الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجان العمل الصحي تعقد مؤتمرها السنوي

نشر بتاريخ: 24/06/2011 ( آخر تحديث: 24/06/2011 الساعة: 23:00 )
رام الله -معا- عقدت مؤسسة لجان العمل الصحي مؤتمرها السنوي في قاعة جمعية إنعاش الأسرة بمدينة البيرة بحضور عدد كبير من أعضاء الهيئة العامة وجلس الإدارة والهيئة التنفيذية للمؤسسة. وافتتح المؤتمر بالسلام الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

وفي كلمة مجلس الإدارة قال يعقوب غنيمات رئيس المجلس مع نهاية عام من العطاء والعمل بما حمله من إنجازات نقف اليوم لنلامس الواقع بتشعباته وتعقيداته المختلفة منطلقين من واقع محكوم بسياسة القطب الواحد المتحكم به الإمبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا بما تشكله من حاضنة للمشروع الاستيطاني، وما خلفته هذه المنظومة من أزمة اقتصادية عالمية. عدا عن حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم مع وجود جيوب للمقاومة والممانعة التي تشكل أملاً في إيجاد نوع من التغيير الذي نصبوا إليه.

وأضاف إن الشعوب العربية بدأت ترفض حالة الذل والقهر التي جسدتها إتفاقية سايكس بيكو التي مزقت أوصال الأمة من خلال الثوات التي تعم المنطقة.

وقال: إن هذه الثورات ما لم تتشكل لها قيادات واعية تتوحد على أساس متين وتتكامل مع بعضها سياسياً وإقتصادياً مع استثمار مقومات الوحدة المتوفرة فإنها لن تنجز شيئاً من المرجو.

وأوضح غنيمات أن فلسطين وشعبها يتأثران سلباً وإيجاباً بما يدور في المحيط العربي والعالمي، ولكن الحالة الداخلية الفلسطينية تبقى هي الأكثر تأثيراً، فالاحتلال لا زال يستهدف البشر والأرض عبر ما يطرحه من عناوين ذات مضامين عنصرية مثل طرحه لشعار يهودية الكيان العبري وما يرفق ذلك من حالة تراجع في الحالة الفلسطينية في ظل مسار التسوية مع استمرار مسلسل الاستيطان وبناء جدار الفصل وتهويد وعزل القدس وممارسة السياسات العنصرية الأخرى كالقتل والاعتقال والتضييق على الفلسطينيين في لقمة عيشهم وتقطيع أوصالهم اجتماعياص وجغرافياً على مسمع من العالم المدعي الحضارة والتقدم.

وأشار في كلمته إلى فشل مسار المفاوضات حيث أن الواقع أثبت بأن الإرتهان لهذا المسار وحده لن يجدي نفعاً، ودعا كذلك إلى وقف حالة الإنقسام التي شلت الشعب الفلسطيني وأضرت بقضيته، محذراً من العودة لسياسة المحاصصة التي كانت سائدة قبل الإنقسام والإرتقاء إلى مطالب الشارع وتكريس العودة لخيار المقاومة الشعبية المشروعة بكافة أشكالها.

وعلى صعيد المؤسسة أكد غنيمات أن المؤسسة ليست ببعيدة عما تمر به الأراضي الفلسطينية من حيث ضعف الإمكانات المالية والموارد المادية، ومع هذا فالمؤسسة لا زالت تتمسك بحق المواطنين في الخدمات الصحية الشاملة والنوعية مع الانحياز للفقراء والمهمشين والمحاصرين رغم أن مردود العمل في مراكز وعيادات المؤسسة لا يغطي في حده الأعلى 40% من التكاليف مع استمرار المؤسسة في رفض أي تمويل مشروط لا سيما في ظل توجه بعض الممولين لدعم مسار التسوية على حساب مؤسسات المجتمع المدني وتراجع الدور التكاملي في الخدمات الصحية بين القطاعين العام والأهلي وهو أمر يجب التنبه له ومعالجته على صعيد السياسات الصحية والتمويلية.

واستعرض غنيمات إنجازات المؤسسة سواءً على صعيد التوسع العمراني أو الخدمات المقدمة للمواطنين وفتح علاقات وآفاق جديدة.

من جهته حيا الدكتور جواد عواد نقيب الأطباء مؤسسة لجان العمل الصحي، مثمناً دورها المميز في خدمة الفلسطينيين.

وقال: إن هذا المؤتمر يتوج سنوات من العطاء لمؤسسة لجان العمل الصحي منذ الانتفاضة الأولى مشيراً إلى ما تعرض له العاملون في المؤسسة من سياسات احتلالية عبر الملاحقة والاعتقالات.

وأضاف: نعم لقد أثبتم أنكم فعلاً أصدقاء للمريض الفلسطيني وكنتم الأبرع في العمل الطوعي وهذه شهادة تسجل لكم.

بدوره ألقى عبد الرازق فراج كلمة شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية هنأ فيها المؤسسة على مؤتمرها السنوي، وقال هذه المؤسسة متميزة ورائدة بما تقدمه من خدمات صحية لفقراء شعبنا، وهي متميزة أيضاً في دورها الوطني الطليعي والمجتمعي فالتميز والإبداع أرسى دعائمه الراحل الكبير الدكتور أحمد المسلماني الذي نلمس اليوم بصماته وحضوره المميز ليس فقط هنا وإنما أيضاً في القدس رغم غيابه الجسدي.

وأضاف: اليوم نستحضر كل شهداء مؤسسة لجان العمل الصحي الذين بنوا المؤسسة في ظل الهجمة الشرسةالتي يقودها المرصد الاسرائيلي ضد المؤسسات الأهلية الفلسطينية. بالتزامن مع رفع الممولين من سقف شروطهم التي تؤكد الشبكة رفضها.

ودعا المؤسسات الأهلية للتأكيد على أنها لا تستجيب إلا لرغبات وحاجات الناس في عملها التنموي، مشدداً على ضرورة دعم المصالحة الوطنية وتجسيدها واقعاً على الأرض.

وبعد ذلك جرى التحقق من النصاب القانوني للحضور ومن ثم عرض التقريرين الإداري والمالي ومناقشتهما وإقرارهما بعد النقاش، وتلى ذلك إقرار العضويات الجدية من الهيئة العامة.