الوقود المصري "المهرب" ليس لغزة فقط
نشر بتاريخ: 20/06/2011 ( آخر تحديث: 20/06/2011 الساعة: 14:57 )
غزة- خاص معا- لم يقتصر تهريب وقود مصر لغزة فقط بل اتسعت رقعة التهريب لتمتد إلى بلدان مجاورة وخاصة ليبيا عبر البحر من خلال مراكب الصيد المختلفة في ظل الأحداث التي تجري هناك، رغم ان ليبيا تمتلك اكبر مخزون من النفط في ساحل البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
تجار مختصون بتوريد الوقود عبر الأنفاق أكدوا وجود عجز كبير في كميات "البنزين 80" الوارد إلى غزة، ويرجعون ذلك إلى تهريبها لدول أخرى مثل ليبيا بأسعار أفضل مما تباع لغزة.
أحد التجار همس لمراسل "معا" أيمن أبو شنب، قائلاً "بينما يباع لتر البنزين لغزة بأقل من شيقل واحد إلا أن المهربين المصريين يستغلون أوضاع البلدان المجاورة ويرفعون الثمن بشكل خيالي ليبلغ لتر "البنزين 80" دولارا واحدا للدول المجاورة مثل ليبيا والسودان، مشيرا إلى انه خلال الأسبوع الماضي تم توريد اقل من 50 ألف لتر يوميا، علما أن القطاع يحتاج يوميا قرابة 200 ألف لتر يوميا من البنزين.
وقال:" إن البنزين الذي يورد عبر الأنفاق أصبح يأتي كل يوم بألوان مختلفة اسود وبني واحمر، موضحا أن هناك حالة من "الغش "يقوم بها التجار بالجانب المصري، وأن بعض أصحاب المحطات في غزة رفضت استقبالها".
السؤال الذي يُطرح هل تهريب الوقود لدول لمجاورة وبأسعار مرتفعة سيوقف تهريبها لسكان القطاع في ظل حالة الحصار الإسرائيلي؟.
الدكتور محمود الخزندار نائب رئيس جمعية أصحاب شركات البترول والغاز أوضح أن قطاع غزة يعتمد منذ سنوات على استهلاك الوقود المصري المهرب عبر الأنفاق، فيما يعد الطلب على الوقود الإسرائيلي قليلا بسبب سعره المرتفع ويقدر سعر اللتر الإسرائيلي سبعة شواقل.
وأكد الخزندار لمراسل معا أن محطات الوقود تعاني نقصا حادا من بنزين 80 الذي يورد عبر الأنفاق لغزة، فيما أشار إلى أن البنزين السوبر متوفر بكميات اقل من السابق وان السولار أيضا متوفر.
وقال: "إن كميات الوقود التي دخلت خلال الأيام الماضية محدودة وان البنزين الذي يأتي غير مطابق للمواصفات حسب المعرفة الأولية لدينا لذلك نتردد كثيرا في قبول بعض الشحنات خوفان من الأضرار التي قد تنتج منه"، مضيفا إننا طالبنا من الحكومة المقالة بإنشاء مختبر لفحص جودة البترول الوارد من الأنفاق للمحافظة على المستهلك وعلى الشركات.
وأردف الخزندار: "وناشدنا عبر الوسائل المتاحة الحكومة المصرية خاصة بعد استقرار الوضع قيامها بالدور القومي تجاه سكان القطاع وان تورد الوقود والغاز بالطرق الرسمية والعمل على فك الحصار".
ويستغل الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ خمس سنوات الأنفاق التي تم حفرها على الحدود الفلسطينية المصرية لجلب البضائع والسلع الغذائية للمواطنين بما أطلق عليه "رحلة الموت اليومي".