الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عندما تتحول الحواجز العسكرية على مداخل المدن الى موائد إفطار للصائمين!!

نشر بتاريخ: 02/10/2006 ( آخر تحديث: 02/10/2006 الساعة: 15:48 )
نابلس- معا -محمود برهم- الساعة والهاتف الخلوي هما الشيئان الوحيدان اللذان انشغل بهما مئات المواطنين الذين أعاق جنود الاحتلال مرورهم على حاجز حواره جنوب مدينة نابلس قبل دقائق معدودة من أذان المغرب.

قبل دقائق من الأذان تستطيع أن تشاهد عشرات المشاهد أن لم يكن المئات بعدد المواطنين المتواجدين على الحاجز فكل واحد منهم يمثل مشهدا مختلفا بحد ذاته ' فتجد من يبحث عن صديق معه دخان ليكون صوم اليوم الطويل قد حدد بسيجارة والأخر يتصل بصديقه القادم على الحاجز ليأتي إليه بماء وفلافل وأخر قرر أن يأكل من الخبز الذي يحمله معه الى بيته من المدينة .

أحد هذه المشاهد كان مشهدا غريبا لشاب فى العشرين من العمر ذو شعر أشقر وقميص وبنطال أنيقين كان جالسا على حقيبته السوداء حاملا دفترا وقلم رصاص وكان سارحا فى كتابته الى درجة شدني الفضول الى معرفة ما يكتب وعندما اقتربت منه عرفت أنه من قسم الفنون فى جامعة النجاح الوطنية ونظرت إليه فوجدته يكتب لحنا موسيقيا بلغة الموسيقى فتبسمت .. فنظر الى وتبسم وقال خليها على الله يارجل بتسلي .

من بعيد صاح شاب.... الله اكبر .... الله اكبر أذن ياشباب ارتسمت بعدها ابتسامة المواطنين على وجوهم رغم أن الاحتلال رسم قبلها العبوس والإحباط والضيق على وجوه هؤلاء المواطنين الذين اختلفت أعمارهم ما بين العشرين عاما حتى التاسعة والأربعين عاما وهو الرقم الذي حدده جنود الاحتلال على الحاجز لتقديم التسهيلات بالامرور أيا كانت الوظيفة التي تعمل بها طبيبا أو مهندسا أو معلما أو صحفيا لايهم المسمى المهم أن تتطابق والوصفه التي أعدها الجنود على الحاجز .

أقام المواطنون صلاتهم على الحاجز وبدأو يتقاسمون ولائمهم البسيطة التي فرضها الاحتلال عليهم وبعضهم بدا بتوزيع ما يحمل من طعام على الأخر.... وأخر قدم من بعيد يحمل كرتونه من التمر وقال أنه على روح الحاج محمد وبدا بتوزيعها على المواطنين مفضلا الأطفال الذين بصحبة أبيهم والذي منعهم الاحتلال من تجاوز الحاجز بحجة أن أباهم لم يتجاوز العام الخمسين من عمره ولا يحق له الحصول على تسهيلات من جنود الاحتلال .

الصحفية الإسرائيلية عميرة هس مراسلة صحفية هارتس الإسرائيلية التي كانت تعد تقريرا عن كثب للأوضاع على الحواجز كانت متواجدة على الحاجز كان انفعالها وعصبيتها واضحة على وجهها .....خاضت عراكا عنيفا مع الجنود فى محاولة منها لتقديم التسهيلات لبعض الحالات الإنسانية لمجموعة من المواطنين ولكن كل محاولتها باءت بالفشل من قبل الجنود الاسرائيليين .

ووجد بعض المواطنين الصحفية الإسرائيلية متنفسا لهم وبداوا بشرح همومهم لها وقال أحدهم أنا من الساعة الثانية عشرة ظهر ولغاية اللحظة لم يأت دوري بالمرور هذا ظلم ... وأخر صاح ضربوا عجوزا على الحاجز كسروه ... وأخر قال كسروا شرطي فلسطيني يدعي أيمن عديلي 27 عاما يعمل فى شرطة تلفيت جنوب نابلس دون سبب .

أحد المواطنين قال المهم أن معنوياتنا عالية ولم يستطع الاحتلال كسر إرادتنا ... حتى وان أجبرنا الاحتلال على البقاء على الحاجز وأعاق مرورنا فإن حولنا الحواجز الى موائد إفطار وسنكمل صيامنا الذي يحاول الاحتلال أن يفسده .