الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءة في" الكيمياء " المختلفة بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل

نشر بتاريخ: 20/06/2011 ( آخر تحديث: 21/06/2011 الساعة: 09:45 )
القاهرة - بيت لحم - تقرير معا - قال احد المطلعين على شؤون الحوار الوطني لوكالة معا ان تأجيل لقاء الرئيس محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ، كان افضل من انعقاده في مثل هذه الظروف وهذه الايام .

واضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه قائلا : ان كيمياء الرئيس عباس تختلف تماما عن كيمياء خالد مشعل وان لقاءهما في ظل عدم حل الخلافات كان سيؤدي الى تعقيد الامور بشكل كبير ، وان الحريصين على نجاح الحوار الوطني اقترحوا فورا على الجانب المصري تأجيل اللقاء خشية من وقوع اصطدام في وجهات النظر لا سيما حول شخص د. سلام فياض " .

الرئيس عباس رجل يشارف على العقد الثامن من العمر ، ملّ الحروب والخراب ويقلّ في الكلام ، وسبق ان اعلن جهارا نهارا انه لن يذهب بالشعب الفلسطيني الى مواجهة عسكرية مع اسرائيل ،ومع ذلك وفي السنة الاخيرة ازداد غضبه على موقف الادارة الامريكية وملّ التكتيكات وتشدّد اكثر ضد موقف الحكومة الاسرائيلية اليمينية . فهو لا يريد الحرب لكنه قال امام عدد من الكتّاب الاردنيين في عمّان ( لن اتنازل عن سنتم واحد من حدود 67 ولن اقبل ابدا بحل الدولة المؤقتة ) .

اما خالد مشعل فهو رجل خمسيني شديد الحماس ، ملتهب ، يدعو الى المزيد من الاثارة والعناوين ، لا يميل الى الدعة او الهدوء ، ومع ذلك مستعد لخوض المزيد من التكتيكات السياسية سواء مع امريكا او اوروبا من اجل قضيته التي يقتنع بها .

وفي مثل هذه الاحوال ، فلو ان ابو مازن جلس مع ابو الوليد ، لكان الصدام محتما بين الرجلين . لا سيما حول من سيرأس الحكومة الانتقالية . فرئيس السلطة وبعكس تصريحات سابقة لرئيس كتلة فتح عزام الاحمد ، يبدو متمسكا بسلام فياض حتى اخر رمق . اما حماس فتقترح لرئاسة الحكومة يحيى السراح ،او مازن سنقرط ،وتقترح لوزارة الخارجية د.مصطفى البرغوثي .

واللافت للانتباه هنا . ان اتفاق القاهرة يختلف عن اتفاق مكة وعن اي اتفاق اخر . انه اتفاق اللا اتفاق و بعد فشل فتح وحماس في الاتفاق فقد ابتكر المصريون اتفاقا يستند على اللا اتفاق ويقضي ان يتفق اللامتفقون على تشكيل حكومة من غيرهما لتسيير الاعمال الى حين اجراء الانتخابات .

والغريب ان البعض يحاسب الاتفاق الخاص باللا اتفاق على انه اتفاق الاتفاق . والحقيقية ان الانتخابات هي الحل وليس الاتفاق لانهم مختلفون حتى الان .

وحسب مصادر معا ، فان الدكتور سلام فياض يشعر بالغضب الشديد من التصريحات الاخيرة التي ترفض قبوله ، بل وانه فكّر فعلا في التوجه الى الاعلان عن اعتزاله الحياة السياسية لكن رئيس السلطة حال دون ذلك . وبحسب المقربين منه فهو فلاح ابن قرية ولا يقبل ان يستخدم اسمه بهذه الطريقة الممجوجة من السياسيين .

على اية حال ... اسبوع اخر والكرة لا تزال في الملعب المصري ، واذا كان لقاء عباس مشعل الثلاثاء الماضي مبكرا ، فان لقاءهما في الاخير من حزيران سيكون متأخرا . والمفروض ان يلتقيا ويتفقان على انهما مختلفان . لنرتاح جميعا ونستعد للانتخابات بعد عام .