حصة صفية في خيمة الاعتصام على دوار المنارة !!
نشر بتاريخ: 02/10/2006 ( آخر تحديث: 02/10/2006 الساعة: 16:12 )
رام الله - معا - يزن طــه - - لم تكتف الطالبة حنين أبو بكر ابنة الثمانية عشر ربيعا بفكرة تحويل زيت القلي الى زيت وقود قابل للاستخدام في محركات السيارات، في الموسم الماضي حينما كانت في الصف الحادي عشر بل جاءت بفكرة جديدة هذا الموسم وهي في ثياب الصف الثاني عشر أو التوجيهي، فكرة لاقت استحسان وقبول المعلمين المضربين المعتصمين هذه الأيام على دوار المنارة وسط مدينة رام الله.
كانت فكرة حنين هذه المرة الى الاساتذة الذين يدرّسون طلبة المرحلة الثانوية بالقيام باعطاء الطلاب وتحديدا طلاب التوجيهي الدروس والحصص المقررة هذا الفصل في خيمة الاعتصام على دوار المنارة؛ لتلقى اجابات الاستحسان والثناء على تلك الفكرة من المعلمين الموجودين في خيمة الاعتصام.
وبوقت قصير خرجت الفكرة، وبوقت أقصر تجمعت وحنين وبعض من زملائها الطلاب، والذين تعارفوا على بعضهم البعض من خلال المسيرات التي كانوا يخرجون با للمطالبة عودة الحياة للعملية التعليمية المتعطلة، تجمع الزملاء على هدف واحد هو انطلاقة العام الدراسي الجديد.
ولا ندري ان كان للصدفة دور في الموضوع أم أن القضية كلها مرتبة فاليوم هو الأول من تشرين الأول أي بداية الشهر، وكان مقررا ايضا أن يبدأ العام الدراسي الجديد قبل شهر ايضا وتحديدا في الثالث من أيلول، وفي بداية ذلك الشهر بدلا من أن ينطلق العام الدراسي انطلق الاضراب العام للموظفين الحكوميين وأيضا للمعلمين.
انتظمت الدراسة اذن ولكن في مكان مختلف وجو مختلف، فبدل المدرسة كانت الخيمة وبدلا من الكتب كانت بعض الدفاتر في أيدي الطلبة، ولكننا لا ننكر اننا شاهدنا كتبا في أيدي الطلاب لانهم كما قالوا اشتروها قبل بداية العام الدراسي بقليل من مكاتب التربية والتعليم، لان الطلبة كانوا يتخوفون من المنهاج الذي لا يعرفون عنه شيئا فهو منهاج جديد بالكامل، البعض يقول عنه صعب والبعض يقول عنه سهل، أما طلبتنا الذين انطلق بالنسبة اليهم اليوم، العام الدراسي فيقولون ان المنهاج يتدرج من السهل الى الصعب يبدأ سهلا وحتى النهاية يكون صعبا.
عشرون طالبا وطالبة التحقوا صباح اليوم بمدرستهم الجديدة خيمة الاعتصام، بفضل زميلتهم حنين التي أتت بالفكرة وطرحتها على المعلمين المعتصمين الذين رحبوا بها وقبلوها ليبدأ الدوام مباشرة، حيث كان الطلبة في حصتهم الثانية حصة الرياضيات عندما وصلنا لخيمة الاعتصام، وكانت حصتهم الأولى عن مادة الكيمياء، ومنذ الحصة الأولى بدأوا بحل المعادلات والأمثلة.
نعمت براهمة التي تعمل مدرسة لطلبة المرحلة الإعدادية في مدرسة سردا الأساسية المختلطة تقول انه منذ بداية الاضراب كان يأتينا العديد من الطلاب يتقصون أخبار الاضراب، يبحثون عن بصيص أمل في بدء العام الدراسي الجديد، ومرة على مرة وعندما بدأنا نتحاور معهم طرحت حنين فكرتها وبدون أي تنسيق مع أي من الجهات الرسمية بدأنا تنفيذ الخطة، وبدأنا من اليوم إعطاءهم الدروس، مضيفة سنبقى نعطيهم الدروس والحصص وذلك بناء على طلبهم وحتى يصل موضوع الاضراب الى الحل.
ويتوزع الطلبة الجدد في خيمة الاعتصام في رام الله على العديد من المدارس تشمل تقريبا كل مدارس المرحلة الثانوية في المحافظة، وعن مستويات الطلاب يقول اساتذتهم لا نستطيع تحدي ذلك الآن لكن من الواضح أن من يبحث عن معلم يعلمه هو شخص يرغب في العلم ويسعى اليه هو شخص مميز.
حنين أبو بكر اذن ستستأنف دراستها الثانوية بعد شهر من التوقف والانقطاع، لتواصل رحلتها في التميز والاكتشاف بمساعدة مدرسيها الجدد وفي مدرستها الجديدة " خيمة اعتصام المعلمين" أما موقع هذه المدرسة الجديدة لمن أراد التوجه اليها واستكمال دراسته فيها فهو دوار المنارة وسط مدينة رام الله، وعلى أمل أن يحذو زملاؤها حذوها في كل محافظات الوطن عادت حنين الى مقعد الدراسة لتستكمل حصة الرياضيات التي قطعناها عليها.