الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الديمقراطية: الصراع على السلطة هو الذي يفسر نزوع فتح وحماس للحوار

نشر بتاريخ: 21/06/2011 ( آخر تحديث: 21/06/2011 الساعة: 20:28 )
غزة- معا- أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الشعب الفلسطيني يتطلع الى إتمام تشكيل الحكومة الجديدة لطي صفحة سوداء من تاريخه، ليكون الإطار لحل القضايا الخلافية واستعادة الوحدة الوطنية، محذرة من أن الحوار الشامل مهدد بالدوران في حلقة مفرغة بسبب حوار المحاصصة الاحتكاري بين فتح وحماس، وهو حوار يجري من وراء ظهر الشعب وكل الفصائل الفلسطينية.

جاء ذلك في يوم الشهيد الجبهاوي حيث أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مهرجانها الجماهيري الحاشد في ذكرى استشهاد أعضاء لجنتها المركزية القادة "عمر القاسم، خالد نزال، بهيج المجدوب وأبو عدنان قيس"، في مخيم جباليا ، وسط حضور جماهيري ونسوي واسع، وبمشاركة ممثلي الفصائل والقوى والأطر النسوية والشعبية ووجهاء والشخصيات الوطنية، يتقدمهم أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، ود. أحمد حماد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الديمقراطية، خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ودياب اللوح القيادي في حركة فتح ومفوضها للعلاقات الوطنية.

ونقل د. حماد تحيات قيادة الجبهة وعلى رأسها نايف حواتمة الأمين العام إلى المشاركين في المهرجان والى جميع أبناء شعبنا خاصة في قطاع غزة.

وشدد د. حماد في كلمة الجبهة الديمقراطية خلال المهرجان على أن الصراع على السلطة هو الذي يفسر نزوع فتح وحماس للحوار الثنائي وعقد صفقات ثنائية في حين أن أوسع القوى تناضل من أجل التطوير الديمقراطي للنظام السياسي.

وشدد د. حماد على ضرورة تضافر جميع الجهود في العمل لسرعة إنهاء انجاز المصالحة لأن إنهاء الانقسام المدمر هو سبيلنا لإنهاء الاحتلال والاستيطان وصيانة حق العودة للاجئين، وهو المدخل لكسر الحصار عن قطاع غزة وإعادة الإعمار كما إنه الجواب على انسداد أفق العملية السياسية والمخرج من مأزق المشروع الوطني.

ورأى أن التحولات التاريخية العاصفة التي تجتاح العالم العربي تتطلب ترتيب البيت الداخلي وصون وحدانية واستقلالية التمثيل الفلسطيني وحماية إنجازات ثورتنا عبر التجديد الديمقراطي لمؤسسات م. ت. ف. والسلطة الفلسطينية بانتخابات حرة للرئاسة والمجلس الوطني والمجلس التشريعي وفق نظام التمثيل النسبي الكامل".
وجدد القيادي في الجبهة التأكيد على موقف الجبهة الخاص بأولوية دمقرطة المجتمع دون رهن ذلك بأي فيتو من أي فصيل أو رهنه بالانقسام، حيث لم يعد مقبولاً حصر السلطة وضمانها بقوة أمنية بديلاً عن الشراكة. والعمل على إجراء انتخابات النقابات المهنية والعمالية ومجالس الطلبة والأندية ومؤسسات المجتمع المدني وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل، كما ندعو لانتخابات المجلس الوطني لدمقرطة مؤسسات م. ت. ف.

وأضاف لحين تشكيل الحكومة القادمة فإن الجبهة الديمقراطية تطالب الحكومتين في غزة والضفة بعدم استخدام الانقسام كذريعة للتجاوزات والانتهاكات للحريات العامة والحقوق التي يضمنها القانون الأساسي ووثيقة إعلان الاستقلال. وتطالب باحترام حريات الصحافة والتجمع السلمي ومؤسسات العمل الأهلي وضمان حرية السفر وتوفير جواز السفر.

وجدد المطالبة بوقف الحوارات الثنائية والتوجه بمسؤولية وطنية عالية نحو الحوار الوطني الشامل بين جميع القوى والمؤسسات والشخصيات الوطنية والديمقراطية والإسلامية، وبدء مسيرة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزة ودعم صمود أبنائه البواسل، حتى يخرج هذا الحوار بالنتائج التي ينتظرها الرأي العام الفلسطيني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ووحدة النظام السياسي.

وحول خطاب اوباما الأخير، فقال أنه جاء منحازاً لإسرائيل ولا يوفر متطلبات العودة للمفاوضات، ونقول أن الامتحان الكبير للإدارة الأمريكية بالضغط على حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية لوقف الاستيطان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

وفي خصوص موضوع المفاوضات، اعتبر أن المفاوضات العبثية والعقيمة انتهت بعد حوالي عشرين عاماً إلى الفشل، بعد ما أصر الاحتلال الإسرائيلي على عدم الاستجابة لاستحقاقات التسوية المتوازنة. ولا بد من البدائل المشتقة من المراجعة السياسية وفي مقدمتها إستراتيجية سياسية وكفاحية جديدة.

وأكدت الجبهة الديمقراطية على موقفها الخاص بأن طريق الدولة الفلسطينية المستقلة وضمان حق اللاجئين في العودة هو طريق استنهاض المقاومة الشعبية وفي القلب منها المقاومة المسلحة وصولاً للانتفاضة الشاملة. فلنوفر للانتفاضة مقوماتها بإنهاء الانقسام وتوفير مقومات الصمود للمجتمع.

وتابع أن البديل هو في توسيع دائرة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة ومطالبة المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية، هو في نزع الشرعية عن إسرائيل ومعاقبتها على جرائمها ضد الإنسانية والشعب الفلسطيني وندعو إلى تبني الإستراتيجية البديلة، لإعادة قضيتنا إلى القضية المركزية للأمة العربية وإلى صدارة الاهتمامات الدولية.

وذكر أن الشعب الفلسطيني الذي كان مبادراً في إطلاق الانتفاضات يحيي باعتزاز ويهنئ بانتصار ثورات الشعبين المصري والتونسي ونجاحهما في فتح أبواب التغيير الديمقراطي الكبير.

واستذكر د. حماد شهداء الجبهة القادة الثلاثة، أعضاء اللجنة المركزية للجبهة، عمر القاسم وخالد نزال وبهيج المجدوب والقادة العظام الشهيد الرمز ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين والقائد أبو على مصطفى والدكتور فتحى الشقاقى والقائد إبراهيم ابو علبة وغيرهم من شهداء الثورة والانتفاضة وكل شهداء شعبنا، وعزاؤنا أنهم تركوا وراءهم إرثاً عظيماً ومسيرة مشرفة نفتخر بها، كما تركوا وراءهم أجيال من المناضلين الأشداء الذين حملوا الأمانة ولا زالوا يواصلون طريق المقاومة والنضال في سبيل دحر الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الحقوق الوطنية لشعبنا، وفي مقدمتها حق العودة وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

واعتبر إن إحياء هذه الذكرى يلقي علينا مسؤوليات عظيمة عنوانها التحلي بالصبر والثبات على الحق الوطني ومواصلة النضال للانتقال بشعبنا من خريف الانقسام الطويل إلى ربيع قادم ينعم فيه شعبنا بالعودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة، لمواجهة المخططات العدوانية والاستيطانية ومحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، واستغلال الفرصة التي تتيحها التحولات العربية والدولية ولمواجهة المخاطر التي تحملها حكومة نتنياهو اتجاه شعبنا.

وفى الختام شدد على أن الجبهة الديمقراطية وهي تحتفل مع أبناء الشعب في مهرجان الوفاء للشهداء القادة : "القاسم، والنزال، المجدوب وأبو عدنان قيس" تؤكد أنها ستبقى حزباً يسارياً مقاوماً ناضل وسيبقى إلى جانب الفقراء والفئات المهمشة منحازاً دوماً للوحدة الوطنية وحقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين لديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها عام 48.

