤسسات و الممتلكات العامة و سد الطرق و تعطيل مصالح المواطنين .ان مثل هذه التصرفات التي يقوم بها البعض لم يكن ليقبلها أي حر و شريف ايا كان موقعه أو انتماؤه .كما ان الذي زاد الامر تعقيدا هو مشاركة بعض منتسبي الاجهزة الامنية ,المفترض بما ان يكونوا صمام امان و عاصما لدماء و حرمات الناس يحمون الوطن و المواطن .و بالرغم من الاوامر الواضحة من سيادة الرئيس و معالي وزير الداخلية بضرورة انضباط عناصر الاجهزة الامنية و عدم مشاركتها في المسيرات و الاحتجاجات مهما كانت الاسباب, الا ان بعضهم لم يلتزم بهذه القرارات و مارس عمليات تخريب في وضح النهار و استخدم السلاح بغير وجه حق و امتدت الى الاعتداء على مجلس الوزراء في رام الله و حرقه, الامر الذي خلق حالة من الفوضى و العبثية غير المسبوقة . ان قرار وزير الداخلية بنشر القوى الامنية بما فيها القوة التنفيذية كان مستلزما ضروريا لاعادة الهدوء و الامن للشارع الفلسطيني ,و اود ان اشير هنا الى ان القوة التنفيذية تعمل ضمن الاجهزة الامنية و ضمن اطار القانون و هي حريصة كل الحرص على ان تكون في خدمة المواطن و توفير الامن و الامان له ,وقد حصرت مهمتها في ضبط النظام و فرض القانون و منع الشغب والفوضى و حماية الناس و ممتلكاتهم و اعراضهم .
لقد تواصلت اليوم مع السيد الرئيس في حديث مطول تباحثنا فيه حول الاحداث الجارية و سبل الخروج منها , و توافقنا على ضرورة التزام الجميع بالقانون و النظام و على تقيد القوى الامنية بمهامها و ابتعادها عن المشاركة في أي سلوك يؤدي الى اشاعة الفوضى و الفلتان.كما تباحثت مع السيد الرئيس حول استئناف الحوار بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية . .
انني من موقعي كرئيس للوزراء اهيب بجميع المواطنين ان يتحلوا باعلى درجات المسؤولية و ان يترفعوا عن الخلافات خصوصا و اننا نواجه تصعيدا خطيرا من قبل قوات الاحتلال و التي تهدد بتوسيع رقعة العدوان على قطاع غزة. انني ادعو الى وقف التحريض و التمسك بالوحدة الوطنية و حماية مؤسسات الشعب الفلسطيني و ممتلكاته العامة خصوصا و اننا نعيش في ظلال شهر رمضان المبارك و الذي يملي علينا جميعا ان نحافظ على وحدتنا و اخوتنا ,كما ادعو الى احترام خيار الشعب الفلسطيني و التمسك بالوجه الحضاري المشرق الذي عبرنا عنه من خلال الانتخابات التشريعية .لقد صمدنا جميعا في وجه الحصار الظالم و تحملنا المعاناة و الضغوطات ووقفنا كالطود الشامخ في وجه الاراجيف و محاولات المس بهيبة الحكومة و موقعها الراسخ بين ابناء شعبنا .سائلين الله تعالى ان يرفع عنا هذا الحصار الظالم الذي يهدف الى اجهاض تجربتنا الفلسطينية الديمقراطية و دفعنا للتنازل عن حقوقنا الوطنية الثابتة التي كنا و ما زلنا حريصين على حمياتها و الدفاع عنها .
كما اؤكد على تعازي الحارة لاهالي الشهداء و اسأل الله ان يتقبلهم في جنان الفردوس ,كما اتمنى من الله تعالى ان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل و ان يحفظ شعبنا و قضيتنا من كل سوء .
" و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا "
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته