مجدلاني:دماء الشهداء تدعونا من أجل العمل على انجاز اتفاق المصالحة
نشر بتاريخ: 19/06/2011 ( آخر تحديث: 19/06/2011 الساعة: 13:30 )
بيت لحم -معا- نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني حفل تأبين في الذكرى الأولى لرحيل القائد الوطني خالد العزة " أبو الوليد " عضو المكتب السياسي للجبهة عضو المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان ، وذلك أمس في قاعة نادي إبداع الدهيشة، بحضور الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، وماهر غنيم وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان، وممثلي القوى الوطنية، والشخصيات الرسمية وممثلي الأجهزة الأمنية، وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، كوادر وأعضاء الجبهة ، وحشد من أهالي محافظة بيت لحم .
وفي كلمته أكد الدكتور أحمد مجدلاني أن العزة حمل حلم العودة، متنقلا في ساحات العمل الوطني وكانت بوصلته دائما فلسطين ، ومثل القيم الوطنية والنضالية صادقا مؤمنا بعدالة قضيته وحقوق شعبه ، مقدما حياته ووقته من أجل العمل الوطني الفلسطيني، حاملا الهم الوطني حتى وفاته .
وتابع د. مجدلاني:" إن دماء الشهداء الأبطال تدعونا من أجل العمل على انجاز اتفاق المصالحة الوطنية وتطبيقه على الأرض ، وإنهاء كافة الملفات بعيداً عن التلكؤ ، الذي لا يخدم مصالح شعبنا"، مؤكدا أن المصالحة الوطنية مسألة وطنية عامة .
وأوضح د. مجدلاني أن نهج الاحتكار الثنائي، لن يكون مدخلا لإنهاء الانقسام ، مشيرا الى :"أننا لسنا طلاب مصالح من هذا الطرف أو ذاك بل نحرص على أن تكون المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام أساسا لتكريس الديمقراطية واحترام القانون والنظام الأساسي والعدالة الاجتماعية وتطوير آليات الحوار الوطني الذي من شأنه أن يصون السلم الأهلي والاجتماعي لشعبنا" .
وأضاف د. مجدلاني إن ثنائية القطبية ونهج المحاصصة أن طال الزمن كفيلا بأن يؤدي إلى تأكل الاتفاق وانهياره ، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إلى وحدة وشراكة حقيقة لمواجهة مخططات حكومة الاحتلال المستمرة بتحديها لإرادة المجتمع الدولي عبر مواصلة الاستيطان وبناء الجدار وتهويد مدينة القدس .
ونوه د. مجدلاني هذه المصالحة الوطنية تفتح أمامنا أفاقا سياسية للمضي قدماً في تعظيم المكاسب السياسية والدبلوماسية ومواكبة الانجازات على طريق الحرية والاستقلال لإقامة الدولة الفلسطينية وقطع الطريق على المناورات السياسية التي تقوم بها الإدارة الأمريكية .
وأضاف د. مجدلاني إن سياسة البلطجة التي تتبعها الإدارة الأمريكية الداعمة والمنحازة لحكومة الاحتلال ، والتي تعبر عنها بوقاحة سياسية ، عبر التهديدات المتتالية بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية واستخدام كل الوسائل لثني القيادة الفلسطينية عن التوجه لمجلس الأمن لانتزاع الاعتراف بالدولة تفضح هذا الإدارة التي تتغنى بالديمقراطية وحرية الشعوب في تقرير مصيرها.
واكد أن قرارانا الوطني الفلسطيني المستقل نابع من تطلعات وحقوق ومصالح شعبنا العليا، وبما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز من صمود شعبنا ويقربنا من لحظة الحرية والاستقلال وهذا هو حلم رفيقنا أبو الوليد العزة وحلم كافة شهداء شعبنا .
ومن جانبه قال الوزير غنيم في هذا الوقت الذي تشتد فيه هجمة حكومة الاحتلال على شعبنا وأرضنا وقيادتنا بهدف النيل والتأثير على معنويات شعبنا الذي استطاع بفعل نضاله أن يوسع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية مما يزيد من عزلة حكومة نتنياهو ـ تتسارع إجراءات الاحتلال لتهويد مدينة القدس ، وتفريغ الأغوار، وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية لفرض سياسة الأمر الواقع .
وأوضح غنيم أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية منذ بداية العام وزعت أكثر من 350اخطاراً لهدم البيوت والمنشآت الفلسطينية ، وهدمت أكثر من 280 مسكنا ومنشأة في مناطق مختلفة ، وكذلك أطلقت العنان للمستوطنين الذين قاموا بأكثر من 420 اعتداء على المواطنين وممتلكاتهم .