وقال دياب اللوح القيادي في حركة فتح ومفوضها للعلاقات الوطنية ان تأجيل اجتماع وفدي حركتي فتح وحماس للحوار في القاهرة جراء ارتباطات طرأت على جدول أعمال الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في زيارته للخارج، منوهاً أن الاجتماع سيعقد خلال أيام معدودة.

وأكد اللوح ان حركة فتح ذاهبة للتوافق الوطني، مشدداً ان ما يتفق عليه ستلتزم حركة فتح في تنفيذ بنوده، مضيفاً انه سيجري استكمال تنفيذ اتفاق المصالحة بالحوار الوطني الشامل لتمكين شعبنا من استكمال المشروع الوطني. وقال: اننا على وشك تشكيل حكومة الكفاءات المستقلة بعيداً عن المحاصصة، وبعد الانتهاء من تشكيل الحكومة ستشكل لجان المصالحة الداخلية والاعتقال السياسي ومنظمة التحرير الفلسطينية.

هذا ونقل اللوح تحيات الأخ الرئيس أبو مازن وحركة فتح ، وجدد العهد والبيعة لشهداء شعبنا الفلسطيني وشهداء الجبهة الديمقراطية وقادتها "عمر القاسم، خالد نزال، بهيج المجدوب وأبو عدنان قيس". ووجه بالتحية الى القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار"، كما وحيا الجماهير المحتشدة في مهرجان يوم الشهيد الجبهاوي.

وحيا شهداء مخيم جباليا مخيم الثورة الذي قدم الشهداء والقادة، وحيا شهداء الجيش المصري في قطاع غزة، والجيش العراقي في جنين والجيش الأردني الى جانب شعبنا في معركة الكرامة.

ووجه التحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً على مواصلة النضال الوطني حتى يتم الافراج عن كافة الأسرى، وانجاز حقوق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال.

وأشار في كلمته إلى أن العشرين من حزيران يصادف اليوم العالمي للاجئين للتأكيد على حق شعبنا بالعودة الى دياره وفق القرار الاممي 194، داعياً الى توظيف كل الجهود والتحركات الدولية للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين لضمان عودتهم الى ديارهم وفق القرار 194.

من جهته دعا القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش الى التلاحم والاتفاق الوطني والفصائلي في خوض معركة النضال والمقاومة من اجل حماية القدس واللاجئين والوطن.

وحيا شهداء الجبهة الديمقراطية في يوم الشهيد الجبهاوي، مؤكداً على الوحدة والوفاق الوطني تحت خندق الوحدة الوطنية والمقاومة. وأشار إلى دور الجبهة الديمقراطية في رأب الصدع الفلسطيني مع حركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية وكافة الفصائل.
وقال البطش: في هذا اليوم ونحن نحتفل بيوم الشهيد الجبهاوي لتلتحم دماء شهداء الجبهة "النزال والقاسم والمجدوب" مع دماء شهداء شعبنا وقادته أبو عمار والشقاقي والياسين وابو علي مصطفى لتؤكد على الوفاء لهم باستمرار النضال والمقاومة حتى انجاز حقوق شعبنا.

وأكد ان الوفاء للشهداء القادة وللأسرى الأبطال بالتمسك بالوحدة الوطنية وإنهاء الاحتلال عن أرضنا.

ودعا البطش الى تعزيز الوحدة الوطنية والإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والبدء بالحوارات الشاملة لإتمام المصالحة وانجاز الوحدة الوطنية، مؤكداً ان الانقسام هو النكبة الأكبر بتاريخ شعبنا، فهو أكبر من نكبة 1948 ونكسة 1967، داعياً الى دعم اتفاق المصالحة وحمايته للوصول بشعبنا الى بر الأمان.

وأشاد بأن إحياء يوم الشهيد الجبهاوي جاء بعد توقيع اتفاق المصالحة.

وأكد البطش على حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم وحقهم في التعويض كحق مكفول بالقوانين الدولية وبوحدة شعبنا الوطنية.