طلبة الثانوية العامة في محافظة رام الله والبيرة يبادرون للدراسة في خيمة اعتصام المعلمين المضربين عن العمل
نشر بتاريخ: 01/10/2006 ( آخر تحديث: 01/10/2006 الساعة: 21:11 )
رام الله - الطلبة هذه المرة هم المبادرون، عشرون من طلبة الثانوية العامة وصلوا بحقائبهم المدرسية منذ الصباح الباكر إلى خيمة الاعتصام التي يقيمها المعلمون المضربون عن العمل منذ خمسة أسابيع يطالبون بالقرب من دوار المنارة وسط مدينة البيرة مطالبين من مدرسيهم بأن يبدأوا بتدريسهم.
عشرات المعلمون المعتصمون في المكان أسرعوا لتلبية نداء طلابهم فقام أحدهم بإحضار صبورة للتدريس من إحدى المكتبات القريبة من المكان، فيما تولى آخرون إعداد غرفة صفية صغيرة تتسع للطلبة بالقرب من خيمة الاعتصام التي يستخدمها المعلون كمنبر إعلامي للتعبير للمطالبة بصرف رواتبهم التي تصرف بشكل غير منتظم منذ سبة أشهر.
الدرس الأول هو الكيمياء وقف أحد المعلمين لمدة ساعة يتحدث للطلبة حول الضوء والطيف الكهرومغناطيسي، فيما تولت أحدى المدرسات تقديم الدرس الثاني في الرياضيات للطلبة والطالبات الذين كانوا يستمعون إلى مدرسيهم بكل سرور وفرحة، بعد تبدد مخاوفهم بعدم تمكنهم بدأ عامهم الدراسي.
حنين أبو بكرة (17 عاما) من مدرسة رام الله للبنات وإحدى طالبات الثانوية العامة اللواتي تواجدن داخل خيمة الاعتصام تقول أن الدراسة داخل خيمة الاعتصام فكرة ابتدعها الطلبة للتغلب على عدم افتتاح العام الدراسي حتى الآن، مشددةً على تضامن الطلبة مع المعلمين المضربين عن العمل.
وتضيف حنين أن زملائها يشعرون بفرحة كبيرة خصوصا طلبة الفرع العلمي الذين لا يمكنهم الدراسة دون مساعدة مدرسيهم، وطالبت زملائها في كافة المحافظات السير على طريق طلبة رام الله والبيرة والتوجه إلى خيام الاعتصام من أجل الحصول على الدروس هناك.
وتقول حنين إن الطلبة اليوم حضروا من مدن رام الله والبيرة وبيتونيا، وبعد أن يعلموا بالفكرة نتوقع أن يقوموا بالحضور من كل مكان للدراسة حتى يتمكنوا من النجاح في الثانوية العامة، مشيرةً إلى وقوف الطلبة إلى جانب مدرسيهم في إضرابهم حتى النهاية.
واختتمت الطالبة قولها بان هناك أكثر من مليون ونصف طالب فلسطيني مهددون بالجهل بسبب عدم تعاون الحكومة من اجل تحقيق مطالب المعلمين المشروعة، لذا علينا العمل جميعا من أجل تجاوز هذا الظرف الصعبة، داعية الحكومة إلى التفاوض مع المعلمين وتحقيق مطالبهم.
أما المدرس في مدرسة بيتونيا الثانوية جابر قصراوي، فيؤكد أن المدرسين صعقوا عندما شاهدوا الطلبة يصلون إلى خيمة الاعتصام بملابسهم التعليمية يطالبون بالحصول على دروسهم، لكن ذلك أثار سرورهم وإعجابهم لذا على الفور قرروا تقديم كل ما يستطيعون من أجل توفير العلم لهم.
وأضاف أن على المسئولين أن يبادروا إلى مشاكل أولئك الطلبة ويعملوا من أجل توفير رواتب للمدرسين ليتمكنون من العيش حياة كريمة ولا يتحولوا إلى متسولين يجري تحويل قليل من المال إليهم بين الحين والأخر، مشددا على أن المعلمين لن ينهوا إضرابهم حتى يتلقوا كافة مستحقاتهم المالية.
محاضرات تتوالى لتنتهي بمحاضرة اللغة العربية ووفود من المتضامنين تزور خيمة الاعتصام للتأكيد على تضامنها مع المعلمين المضربين عن العمل، المطالبين برواتبهم، وطلبة يقدرون ظروف معلميهم فيحضرون إليهم للتضامن معهم والدراسة داخل خيمة الاعتصام، وللتأكيد للجميع الطالب الفلسطيني يحب العلم ومن أجل يمكن أن يتكيف مع أصعب الظروف.