وأضاف غنيم :"في هذا اليوم نلتقي في ذكرى مرور عام على استشهاد الرفيق خالد العزة ، ونقول أننا على العهد باقون ، وان نضال الراحل العزة الذي عرفته كافة مناطق التماس ، مدافعا عن الأرض الفلسطينية ضد الجدار والاستيطان مازال مستمراً ، وأن هذه الهجمة لن تزعزع الإرادة الفلسطينية عن مواصلة الصمود والتحدي والثبات"، مؤكدا على نهج وسياسة الحكومة الفلسطينية لدعم وتعزيز صمود المواطنين في كافة المناطق المستهدفة .
واختتم غنيم قائلاً " لقد جسد أبو الوليد معنى العمل التطوعي الخيري لانه كان مؤمناً بقضية شعبه ، وكان نقطة التقاء غفي زمن التفرق ، حيث عرف بمصداقيته في العمل مثلما عرف بتفاؤله ونفسه الطويل في متابعة قضايا وحقوق شعبه ، لقد كان من الأوائل الذين شعروا بخطورة سياسات الاحتلال الاستيطانية فعمل على مواجهتا من الميدان ، فكان جزءاً من برنامج صمود المواطنين ودعمهم، وجزءاً من العمل الشعبي في مواجهة الجدار والاستيطان والدفاع عن الأراضي المصادرة ".
وبكلمة فضائل منظمة التحرير الفلسطينية أكد غسان زيداني على التمسك بالثوابت والأهداف الوطنية ، والإسراع في تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية ، واستعادة الوحدة على أساس الشراكة الحقيقية ، وبرنامج الإجماع الوطني لمواجهة التحديات واستحقاقات المرحلة المقبلة ، وفي ذات السياق المحافظة على منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا .
وأضاف زيدان أن التوافق على إستراتيجية وطنية شاملة، ستعزز من صمود شعبنا وتمكنه من مواصلة مقاومته الوطنية والمشروعة ضد الاحتلال وتصون الحقوق وتحدد سقف مطالبنا السياسية للمرحلة القادمة، وذلك إدراكا منا لخطورة التحديات التي تواجه شعبنا .
وأشاد زيدان بمناقب الراجل الشهيد العزة الذي تميز بوفائه وصدق انتماءه لوطنيته الذي عاصر الثورة وشارك في كافة معاركها وعاش مراحلها على تعددها وتنوع سماتها ، فكان متمردا ثائرا على الاحتلال وظلمه ، مبدئي ثابت وحدوي جامع ، هاجسه الأوحد العودة إلى ارض الآباء والأجداد .
بدوره قال حسين رحال عضو المجلس الوطني لقد مثل الصراع مع الاحتلال تحولا تاريخيا في حياة الراحل العزة، فالتحق بالثورة الفلسطينية بصفوف جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، ليأخذ دورا نضاليا في صفوفها مدافعا عن الهم الوطني حتى لحظة استشهاده على ثرى الوطن الذي أحبه واحتضنه .
وأضاف رحال كان الفقيد من المناضلين الذين جسدوا الوحدة فعالا لا قولا ، رافعا لواء الدفاع عن حقوق شعبه ، فكان علما من أعلام مقاومة الجدار والاستيطان .
وأما محمد بريجية الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في المعصرة ، أكد على مواصلة النضال الجماهيري ضد جدار الفصل، داعيا إلى تكثيف التحركات الجماهيرية والشعبية في كافة مناطق التماس .
وأضاف بريجية لقد عرفنا الشهيد العزة متقدما الصفوف في مسيرات الدفاع عن الأراضي والتحركات الجماهيرية والشعبية لمقاومة جدار الفصل في أم سلمونة والمعصرة وبلعين ، وكان مثالا للعمل الوطني المخلص .
من ناحيتها قالت تغريد العزة ابنة الشهيد :"لقد مر عام من المرارة لقد فقدت فلسطين رجلا شجاعا مناضلا مخلصا وطنيا ديمقراطيا كان يناضل من اجلها ، انخرط منذ نعومة أظفاره بالعمل الوطني والنضالي ممارسا كافة أشكال النضال معطاء ، عرفته الساحات والميادين ، وكان أول من دعا إلى النضال الجماهيري والشعبي لمواجهة الاحتلال والاستيطان والجدار العنصري ومصادرة الأراضي" .
وأضافت:" هو من قال لي عن جنة تدعى فلسطين هو من رسم أحلام العودة، فنم قرير العين سأبقى ثائرة في دروب أحلامك وسأواصل النضال من أجل تحقيق أهدافك".
هذا وألقى كل من علي العزة، ومحمد المعطي قصائد شعرية أشادت بمناقب ودور الفقيد الوطني والنضالي.
والجدير ذكره أنه قبل بداية التأبين توجه الأمين للجبهة ووفد من مكتبها السياسي ولجنتها المركزية لوضع إكليل من الزهور على ضريح القائد العزة.