الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطيب الجمعة في خيمة اعتصام النواب "اننا على ابواب الخلافة الراشدة "

نشر بتاريخ: 24/06/2011 ( آخر تحديث: 24/06/2011 الساعة: 23:52 )
القدس -معا- افتتح خطيب الجمعة في خيمة اعتصام النواب المقدسيين خطبة الجمعة في اليوم 359 على التوالي بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )

ورحب بالنواب المعتصمين قائلا :" مرحبا بكم يا نواب القدس الصامدين ونسأله عز وجل ان يتقبل صبركم وثباتكم وان يزيد حسناتكم يوم لا ينفع ما لولا بنون " .

واكد على مدى رحمة الدين الاسلامي وانه دين الرحمة والهداية ، وذكر قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) كما ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم :( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) .

واضاف :" لقد احاط الخوف بالامة من كل مكان وفي كل مكان ، من جسر الشغور الى مصراته والزاوية ، ومن بغداد الى القدس والقاهرة وعدن ، حتى القدس انتفضت خوفا من خوف اخواتها" ، وتسائل قائلاً :" أحلم ام خيال ما نمر به وما حل بكل مكان ؟ " ، واستنكر خروج اللاجئين من الدول العربية على ايد من كانت القدس ترجوا يوما ان يعيدوها ! وان يردوا الدور الى اصحابها اللاجئين المشردين ! وان يفتحو الابواب التي يحملون مفاتيحها ! " .

وذكّر بحديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ) .

واعتبر ان الامة بكاملها مقهورة مستعبدة من حكام ظالمين لا ذمة لهم ولا دين واصبح كل ما في الارض وما عليها ملك للحاكم واحفاده ، واتباعه ، وذكر بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وبقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ً )

فيما بيّن ان الامة الاسلامية لم يتجرأ عليها اعدائها الا بخيانة قادتها الذين ذلوا واذلوها ولم يكتفوا ببيع خيراتها ونهب ممتلكاتها ومقدراتها ، بل اقاموا المعتقلات والسجون وسفكوا الدماء الزكية ودمروا المدن والقرى وشردوا السكان وسحقوهم تحت جنازير الدبابات واغتصبوا النساء وحرقوا الزرع ،ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وشدد على اهمية الصبر والثبات لنواب القدس وللمقدسيين مؤكدا ان النصر قريب باذن الله للصادقين وان مع العسر يسرا . وانه لن يغلب عسر يسرين .

واستبشر في شهر رجب بالفرج من الله عز وجل الذي اكرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالاسراء والمعراج ورزقنا الصلاة نتقرب بها اليه في هذه المكرمة الربانية لتفرج عنا ما نحن فيه ، واتقربنا اليه عز وجل .

واضاف ابشروا وامّلوا فالنصر قريب والفرج قريب ولن تذهب الدماء الزكية هدرا .

قال تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) صدق الله العظيم

واختتم خطبته بالتأكيد على ان مصير الظالمين الى زوال وبانقضاء الحكم الجبري واننا على ابواب الخلافة الراشدة ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ) صدق الله العظيم .