الأربعاء: 05/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

مدرسة عسكر تختتم دورة "الحد من تأثير مضامين العنف في وسائل الإعلام"

نشر بتاريخ: 23/06/2011 ( آخر تحديث: 23/06/2011 الساعة: 15:35 )
نابلس - معا - اختتمت مدرسة مخيم عسكر الثانية للبنين بنابلس، دورة بعنوان "الحد من تأثير مضامين العنف في وسائل الإعلام على الأطفال"، قدمها الباحث الإعلامي صدقي موسى، وشارك فيها 15 طالبا من أعضاء البرلمان المدرسي.

وهدفت الدورة إلى التعريف بوسائل الإعلام وتأثيرها على الأفراد، والتعريف بعناصر العملية الاتصالية، وتمكين الطلاب من التمييز ما بين الرسائل الايجابية والسلبية، وتفعيل التفكير الناقد لدى الطلاب تجاه الرسائل والمضامين الإعلامية، إضافة إلى تعريف الطلاب برسائل العنف في وسائل الإعلام والية تجنبها والتقليل من تأثيرها.

وقال موسى أن لوسائل الإعلام تأثير قوي وفاعل على المجتمع، والأطفال أكثر تأثرا من غيرهم بالرسائل والمضامين التي تبثها وسائل الإعلام، فهنالك علاقة ما بين السلوك العدواني والعنف والتعرض لمضامين العنف في وسائل الإعلام، وذلك بحسب دراسات وأبحاث ذات علاقة.

ونوه إلى أن مضامين العنف تطغى على الرسائل الإعلامية، سواء في برامج الكرتون أو الأفلام والمسلسلات وحتى في النشرات الإخبارية، ومن ابرز البرامج تأثيرا على سلوك الأطفال هي المصارعة الحرة التي تعد الأكثر شعبية وأصبح لاعبوها نجوما وقدوة للأطفال سواء في حركاتهم أو فيما يتعلق بملابسهم، وللأسف أصبح هنالك ترويج لمضامين العنف وإظهار انه هو الحل الأمثل للمشاكل وصعوبات الحياة، إضافة إلى أن الأطفال يشاهدون برامج تفوق سنهم ولا تتناسب مع تفكيرهم.

وأشار إلى أن من نتائج تعرض الأطفال لمضامين العنف، انتزاع براءة الطفولة منهم، ومحاولة تقليد ما يشاهدونه، وارتفاع استخدام العنف مع الآخرين، وفقدانهم الإحساس بالأمان، وتعمل مشاهد العنف على تقسية العواطف والمشاعر عند الأطفال، ويصبح العنف عندهم أسلوب حياة.

وأضاف أن دراسات الإعلام أظهرت أن من أهم الآثار التي تتركها مشاهدة العنف هي: التطهير، بمعنى تطهير المشاعر والعواطف عبر التجربة غير المباشرة، فمشاهدة أفلام العنف على التلفاز تسمح للمشاهد بتصريف احباطاته من خلال المعايشة الخيالية بدلا من الممارسة الواقعية، وهنا مشاهدة العنف تعمل كصمام أمان يصرف الاحباطات والشعور بالعداء.

أما الأثر الثاني فهو إثارة الحوافز العدوانية، فمشاهدة العنف عبر وسائل الإعلام ترفع من حدة الإثارة النفسية والعاطفية عند الطفل، مما يؤدي إلى احتمال حدوث سلوك عدواني.

كما تعمل مضامين العنف على التعلم من خلال الملاحظة، فيستطيع الطفل تعلم السلوك العدواني من خلال مشاهدة وسائل الإعلام، بتنميط سلوكياتهم حسب سلوكيات الشخصيات التي تعرضها هذه الوسائل.

كما تعزز مشاهدة مضامين العنف أنماط السلوك العدواني الموجودة أصلا عند الطفل.

وأكد موسى أن من أفضل الوسائل للحد من تأثير رسائل العنف في وسائل الإعلام على الأطفال هو الحوار معهم، وتنمية التفكير الناقد لديهم وتميزهم ما بين المضامين الايجابية والسلبية، إضافة إلى إيجاد الرقابة الذاتية لديهم وتوعيتهم بمضار هذه المضامين وبعدها عن الواقع، وتعزيز حب القراءة لديهم، وإيجاد الأنشطة البديلة والتي تسد وقت الفراغ.
وطالب موسى وسائل الإعلام بالتحلي بأخلاقيات المهنة ووضع مصلحة المجتمع أمام ناظريها وليس السعي إلى الربح، فعلى وسائل الإعلام الارتقاء بالمجتمع والنهوض به وتنميته، وتشجيع الحوار والتفاهم ونشر مفهوم التسامح والنقد البناء.

وتضمنت الدورة تطبيقا عمليا، من خلال عرض لبعض مضامين العنف في وسائل الإعلام وتحليلها، وتبيان آلية تأثيرها وكيفية تجنب أضرارها.

بدوره قال مدير مدرسة عسكر الثانية الأستاذ بكر حنون أن للمدرسة دور مهم في توعية الطلاب والأهل بأضرار رسائل العنف في وسائل الإعلام، والعمل على الحد من تأثير تلك الرسائل على الأجيال، إضافة إلى دور الأهل ومؤسسات المجتمع المختلفة في التوعية والإرشاد، مشيرا إلى أن هنالك دور كبير يقع على عاتق وسائل الإعلام، والتي طالبها بتحمل مسؤولياتها.